المؤكد هو التراجع عن العجلة الدوارة «كايرو أى» أو العين البانورامية، التى يمكن الإطلالة من خلالها على القاهرة... التراجع عن إقامتها فى حديقة المسلة بحى الزمالك، بعد اعتراض أهالى الزمالك... ورفض الكثيرون حتى «وزير السياحة والآثار» للمشروع السياحى أساساً، حفاظاً على الخصوصية التراثية والجمالية لحى الزمالك، وحفاظا أيضاً على تراث «حديقة المسلة» والتى كان اختيارها للمشروع!!...
نفس المعركة، يخوضها أهالى مصر الجديدة، دفاعاً عن واحدة من أهم المعالم التاريخية والجمالية فى مصر الجديدة... رافضين إقامة كوبرى فى شارع الأهرام بمنطقة «الكوربة» أمام كنيسة البازيليك، أو كنيسة البارون «إنشئت 1911».. عشرات الأسباب تمنع إقامة الكوبرى أمام الكنيسة... أولها تشويه النسق الحضارى للمنطقة، والاعتداء على مظهره الجمالى والتاريخى والأثرى... ثم لا حاجة للكوبرى فى هذه المنطقة، خاصة مع وجود مترو الأنفاق، أسفل شارع الأهرام... يعنى أى محاولة لتثبيت قواعد للكوبرى، يكون بالتأكيد فوق جسم النفق!!.... لا حاجة فعليا لوجود كوبرى فى هذه المنطقة...
صحيح أن كثيراً من الكبارى التى أقيمت فى مصر الجديدة ومدينة نصر، حققت سيولة مرورية، وخففت بالفعل من الازدحام.... لكن بالتأكيد الأمر يختلف من مكان لآخر، خاصة المناطق الأثرية، ذات الطبيعة المعمارية والجمالية المختلفة.... وهو ما يستدعى السؤال لماذا لا تناقش المشاريع وجدواها وحجم الاحتياج إليها، ومدى ملاءمتها لطبيعة الأماكن جمالياً وحضارياً؟.... لماذا لا تتم مشاركة الأهالى، ساكنى الأحياء أنفسهم، فى صياغة شكل بيوتهم وشوارعهم وتفاصيل حياتهم.
