حكايات| روث التماسيح واللبن والعسل.. أقدم خلطة طبية لمنع الحمل بالتاريخ

بردية
بردية

واحدة من بقاع مصر الشاهدة على كافة الحضارات الإنسانية حتى ما قبل التاريخ، ومنا هنا اشتهرت الفيوم بأنها مصر الصغرى، وتعتبر من أحب المحافظات التى عاش على أرضها أسر عديدة فى كافة القرون لشهرتها بأرضها الخصبة وجوها الساحر الذى لا يقاوم.

اقرأ أيضا.. حكايات| سفاحة الذكور.. الحسناء «ماري» تنتقم من زوجها بقتل الأطفال

وتكشف بردية تعتبر أقدم بردية طبية في التاريخ في أمراض النساء والولادة والعقم وتحديد النسل كتبت في الفيوم أن هذا البلد رائد الطب في العالم.

الباحث التاريخي هشام مسعود العلاقي أكد أنه من خلال أول بردية لأمراض النساء والولادة والعقم وتحديد النسل في التاريخ تبين أنها بردية مصرية كتبت بالفيوم تسمى بردية كاهون وأقدم بردية طبية في التاريخ تعود تقريبا من 1800- 1850 سنة ق.م.

وتتحدث البردية عن كل ما يخص أمراض النساء كالحمل والولادة والعقم ومعرفة نوع الجنين وأورام الرحم، بالإضافة إلى علاج آلام الأسنان، وتتكون البردية من 3 صفحات تتناول مواضع مختلفة منها أوراق خاصة بسنوسرت الثاني وامنمحات الثالث وكذلك تراتيل تعود إلى الملك سنوسرت الثالث وبردية كاهون للأمراض النسائية والتوليد وبردية اللاهون الرياضية وبردية الطب البيطرى وسجل قوائم المهرجانات والأعياد.

ويشير إلى أن هذه البردية وجدت في منطقة اللاهون بالفيوم عام 1889 أثناء أعمال حفريات في مدينة العمال بالقرب من اللاهون وكتبت بالهيراطيقية ويحتفظ بأجزاء منها في كلية لندن الجامعية وواحدة محفوظة فى المتروبوليتان نيويورك، والبردية مقسمة إلى 34 جزء أو فقرة وكل فقرة تتحدث عن مرض معين وتشخيصه وعلاجه فمثلا الفقرة 22 تتحدث عن طريقة منع الحمل لأول مرة في التاريخ.

وكانت الطريقة عبارة عن مزيج من روث التماسيح الصغيرة التي تحتوي على هرمونات أنثوية تخلط مع 45 مللى من العسل واللبن وتؤخذ قبل الجماع بليلة أو عن طريق صب الزيت الخام الساخن.

والفقرة 26 تتحدث عن قدرة المرأة على الإنجاب وهل ستنجب أم ستكون عاقرا عن طريق وضع فص أو فصين ثوم من الحجم الكبير داخل مهبل المرأة فإذا ظهرت رائحة الثوم من فمها تكون قادرة على الإنجاب ويعتمد هذا على صحة أنابيب فالوب إذا كانت سليمة وغير مسدودة منتهى الذكاء والعلم.

ثم تأتي الفقرة من  32 : 34 تتحدث عن الأمراض المصاحبة للحمل مثل آلام الأسنان مع الحمل وآلام الظهر وأمراض الكلى مع الحمل، حيث تصف بردية كاهون 17 تشخيصا فى أمراض النساء وقدرا مماثلا فى طرق التكهن بخصب النساء أو بجنس الجنين.

وقد جمع مؤلفها بين طب النساء والطب البيطري، ولم تغفل البردية اختبارات الحمل فهي تسجل ملحوظة احتقان الأوعية الدموية للثدى كعلامة على الحمل، ودلت البردية على كرسي الولادة وكيفية معرفة حدوث حمل أم حمل كاذب ونوع الجنين.

وكان يتم ذلك من خلال حبات الشعير وحبات القمح فتقوم المرأة بالتبول عليهما وتركهما 4 أيام في إناء فإذا لم تنبت الحبات جميعا فهذا دليل على أن الحمل كاذب وإذا نبتت حبات الشعير فقد كانت حامل فى ذكر وإذا نبتت حبات القمح كانت حامل فى أنثى وإذا نبتت حبات الشعير والقمح معا كانت حامل في توأم.

وتعتبر بردية كاهون تحفة علمية لا تقدر بثمن اشتراها عالم الآثار الإنجليزي سير ويليام ماثيو فليندرز بترى وقام فرانسيس جريفيت بترجمتها إلى الإنجليزية ونشر أجزاء منها، واشتراها بترى بقروش معدومة من نابشى القبور.