كلام على الهواء

الفرصة الأخيرة

أحمد شلبي
أحمد شلبي

أتمنى أن تكلل جهود مصر الحثيثة طوال عقود من الزمان بالنجاح حتى تصبح المصالحة الأخيرة بين الأطراف والفصائل الفلسطينية مهد ميلاد جديد للدولة الفلسطينية.

التقطت القيادة المصرية طرف الخيط بعد رحيل ترامب ووصول بايدن لسدة الحكم لإعادة ترتيب الاوراق الفلسطينية وإنهاء الصراع الفلسطيني ـ الفلسطينى الذى لا يلبث أن يهدأ يوماً حتى يعاود الاشتعال مرة أخرى.

الانقسام الفلسطيني يقضى على حياة الشعب ويفت فى عضده فى المقاومة لإنهاء احتلال اقترب من العيد الماسى له.. وهذا مراد إسرائيل التى استفادت كثيراً من هذه النزاعات بين الفصائل الفلسطينية واستولت على المزيد من الأراضى والأخطر اعتراف بعض الدول وعلى رأسها أمريكا بأن القدس عاصمة لإسرائيل مما يضعف جميع اتفاقيات السلام السابقة ويطويها.

مصر قدمت كل ما تملك من العون والدعم، والثبات على موقفها بأن القضية الفلسطينية هى قضية كل العرب عامة ومصر خاصة.. وأن الكيان الفلسطينى الموحد هو عنوان لتحقيق الهدف الوطنى وإنهاء احتلال الأرض مقابل السلام.

الشعب الفلسطينى مطالب بأن يدعم جهود مصر التى لا تدخر وسعاً لدعم وحدة الفصائل الفلسطينية حتى يكون هناك شعب واحد ومؤسسات دولة وليس فى كل قطاع مؤسسة تشبه الأخرى فى قطاع آخر.

ليت الجميع يستفيق وأن الصراعات خلفت وراءها خسائر بشرية ومادية وضياع أراض كما أن وحدة الكيان الفلسطينى والتحامه بمؤسساته الشرعية بطول الأرض وعرضها سيجعل مهمة الدول العربية سهلة فى مواجهة أطماع الصهيونية ويبطل دعواها بأنه ليس هناك من نتفاوض معه من أجل السلام.

الرئيس السيسي وأجهزة الدولة بذلت جهوداً مضنية من أجل تحقيق المصالحة والوصول إلى تاريخ محدد من أجل انتخابات الرئاسة والمجلس الوطنى حتى تكون هناك دولة تحت علم واحد وهدف واحد خاصة أن الحزب الديمقراطى الأمريكى مازال يعترف بوجود دولتين وأن القدس ضمن اتفاق الحل النهائى وليس كما فعل ترامب بإعطائها مع الجولان لإسرائيل.

اشحذوا الهمم شعباً وقيادة حتى تعود القضية إلى المسرح العالمى بوجه واحد وإلا ستصبح فى طى النسيان لو أضعنا الفرصة الأخيرة لإتمام المصالحة قولاً وفعلاً.. ورقاً وتنفيذاً.