خبير جيولوجي يكشف عن أسباب تلوث المياه الجوفية بالدلتا 2012- ص 11:32:03 الاثنين 17 - سبتمبر صورة موضوعية   القاهرة _أ ش أ صرح الجيولوجي المصري "الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى بالسعودية" د.محمد البسطويسي أن هناك علاقة وثيقة بين تلوث المياه الجوفية في الدلتا ومواقع المسارات والأفرع النهرية القديمة. وطمرت مواقع المسارات والأفرع النهرية القديمة تحت الطبقة الطينية السطحية حيث تساعد مواقع تلك المسارات على تسرب مياه الصرف الزراعي من الخزانات الأرضية إلى المياه الجوفية بهذه الأفرع. وقال البسطويسي إن الدراسة التي تعتمد على تقنيات الاستشعار عن البعد وصور الأقمار الصناعية، أوضحت أن هناك العديد من المصارف الزراعية بالدلتا تتطابق مساراتها في أجزاء كثيرة مع تلك الأفرع النهرية المدفونة، وبالتالي تتسرب المياه الملوثة من تلك المصارف إلي الخزانات الجوفية الموجودة برسوبيات الأفرع القديمة، وتنتشر هذه الملوثات وتسير باتجاه سريان المياه الجوفية. وأشار إلى أن مسارات أفرع دلتا نهر النيل السبعة القديمة "كما وصفها الإغريق" تطورت علي مدار التاريخ، وطمرت جميعها فيما عدا فرعى "رشيد ودمياط" ، تحت طبقة طينية رقيقة السمك تساعد علي تسرب مياه الرشح الزراعي والصرف الصحي المحملة بالملوثات من الخزانات الأرضية إلى المياه الجوفية بهذه الأفرع القديمة. وقال الجيولوجي المصري د. محمد البسطويسي إن المشكلة الحقيقية تكمن في أن بعض مواقع أبار ومحطات مياه الشرب في الدلتا تقع في مسارات تلك الأفرع القديمة، ولا يتم إعداد دراسات هيدرولوجية متخصصة قبل الشروع في حفر الآبار بالدلتا، حيث يعتمد متخذ القرار علي توافر المياه الجوفية بكل نقطة في الدلتا دون الالتفات للعوامل الطبيعية التي تؤثر علي جودة ونوعية المياه، وتبعا لذلك يتم اللجوء إلي المعالجة الكيميائية لمياه الشرب بكافة المحطات بغض النظر عن فهم أسباب وآليات تدهور المياه الجوفية. ولفت د.محمد البسطويسي إلى انه من خلال الدراسة تم تحديد أجزاء كبيرة من مسارات هذه القنوات باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية من خلال التعرف علي نمط حدود الأراضي الزراعية والمعاينة الميدانية. وأضاف أن الدراسة أوصت بإجراء الدراسات الأرضية والمسح الجيوفيزيقي لتأكيد دقة المسارات الفضائية بالإضافة إلى ضرورة سحب وتحليل العينات من كافة محطات المياه الحكومية والأهلية "الطلمبات الحبشية التي تمتد علي طول تلك المسارات". وأكد ضرورة تبطين وتغطية مناطق محددة من المصارف الرئيسة -حتى وان كانت خارج الكتل العمرانية - وذلك لمنع تسرب المياه الملوثة منها إلي الخزان الجوفي.