صفية مصطفى أمين تكتب| تهاني إبراهيم التي فقدناها!

صفية مصطفى أمين
صفية مصطفى أمين

صفية مصطفى أمين

رحلت قبل أيام أستاذة تهاني إبراهيم ملكة التحقيقات في أخبار اليوم بعد إصابتها بالكورونا. كنت قد اتصلت بأستاذتي الغالية قبل حوالي شهر، لأطمئن عليها. بدت لي قوية كعهدي بها. سألتني عن أحوالي الصحفية، ووجدتها متابعة بدقة لكل ما يدور في المجتمع الصحفي. لم تتحدث - كعادتها- عن نفسها ولا عن أحوالها بعد أن تركت أخبار اليوم مضطرة.
حكيت لها كل أخباري وأحوالي، وأنصت بتركيز إلى تعليقاتها ونصائحها، لأني كنت أحوج ما يكون لحكمتها ونقائها. في نهاية المكالمة، قلت لها: حضرتك وحشتينا، تلاميذك يحتاجون أن يجلسوا معك، ليأتنسوا بك. قالت: نتقابل بره ولكن أنا اللي عازماكم، اتفقوا على اليوم وقولوا لي. وختمت المكالمة قائلة: صفية، لو عايزة أي حاجة ابقي كلميني!.
الله.. على الأستاذة الأخت التي احتضنتنا جميعا!.. كنا نتجمًع في مكتبها كل يوم، منتظرين حضورها. كل واحد منا لديه فكرة تحقيق، في انتظار أن يعرضها عليها. لم "تكسف" أحدا . كانت الفكرة التي لا تعجبها، تُطورها، ثم تُخرج نوتة التليفونات وتملي علينا أرقام تليفونات المصادر المطلوبة لعمل التحقيق. 
أستاذتي تهاني كانت من أجدع السيدات التي عرفتهن في حياتي وأكثرهم صلابة. لم تضعف يوما أو تحد عن الحق. حاربت معاركها ضد الفساد بشراسة وشرف.. ورغم ذلك كانت تقطر إنسانية، وتعاطفا، ورقة، في المواقف التي تتطلب ذلك.
تهاني إبراهيم شخصية لا تتكرر!