نقطة فى بحر

كلمة السر والحوار الفلسطينى

محمد درويش
محمد درويش

بقلم: محمد درويش

«القضية الفلسطينية هى جوهر قضايا الشرق الأوسط، وتسويتها سوف يغير واقع المنطقة إلى الأفضل».

هذا التصريح للرئيس عبدالفتاح السيسى خلال استقباله وزير الخزانة الأمريكى فى يناير الماضى، كان بمثابة كلمة السر التى جاء بعدها تحرك القاهرة فى اتجاهين الأول إطار إحياء المفاوضات مع الإسرائيليين لإقامة دولة فلسطينية من خلال لقاء ضم مصر والأردن وفرنسا وألمانيا، باعتبارهما دولتين فاعلتين فى عملية السلام، أما الإطار الثانى فهو المصالحة الفلسطينية تمهيدا لإجراء الانتخابات بعد توقف 15 عاماً وإعادة ترتيب البيت من الداخل.

ولا شك أن بشائر تحرك القاهرة على مدى الفترة الماضية تُوج بعقد الحوار الوطنى الفلسطينى فى القاهرة يومى الثامن والتاسع من فبراير الجارى وهو الحوار الذى أشارت وثيقة بيانه الختامى إلى الالتزام بالجدول الزمنى الذى حدده مرسوم الانتخابات التشريعية والرئاسية والتعهد باحترام وقبول نتائجها.

كما أشار البيان الختامى إلى أن للشراكة الوطنية مسارا كاملا يبدأ بانتخابات المجلس التشريعى كمرحلة أولى من انتخابات المجلس الوطنى تليه انتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية ومن ثم استكمال تشكيل المجلس الوطنى بالانتخابات حيثما أمكن وبالتوافق حيث لا يمكن، وبما يضمن مشاركة الكل الفلسطينى كما جاء فى نص البيان الختامى وصف منظمة التحرير الفلسطينية بأنها الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى، ولعل أهم ما جاء فى البيان الإشارة إلى معالجة إفرازات الانقسام بكل جوانبها الإنسانية والاجتماعية والوظيفية والقانونية على أسس وطنية شاملة وعادلة وخالية من كل مظاهر التمييز الجغرافى والسياسى من خلال لجنة يتم تشكيلها بالتوافق وتقدم تقريرها للرئيس الذى يحيلها لحكومة ما بعد انتخابات المجلس التشريعى للتنفيذ.

وننتقل من وثيقة البيان الختامى لاجتماع ١٤ فصيلاً للحوار الوطنى الفلسطينى إلى ما صدر من تصريحات عن الساسة الأمريكيين حيث أكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية " نيد برايس" بأن القدس الشرقية تخضع لقضايا الحل النهائى −وهو ما يعكس إرادة بايدن لتسوية القضية الفلسطينية− حيث كان بايدن وفريقه قد أكدوا أنهم سيعيدون العلاقات مع الفلسطينيين بعدما قطعها ترامب كما أنهم سيستأنفون المساعدات.

وأشار برايس إلى أن تعليق المساعدات للشعب الفلسطينى لم يحقق تقدما سياسيا ولكنه أدى فقط إلى إيذاء الفلسطينيين الأبرياء.

لا شك أن تواصل الحوار الوطنى الفلسطينى برعاية مصرية تتجسد فى قيادتنا السياسية ينطلق مما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى قبلا من أن بداية الحل الحقيقى للقضية الفلسطينية وهى قضية مصر والعرب الأولى لن تكون إلا بالمصالحة بين الأشقاء فى فلسطين.

على أكثر من مسار تبذل مصر الجهد لرأب الصدع ودعم الأشقاء ليكونوا على قلب رجل واحد، وحينئذ ممكن أن يتحقق ما كان حُلما يمرح فى الخيال.