في ذكرى ميلادها.. «مي زيادة» المرأة الوحيدة التي أدارت صالون أدبي في مصر

صورة موضوعية
صورة موضوعية

«مَن يُنجب ميّاً لا يُنجب غيرَها» هكذا قالت عنها والدتها، إنها الكاتبة والأديبة الفلسطينية اللبنانية مي زيادة، التي تحل اليوم 11 فبراير ذكرى ميلادها.


متعددة المواهب


بالرغم من أن مي زيادة اشتهرت بإبداعاتها الأدبية، إلا أنها كانت تملك الكثير من المواهب الأخرى فقد كانت تجيد العزف على البيانو وتتحدث 9 لغات هي: العربية والفرنسية والإنجليزية والألمانية والإيطالية والإسبانية واللاتينية واليونانية والسريانية.


كانت مي وحيدة والديها بعد وفاة أخيها، لذا حظيت باهتمام بالغ من والدها اللبناني إلياس زيادة، وأمها السورية ذات الأصول الفلسطينية نُزهة معمر.


وُلدت مي زيادة في فلسطين، وتحديداً في مدينة الناصرة عام 1886، والتي غادرتها العائلة الصغيرة فيما بعد لتستقر في لبنان في قرية عينطورة حيث تلقت مي تعليمها هناك في مدرسة للراهبات.


وإلى جانب حبها للفنون والموسيقى وشغفها بتعلم اللغات وعشقها للشعر، أبدت مي اهتماماً مبكراً بالكتابة حيث يشاع أنها نشرت أولى مقالاتها في سن السادسة عشرة.


البداية كانت من القاهرة


في عام 1908 انتقلت ميّ مع أسرتها للإقامة في القاهرة، وفي عام  1916 بدأت بدراسة الأدب والفلسفة والتاريخ الإسلامي في جامعة القاهرة، وإلى جانب دراستها عملت في تدريس اللغتين الإنجليزية والفرنسية.


ومنذ ذلك الوقت بدأت بتكثيف جهودها في المجال الصحفي، واهتمت بشكل خاص بالكتابة عن حقوق المرأة والنهضة العربية في عدد من الصحف المصرية، إذ كانت تستخدم أسماء مستعارة في بداياتها مثل شجية، خالد رأفت، إيزيس كوبيا، عائدة، كنار، والسندبادة البحرية الأولى.


وإلى جانب الصحف العربية، نشرت ميّ مقالاتها بعدة صحف أجنبية كذلك، وساعدها في ذلك إتقانها للعديد من اللغات، وقد أصدرت أول ديوان شعر لها باللغة الفرنسية عام 1911. 


صالونها الأدبي


لم يتم تشبيه مي زيادة بالشاعرة الأندلسية ولادة بنت المستكفي فقط لحبها للشعر والأدب، بل لإنشائها صالوناً أدبياً يجمع الأدباء والشعراء كذلك الذي أسسته ولادة في القرن العاشر الميلادي.


وبدأت مي باستقبال زوارها من الأدباء والمفكرين في صالونها الأدبي كل يوم ثلاثاء في العام 1913، وقد كان صالونها الوحيد في مصر الذي تديره امرأة ويستقبل ضيوفاً من الجنسين.


ومن الأدباء والمفكرين والشعراء الذين اجتمعوا في صالون مي الكاتب الكبير طه حسين، والشعراء أحمد شوقي وخليل مطران والأديب عباس محمود العقاد وغيرهم من الأدباء والصحفيين المنتمين لمختلف التيارات الفكرية.  


وقد استمر صالون مَي قُرابة 25 عاماً مُتواصلة ولم تتغيب عن استقبال ضيوفها إلا في الحالات الطارئة كالمرض أو السفر، وهِي أطول فَترة عَرفها صالون أدبي في الشرق أو الغرب.


أدباء عشقوها


من الطبيعي أن تكون فتاة مثقفة وجميلة ومرهفة الإحساس مثل مي محط اهتمام العديد مِنَ الشُّعراء والكتّاب والأدباء في عَصرِها، وخاصة الذين التقوا بِها في الواقع في صالونها الأدبي، أو حتى أولئك الذين عشقوها فقط عن طريق المراسلة دون أن يلتقوا يوماً بها، لكنه غالباً ما يكون حباً من طرف واحد.


ومن أبرز هؤلاء الشاعر والأديب المصري إسماعيل صبري باشا الذي يعتبر أحد أهم شعراء عصره ويلقب بـ"شيخ الشعراء".


كما عشقها الأديب والصحفي والشاعر المصري عباس محمود العقاد، والأديب والناقد طه حسين، ومصطفى صادق الرافعي، وأنطون الجميّل، وأمير الشعراء "أحمد شوقي"، وغيرهم كثيرون.


حتى أن الشّيخ علي عَبد الرازق صاحب كتاب "الإسلام وأصول الحكم" كان واقعاً في حب مي زيادة، إلا أنه لم يفصح عن حبه لها سوى في مراسلاتهما الشخصية.


 

اقرأ أيضا :مركز البداري بأسيوط يستضيف أدباء الصعيد الثقافي