في ذكرى ميلاده.. الصدفة وخفة الظل سبب التحاق «نجيب» بالكلية الحربية

الزعيم الراحل محمد نجيب
الزعيم الراحل محمد نجيب

حلم محمد نجيب بأن يلتحق بالكلية الحربية، مثل ابيه وجده وخاله ولم يكن يعرف كيف السبيل لذلك، ولكنه كان يتمنى أن يتحقق حلمه بمغامرة مثيرة مثلما حدث مع خاله.. وبمناسبة ذكرى ميلاده في 20 فبراير 1901 نستعرض مشواره حتى الالتحاق بالحربية.

 

اقرأ أيضا:أصعب لحظات في تاريخ مصر يرويها «اللواء نجيب»

 

ولد الراحل محمد نجيب في إحدى المدن بالسودان حيث كان أبيه قائدا لإحدى كتائب الجيش المصري هناك، وأمه ابنة لقائد عظيم من قيادات الجيش المصري الذين استشهدوا بالخرطوم.

 

وكان نجيب يقتدي بوالده وجده ويتمنى أن يصبح ضابطا بالجيش مثلهم، ولكن بنفس الطريقة التي أصبح خاله بها ضابطا بالجيش المصري، فبعد استشهاد جده عاشت أسرته حالة صعبة وتغير حالهم تماما وكانت أمه رضيعه وإخوتها أطفال، ولكن خاله عبد الوهاب عندما اتم الثالثة عشر من عمره عمل بالتجارة مع القوافل المصرية من وإلى السودان.

 

وفي يوم قرر أن يذهب إلى الكلية الحربية في مصر وفعلها وعرفهم بنفسه ومن يكون ابيه وما الحال الذي وصلت إليه أسرته، فتكفلت الحكومة حين ذاك بتعليمه والتحق بالكلية الحربية، وحقق حلم أبيه، وظلت تلك المغامرة حلم يراود محمد نجيب ويتمنى تحقيقه، وازدادت تلك الرغبة بعد وفاة أبيه اثر إجراء عملية زائدة دودية، وكان نجيب في مثل عمر خاله في الثالثة عشر .

 

سيطر على كيان محمد نجيب المغامرة التي قام بها خاله، وظل يعمل ويدخر المال ليستطيع الهرب من السودان إلى القاهرة ويلتحق بالكلية الحربية إلى أن استطاع أن يدخر 9 جنيهات، أعطى لأمه منها ستة وأخذ الباقي وفي 5 يناير 1917، هرب دون أن يخبر أحدا إلى القاهرة، وكانت رحلة من العذاب على حد وصفه في مذكراته، ووصل القاهر في 11 يناير، ولكن علم فور وصوله أنه تأخر 11يوما فشعر بالصدمة ولكنه لم ينهزم، واتصل بالسلطان حسين كامل ثم قابل سردار الجيش الإنجليزي، وقدم له طلب الالتحاق بالكلية الحربية والذي كتبه بنفسه على الآلة الكاتبة، وانبهر السردار الانجليزي بأسلوب محمد نجيب في كتابة الطلب وبلاغته، وأعطاه خطابا للكلية الحربية يطلب فيه قبوله إذا كان لائقا في الدفعة التالية.

 

وتلك الجملة أثارت توتر نجيب فهو يعرف أنه أقصر من الطول المطلوب سنتيمتر، وقد مارس كل التمارين الرياضية ليزيد طوله ولا فائدة، ونجح في كل الاختبارات إلى أن جاء موعد كشف الهيئة والذي صادف وجود أحد القيادات الذي كان يعرف والده وعمل معه، وعندما جاءت اللحظة الحاسمة وقيل له أنت قصير كان رده أن سنه صغير ومازال ينمو وأن أبيه كان كذلك أيضا ولكن "فرد مرة واحدة"، فأكد على صحة ذلك أحد زملاء والده فابتسم الطبيب والقائد القائمين على الكشف، وأصدروا قرارهم بأنه لائق، ويمكنه الالتحاق بالكلية الحربية.

 

لم يكن محمد نجيب يتخيل في يوم أنه سيصبح رئيسا لمصر ولم يطمح ولكنه أحبها بصدق ودافع عنها، ولم يستسلم لظروفه ولحياته الصعبة وينهزم وأراد أن يحقق حلمه المشروع فحققه نجاح ساحق.