الكثير مننا لا يدرك أهمية العقل الباطن أو العقل اللاواعي أو اللاشعور ومدي تأثيره على تفكيرك وشخصيتك وحياتك، ولكن الحقيقة المؤكدة أن له دورًا كبيرًا، وإذا أحسنت استخدامه يستطيع مساعدك على اتخاذ القرارات وحل المشكلات.
تم تداول مصطلح العقل الباطن منذ أكثر من قرن من قبل سيغموند فرويد، ووفقًا لنظريته نحن تحت تأثير ثلاث قوى قوية الجزء الأول هو الجزء الغرائزي منا الذي يحثنا على اتخاذ إجراءات لتلبية احتياجاتنا الأساسية عادة ما تكون جنسية أو عدوانية، والجزء الثاني هو الجزء الأخلاقي الذي يعارض ويهذب هذه الاحتياجات، والجزء الثالث هو الذات التي أطلق عليها فرويد اسم الأنا.
ووفقا لما اكتشفه فرويد تحدث النزاعات بين هذه القوى الثلاثة مئات أو حتى آلاف المرات يوميًا في أذهاننا، ونحن لا نعرف عن معظم هذه النزاعات بشكل واعي لأنها تحدث في جزء من العقل يطلق عليه فرويد اللاوعي أو العقل البـاطن.
ويظهر بحث جديد أن أدمغتنا تستمر في حل المشكلات دون وعي عندما نحول انتباهنا إلى شيء آخر، لذا كلما تعلمنا أكثر عن أدمغتنا كلما وجدنا أنها تعمل بشكل أفضل بدون تدخل واعي منا، في الواقع ينبع قدر كبير من السلوك البشري من عقلنا الباطن حيث يساعد العقل البـاطن على بدء السلوك الموجه والإبداع والبصيرة وتدعيم الذاكرة واتخاذ القرارات ،ويقول العلماء أن العقل الباطن سيواصل حل مشكلة لك أثناء قيامك بشيء آخر، وفي الواقع إن منحه وقتًا للعمل يجعلك تتخذ قرارات أفضل.
وتعتبر الفصوص البصرية والجبهية وهي أجزاء الدماغ المسئولة عن صنع القرار والتعلم تظل تعمل ويظل المخ يعالج المعلومات دون وعي حتى يصل للقرار حتى أثناء انشغالك بأمور أُخرى، ووجد الباحثون أن السماح للدماغ بمعالجة المعلومات دون وعي يؤدي إلى قرارات أكثر وضوحًا حيث تظل مناطق الدماغ الهامة الضرورية لصنع القرار نشطة حتى عند الانشغال في مهام غير ذات صلة مثل التفكير في أمر آخر.
ويمكنك قلب عملة معدنية لاتخاذ قرار ما، ولكن إذا تركت عقلك بالكامل يساعدك في اتخاذ القرار فمن المرجح أن تكون في وضع أفضل ،وننصحك إذا كنت على وشك اتخاذ قرار كبير فامنح بعض الوقت للعقل الباطن للتفكير في هذا الأمر، ولا تنسى أن عقلك الواعي يمكنه فعل شيء أفضل مثل مشاهدة فيلم في حين أن عقلك الباطن سيظل منشغل بهذه القرار لتصل في النهاية لأفضل نتيجة وقرار.
اقرأ ايضا ||احذر.. مشاعر مزيفة يخدعك بها الاكتئاب
