تعرف على تاريخ «المعادن الساسانية» في العصور القديمة

صورة توضيحية
صورة توضيحية


تشتهر إيران بصناعة المعادن في العصور القديمة وخاصة في العصر الأخميني ثم العصر الساساني وقد شهد العصر الساسانى أجمل الصناعات المعدنية الإيرانية وكانت تلك المنتجات من أجمل ما تركه الشرق الأدنى فى صناعة المعادن والتى كان يتم صنعها من الذهب أو الفضة أو النحاس أو الحديد أو البرونز وظلت كما هى محتفظة بشكلها حتى ذلك الوقت، وذلك وفق ما أكدته سارة عماد باحثة في الآثار الإسلامية.

شاهد أيضا  :فيديو| ثعبان روبوت خارق يعمل بالليزر

وأضافت الباحثة، أن هناك مجموعة من الأوانى الفضية والتى من أهمها مجموعة من الكؤوس والأطباق الفضية التى تعود إلى العصر الساسانى وتدل على التقدم الذى وصلت إليه هذه الصناعة وكان يتم حفظ هذه المجموعة فى بعض المتاحف العالمية فى أوروبا وروسيا وكان بعضها فى إيران.


كان أن كثير من التحف ترجع إلى الملك الساسانى كسرى الثانى وتم صنع هذه الكؤوس فى مصنع ملكى خاص وكان يتم هدايتها إلى من يحضر الصيد الملكى أو يتم دعوتهم للموائد الملكية وكان يتم إعطاؤها كهدايا إلى الملوك الأجانب وخلال القرون الأولى قد تأثر المسلمون بهذا النوع من التحف الساسانية فقد قاموا بتقليد هذا النوع من الكؤوس والأطباق الساسانية.


وأكدت أن الفنان الساسانى قام بالتنويع فى صناعة التحف المعدنية وذلك كان من خلال أساليب الصناعة والزخرفة مثل:


1- طريقة الصب فى القالب:


كانت هذه الطريقة من الطرق الصناعية القديمة وكان يتم إستخدامها مع معدن سهل الصهر والتشكيل فى قالب مثل البرونز وفيها يتم نقش الزخارف بأسلوب الحفر الغائر لكى يتم صنع زخارف بارزة أو يتم نقش الزخارف بالحفر البارز ليتم صنع زخارف غائرة وكان من أمثلة هذا الأسلوب الصناعى للمعادن المباخر والصنابير والأباريق التى كانت تأخذ شكل حيوانات أو طيور بالإضافة إلى التماثيل التى كان يتم تشكيلها على هيئة طير أو حيوان.


2- طريقة الطرق:
كان يتم إستخدام هذا الأسلوب مع معدن النحاس والذهب والفضة بكثرة حيث يقوم الصانع بالطرق فوق سطح الأوانى والتحف المعدنية بواسطة شاكوش خاص وكان يستخدم قاعدة يتم تثبيتها عليها وأحياناً توضع فوق الإناء المعدنى عند الطرق وكان بواسطة هذه الطريقة يتم صنع بعض الزخارف حيث يقوم الصانع بالطرق على الوجهين الخارجى والداخلى للإناء حيث يقوم بتحديد الزخارف من السطح الخارجى والزخارف نفسها داخل الإناء وتكون بارزة.


3 - طريقة الحز أو الحفر:
كان فى ذلك الأسلوب يتم فيه حفر الإناء بواسطة قلم معدنى مصنوع من الصلب حيث يتم صناعة الزخارف المطلوبة على سطح الإناء المعدنى وتكون الزخارف مسطحة دون تجسيم ثم يتم ملء الزخارف أو الحزوز بمادة تسمى النيلو أو المينا.


4- طريقة التكفيت:
كان هذا الأسلوب من أهم الطرق التى كان يستخدمها الساسانيون فى زخرفة التحف المعدنية وكلمة تكفيت كلمة فارسية وتعنى زخرفة التحف المعدنية بمعدن آخر أغلى مثل الذهب والفضة وكان يتم ذلك عن طريق حفر الزخارف عن طريق قلم معدنى والطرق عليه بمطرقة ثم يتم ملء هذه الزخارف بأسلاك من ذهب أو فضة أو مينا أو نحاس أحمر.


5- طريقة الزخرفة بالنيلو:
مادة النيلو عبارة عن مادة سوداء يتم صنعها من صهر النحاس والرصاص والكبريت وملح النشادر بنسبة معينة وكان يتم إستخدامها فى زخرفة الأوانى التى يتم حفرها أو حزها ثم يتم وضع الآنية فى درجات حرارة معينة لكى يتم تثبيت مادة النيلو السوداء فى الأماكن المحفورة عن طريق صبها وهى ساخنة ويتم تركها لتبرد ثم يتم تلميع التحف المعدنية بحيث يكون هناك إختلاف فى الزخرفة حيث يكون لونها أسود ويظل جسد التحف المعدنية كما هو.


6- طريقة الترصيع بالمينا:
مادة المينا هى عبارة عن مادة زجاجية ممزوجة ببعض الأكاسيد لكى يتم تشكيل الرقائق المعدنية وكان يتم بها زخرفة التحفة المعدنية وذلك عن طريق لصق الرقائق المعدنية على أسطح الآنية المعدنية فى المكان المخصص للزخرفة حيث تبدو أنها مرصعة بالأحجار الكريمة.


8- طريقة التخريم أو التفريغ:
كان فى ذلك الأسلوب يتم صنع الزخرفة على سطح التحف المعدنية بواسطة تفريغ أو تخريم سطح الإناء بواسطة آلة حادة تقوم بثقب المعادن وكان يتم إستخدام ذلك الأسلوب خاصة مع معدن النحاس.
قد بلغت صناعة المعادن لأقصى درجاتها فى العصر الساسانى ومازالت تلك التحف والأوانى موجودة فى العديد من متاحف العالم لكى تدل على ما بلغه الصانع الساسانى من إزدهار فى صناعة التحف المعدنية والزخرفة عليها والتى تميزت بالمستوى الفنى الراقى والتنوع فى الأشكال والصناعة.