كانت صناعة المجوهرات والحلي مهمة للغاية في مصر القديمة، كان يُنظر إلى بعض قطع المجوهرات على أنها حظ سعيد، فمصر مليئة بالآثار سواء بالمواقع أو المتاحف، كما أن متاحف العالم تتزين بآثارنا المصرية، وتتجلى عظمة الحضارة المصرية القديمة في الحرف اليدوية والتحف اليسرى ، بما في ذلك المجوهرات، كما أكده الباحث الأثري الدكتور حسين دقيل، والمتخصص في الآثار اليونانية والرومانية.
اقرأ أيضا| سوار «حتب حرس».. أقدم قطعة فضية مكتشفة في مصر
كان المصريون يحصلون على المعادن الثمينة والأحجار الكريمة، من أحدث اكتشاف الذهب بكثرة في الصحاري النوبية ثورة في صناعة المجوهرات المصرية، مع أدواتهم المتقدمة وتقنياتهم وحرفيهم المهرة ، كانوا من بين أوائل الذين أسسوا صناعة المجوهرات في العالم القديم، كانت دقة وتفاصيل وتصميمات مجوهراتهم على أحدث طراز ، حتى بمعايير اليوم، لا تزال تصاميمهم الرائعة مصدر إلهام لصانعي المجوهرات في جميع أنحاء العالم.
لقد كانت المجوهرات وسيلة مهمة حاول المصريون القدماء من خلالها جذب أنتباه معبوداتهم (حسب اعتقادهم)؛ فقد اعتقدوا أنه كلما زاد عدد المجوهرات التي يرتدونها، زادت جاذبية المعبودات لهم.
وفي مصر القديمة ، ارتدى النساء والرجال والأطفال ، من العائلات الفقيرة إلى الإتاوات ، أفضل المجوهرات الملونة التي يمكنهم تحملها، اختلفت المواد التي صنعت منها المجوهرات حسب ثروتها ومكانتها، ومع ذلك ، كانت القلائد والأساور وأطواق العنق والمعلقات والأقراط وشارات الذراع والخواتم والتمائم تزين أعناقهم ومعصمهم وآذانهم وأصابعهم وكاحليهم.
ارتدى المصريون الأثرياء المجوهرات الفخمة المصنوعة من الذهب والأحجار شبه الكريمة والزجاج الملون ، والتي كانت نادرة عند اكتشافها لأول مرة ومكلفة للغاية، لقد أحبوا القطع المصممة من اللفائف والنمور وخنافس الجعران والطيور المجنحة وابن آوى والظباء والثعابين.
وأضاف دقيل ، أن أنواع المجوهرات المصنوعة من النحاس والخرز الملون ، مصنوعة من الطين الملون والأحجار وأسنان الحيوانات وعظامها. كانت الفضة نادرة في مصر ، ونادراً ما تستخدم، لذلك ارتدى المصريون المجوهرات ليس فقط للزينة ، ولكن أيضًا لأنهم آمنوا بقواهم السحرية، جلبت لهم المجوهرات الحظ السعيد ، وحمتهم من الأمراض والعيون الشريرة ، وصدت الأرواح الشريرة ، سواء في حياتهم أو في حياتهم الأخرى ، كما كانوا يرتدون مجوهراتهم بعد الموت، تم دفن أفراد العائلة المالكة والنبلاء مع مجوهراتهم ، مما سمح للحفريات الأثرية باكتشاف هذه الكنوز ؛ عرضت في متاحف في مصر وحول العالم.
أحد الأمثلة على ذلك هو التميمة، أرتدي العديد من المصريين القدماء المجوهرات لأسباب عديدة مختلفة، كان من السهل أن تكون الشخص الذي يرتدي المجوهرات ، ولكن من الصعب جدًا أن تكون من صنعها، لا يمكن لأي شخص فقط صنع المجوهرات، يجب أن تكون صائغًا مصريًا قديمًا ماهرًا، كانت المجوهرات رمزًا رئيسيًا لطريقة الحياة المصرية.
من أجل صنع المجوهرات ، كان عليك أن تتحلى بالكثير من الصبر، بعض خطوات صناعة المجوهرات هي:
1- ترتيب الفروع أو الأصداف أو الخرز أو الأحجار الصلبة أو العظام في خيوط من الكتان أو شعر البقر في بعض الأحيان يستخدمون الذهب والعقيق والفيروز والفضة .
2- توتير العديد من الخرزات على خيط بيئي الصنع صب ، تسخين ، المعدن حتى أصبح مادة سائلة صب المعدن في قوالب من الأشكال أو الأشياء كانت عملية التدريب على صناعة المجوهرات مهمة صعبة لإتقانها.
3- كان عليهم أن يتعلموا صنع خيط من الأغصان والفروع والعديد من الأشياء البيئية الأخرى، ثم كان عليهم التأكد من أن المجوهرات لم تنهار وأنها آمنة، كانت الخطوة الأخيرة هي تعلم كيفية الإلقاء. مرة أخرى ، الأشخاص الذين أتقنوا هذه المهام كانوا خبراء في العالم المصري.
ونوه الي أن من خلال العصور المصرية القديمة ، كانت المجوهرات تستخدم بعدة طرق وفي العديد من المناسبات والأوقات المختلفة، كانت المجوهرات تُلبس في الحياة اليومية ، طوال العصر الفرعوني ، حتى العصر الروماني، في قبر فرعون ، كان قومه يتركون هدايا من أنواع كثيرة لكنهم كانوا دائمًا يقدمون له أفضل المجوهرات، ارتدى قدماء المصريين تمائم لحمايتهم من القوى المعادية الغامضة لجعلهم يشعرون بالأمان، قد تتكون بعض التعويذات من الفيروز واللازورد والكورنيلي ، والتي تمثل جميعها الطبيعة.
وأوضح دقيل ، أن قطعة واحدة من المجوهرات كانت أجمل من الأخرى، تحتوي بعض القطع على حبيبات صغيرة من الذهب، بينما كانت بعض القطع مصنوعة بحجارة من الصحراء، ومن أمثلة هذة الأحجار العقيق الأحمر البرتقالي والفلدسبار الأخضر والجمشت البنفسجي، كانت القطع الأخرى جريئة بشكل مذهل مع الفيروز والماس والزمرد والياقوت.
وأشار الي أنه إذا كنت غنيًا بما فيه الكفاية وذات مكانة عالية في العالم الاجتماعي المصري القديم ، فقد أنعمت بالعديد من المجوهرات، كان الفراعنة يرتدون المجوهرات دائمًا لإظهار أنهم في أعلى سلطة، كانت المقابر المصرية القديمة مكدسة بالمجوهرات ، وخاصة عند الفراعنة.
