الوداع الأخير

قصة شابين اتشحت لوفاتهما «قصاصين الأزهار» بالحزن.. فيديو

الشابين «محمد وإبراهيم»
الشابين «محمد وإبراهيم»

على مدار يومين متتاليين، اتشحت قرية قصاصين الأزهار، بمحافظة الشرقية، بملامح الحزن والآسى، بعدما فقدت شابين في عمر الزهور، ليتركا جراحا في قلب ذويهما، وحسرة لدى أهل القرية.

«محمد أحمد الشرقاوي»


هو شاب عشريني العمر، لم يكن يعلم أن ساعته قد اقتربت وأن الآجل قد حان، يعيش وسط أسرته وجيرانه، حياة مليئة بالبساطة والهدوء، تجمعه مشاعر الحب والصداقة بين رفقائه وزملائه من هم في نفس عمره، وكان على بعد أيام من التحاقه بالجيش لأداء الخدمة العسكرية.


في يوم الأحد الماضي، استيقظ محمد كعادته، وابتسامته الهادئة لا تفارق وجهه، يعيش في كنف أبيه، الذي يرعاه وكل ما يتمناه هو أن يرى أولاده ، في أحسن حال، ووالدته تلك الأم التي تحنو على أولادها، وتحيطهم بمشاعر الحب والأمومة.


وفي لحظات معدودة، كانت هي الخط الفاصل بين الحياة والموت، خرج محمد من المنزل والتقى بأحد أصدقائه، وصعد خلفه على دراجته النارية «موتوسيكل»، وأثناء سيرهم على طريق يربط القرية بمركز أولا صقر، اعترض طريقهم جرار زراعي، فسقط محمد ليرتطم رأسه في حجر، ويلفظ أنفاسه على الفور، بينما تعرض صديقه الذي كان يقود الموتوسيكل، لإصابات خطيرة.

اقرأ للمحرر أيضا|حبس والد طفل تسبب ابنه في وفاة آخر بـ«شربين»


كانت تجهز والدة محمد الغداء وتنظره، إلا أنها تلقت الخبر كالصاعقة، بصدمة كبيرة، وتم نقل الجثمان إلى مستشفى زنانيري المركزي بمركز أولاد صقر، وحرر المحضر اللازم بالواقعة، وصرحت النيابة بالدفن.


خرج جثمان محمد ليلا  من المستشفى، في تمام الساعة التاسعة مساء من يوم الحادث، وسط اصطفاف الأهالي على الطريق، في جنازة مهيبة، ليلقي الجميع نظرة الوداع الأخير.


«إبراهيم محمد توفيق».. ودعوه بالزغاريد


في أقل من 24 ساعة بينما مشاعر الحزن مازالت تشعل القلوب، على وفاة الشاب محمد أحمد الشرقاوي، جاءت صدمة أخرى لا تقل في حجمها عن الصدمة الأولى، بعد أن لقي الشاب «إبراهيم محمد توفيق»، جار محمد وفي نفس عمره، مصرعه في ليلة زفافه، ذلك الشاب الذي وصفه الجميع بملاك يمشي على الأرض، نظرا لطيبته، وشفافيته في التعامل مع الناس.


روى «محمد الغندور» جار إبراهيم، ومن أحد أقاربه، لـ«بوابة أخبار اليوم»، تفاصيل ما حدث قائلا: «كان بيرقص على المسرح مع صحابه، في ليلة الحنة وتاني يوم كان من المفترض ليلة الدخلة، ومن فرحته الكبيرة شعر بدوخة وإغماء وأمسك برأسه، فقام أصدقائه بمساعدته للجلوس على كرسي، وأحضروا له ماء بسكر، ظنا منهم بأنها دوخة عادية، لكن زاد تعبه فقاموا بنقله على الفور إلى أحد الأطباء في القرية، وبتوقيع الكشف الطبي عليه، نصحهم بنقله على الفور للمستشفى، ومن خلال الفحص وإجراء أشعة مقطعية، تبين إصابته بنزيف حاد في شريان المخ.


دخل إبراهيم، في حالة إغماء، وتم وضعه بغرفة العناية المركزة، وأصبح كل أهالي القرية يدعون له بالشفاء، لكن كانت حالته خطيرة، يحتاج إلى معجزة، وبات ليلة واحدة في المستشفى، وجاءت مشيئة الله بأن يتوفى اليوم، ليطلق عليه الأهالي لقب عريس الجنة، وودعوه بالزغاريد، إلى مثواه الأخير.