مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية: مصر أعظم دولة ثقافيًا في العالم

مصر
مصر

قال عالم الآثار الدكتور حسين عبد البصير مدير متحف الآثار مكتبة الإسكندرية، أن مصر هي أول كلمة في كتاب التاريخ وأهم موقع في كتاب الجغرافيا، وهي صانعة الحضارة ومبدعة التاريخ.

وأوضح عبد البصير ، أن مصر هي أعظم دولة ثقافيًا في العالم قديمًا وحديثًا، لقد أنعم الله سبحانه وتعالي على مصر، قلب العالم القديم، بالموقع الجغرافي المتميز الذي يتوسط قارات العالم القديم، وساهم ذلك الموقع الجغرافي المتميز في تواصل مصر مع جيرانها وسهولة الإتصال والتأثير والتأثر مع حضارات العالم القديم، ومنحها نهر النيل الخالد الذي سهل الاتصال بين الشمال والجنوب ووحّد الدلتا ووادي النيل حضاريًا ودينيًا وثقافيًا منذ أقدم العصور.

وكذلك ساهم النهر الخالد في وحدة مصر وتماسكها عبر العصور وتوحيد جهود المصريين وتضامنهم لإقامة الجسور والحفاظ على مياه الفيضان مما جعل المصريين يعيشون كشعب واحد عبر آلاف السنين.

ونشّط النهر العظيم التجارة الداخلية بين الشمال والجنوب ودعّم من تواصل المصريين وتماسكهم مع بعضهم البعض، ونشر حضارة الفراعنة في البلاد المجاورة لأرض مصر الخالدة، مما ساعد في إحداث موجات حضارية من التأثير والتأثر المتبادلة بين مصر وجيرانها وإلى ما وراء ذلك من نطاقات حضارية مغايرة.

ولم تكن مصر هبة النيل فحسب، كما قال المؤرخ الإغريقي هيرودوت، بل إن مصر هي هبة النيل والمصريين؛ لأنه لو جهد الإنسان المصري وعطاؤه ما كانت الحضارة المصرية؛ ولأن نهر النيل يمر ببلاد عديدة قبل أن يصل مصر ولم تزدهر بها حضارات عظيمة مثل الحضارة المصرية؛ إذًا فمصر هي هبة النيل والمصريين معًا، وساهم اعتدال المناخ في نشاط المصريين ونشأة وازدهار الحضارة في أرض مصر المباركة، أو "كيمت تا مري" أي "مصر الأرض المحبوبة" كما أحب المصري القديم أن يطلق على بلاده، مصر العظيمة، وساهم الجفاف في حماية والحفاظ على الآثار المصرية.

وكان الإنسان المصري المدني والمتحضر بطبعه الشريك الأعظم والمساهم الأكبر في نشأة وتكوين حضارة مصر الخالدة في دلتا النيل والوادي الخصيب، فقد كان الإنسان المصري القديم من العبقرية بمكان أن استطاع بذكاء شديد وتفرد ليس له مثيل أن يوظف كل ما هيأه الله له في الطبيعة المحيطة به كي يبدع الحضارة المصرية العظيمة.

ومما لا شك فيه أنه لولا عبقرية الأداء وروعة الإبداع من قِبل الإنسان المصري القديم ما كانت الحضارة المصرية القديمة، وساهم عدم وجود حواجز أو موانع طبيعية في سهول ويسر التواصل والتعايش بين المصريين وبعضهم البعض وبين جيرانهم من الشعوب والحضارات المجاورة.

وكذلك ساهمت الحدود الطبيعية الآمنة في تحقيق الأمن والاستقرار وحماية مصر من الأعداء وكانت بمثابة دفاعات طبيعية أو دروع واقية خلقها الله كي تدفع الأعداء عن أرض مصر المباركة وكي تقاوم المعتدين والطاعمين في خيرات مصر. ومنح الله بوفرة كبيرة أرض مصر الطيبة العديد من الثروات الطبيعة المتنوعة مثل الثروات المعدنية من صخور ومعادن ومن الثروات الطبيعية من النباتات والحيوانات مما ساعد المصري القديم على بناء حضارته الخالدة التي ما تزال تسحر العالم كله بجمالها وتخلب العقول وتبهر الأبصار بغموضها وسحرها.

وكان الإنسان المصري القديم في صراعه مع الطبيعة والبيئة المحيطة به موفقًا للغاية في كبح جماحها وترويضها وإخضاعها لتحقيق أهدافه الحضارية منها، مصر هي التي علمت العالم.

اقرأ أيضا:

«نفرتيتي» ملكة خلدتها مصر عبر العصور