«العالم الثالث».. حبيس الأكياس البلاستيكية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

د.محمود عمرو: ملأها بالأغذية الساخنة وحرقها بعد الاستعمال يسببان السرطان وتليف الكبد
د.هشام الخياط : يجب تجريم استخدامها خاصة بعد منع تداولها بدول العالم الأول
د.زينب أبوالنجا: تحتاج لـ1000عام للتحلل..والبدائل القماشية والورقية أفضل
على صبحى: أصدرنا القرار 172 لسنة 2019 بمنع استعمالها فى المحال التجارية والمنشآت السياحية

 

تحقيق - رأفت عبدالقادر
الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام تصنع من مادة (البولي ايثيلين) وتعد من أخطر المواد التي تهدد البيئة والصحة العامة..حيث تحتاج إلى ما يقرب من 1000 سنة حتي تتحلل ويختفي أثرها من البيئة..فهي غير قابلة للتدوير وتتفاعل مع المواد الغذائية والمشروبات فتسبب أخطر الأمراض مثل السرطان وتليف الكبد ,كما تتعرض الكائنات المائية فى البحار إلى النفوق , وبسبب خفة وزنها سهل إنتشارها في البيئات المختلفة ملوثة للهواء بالرصاص حالة تعرضها لحرارة الشمس, أو اذا ما تم حرقها لذا لابد من منع استخدامها  والتوعية بالبدائل الآمنة وليس الإكتفاء  بقانون يمنع استيرادها.

في البداية يؤكد الدكتور محمود عمرو أستاذ الأمراض الباطنية ومؤسس المركز القومي للسموم علي أضرار استخدام الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام لأنها تصنع من مواد بترولية وتتحلل إلي مواد كيميائية، مثل (الديوكسين) وهي مواد مسرطنة ويزداد ضررها إذا تم حرقها ولها دور كبير في انتشار أمراض السرطان وتليف الكبد و من الأفضل عدم استخدامها في حفظ أو بيع المواد الغذائية والمشروبات وأن كان هناك استثناء للأكياس المطابقة  للمواصفات، والتي لم يتم تدويرها وفي المواد الغذائية أو المشروبات غير الساخنة فقط, ولفترات زمنية قصيرة  لأن الأكياس البلاستيكية مصنعة من منتجات البترول وجميعها مسرطنة والخطورة الكبيرة في وضع  المواد الغذائية الساخنة,  أو المشروبات الساخنة بالأكياس البلاستيكية لأنها تتفاعل معها  عند درجة حرارة  50 درجة مئوية وتخرج مخلفات  البلاستيك مع الأغذية و المشروبات الساخنة وتسبب السرطان والتسمم الغذائي وتحدث خلل كبير بوظائف الكبد والكلي يزداد مع الوقت حتي يصل لدرجة الفشل الكبدى وتليف الكبد والفشل الكلوى
البدائل الآمنة.

 

اقرأ أيضا| د. جمال سلامة رائد «الواقعية السياسية»:علاقة مصر وفرنسا فى عهد السيسى فاقت عصر عبد الناصر وديجول

ويضيف الدكتور محمود عمرو : تزداد تلك المخاطر  والأمراض مع ارتفاع درجة الحرارة  حتي تصل لدرجة الغليان كما يحدث عندنا في الشارع المصرى ببيع الفول الساخن  والخبز الساخن والحمص الساخن في الأكياس البلاستيكية أيضا مادة الديوكسين المكون الرئيسي للأكياس البلاستيك والتي تدخل في تصنيعه هي أكثر المواد الكيميائية العضوية السامة، وتصنف من المواد المسرطنة، لذا عندما تتحلل تلك المادة فإنها ترفع خطر الإصابة بالأمراض السرطانية مثل سرطان الرحم والثدي. كما  تزيد من فرص الإصابة بالتشوهات الخلقية  وخلال خمس سنوات سيتوقف العالم الغربي عن استخدام أكياس البلاستيك عامة واتجه حاليا بالفعل باستخدلم الأكياس التي تصنع من الخشب وأوراق الشجر وأكياس القماش.

تليف كبد وسرطان
ويشير الدكتورهشام الخياط أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بطب القاهرة إلي وجود أضراركثيره جدا لاستخدام الأكياس وللعبوات البلاستيكية بصفة عامة والأكياس أحادية الاستخدام بصفه خاصة وجميعها لم تعد تستخدم فى العالم الأول منذ زمن بعيد ومازالت تستخدم فى دول العالم الثالث وهى تتفاعل مع الأطعمة والشراب وتؤدى إلى فشل كلوى وكبدى بالإضافة إلى التفاعل الذى ينتج منه مواد مسرطنه تؤدى إلى سرطان الكبد والطامة الكبرى عندما تتفاعل مع أطعمة أو شراب ساخن فتنتج مواد مسرطنة كثيرة ومواد تؤثر بالسلب على البيئة، ويجب تجنب استخدام الأكياس البلاستيكية تماما ويجب تجريمها نهائيا خاصة الأكياس أحادية الاستخدام التي تستخدم لمرة واحدة ولا يتم إعادة تدويرها وتتواجد بالأرض دون تحلل عشرات السنين وفي حالة حرقها يخرج منها غازات سامة تسبب أمراض خطيرة علي رأسها السرطان وتليف الكبد والفشل الكلوي وكذلك يسبب تفاعل الغذاء والمشروبات مع تلك الأكياس أحادية الاستخدام الأمراض السابقة.

 

تتحلل بعد ألف عام
وتضيف الدكتورة  زينب ابوالنجا، أستاذ البيولوجي بجامعة المنصورة الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام تصنع من البلاستيك (البولي ايثيلين) كمادة خام أساسية والتي تعد من أخطر المواد التي تهدد البيئة والصحة العامة .. حيث تحتاج إلى ما يقارب 1000 سنة حتي تتحلل ويختفي أثرها من البيئة .. فهي غير قابلة للتدوير وتعرض الكائنات المائية إلى النفوق بسببها وبسبب خفة وزنها سهل انتشارها في البيئات المختلفة .. كما أن تعرض مخلفات الأكياس البلاستيكية للآشعة الشمس يؤدي إلى خروج غازات خطرة محتوية على مادة الرصاص الضارة على صحة الإنسان.

وتضيف : لا يخفي علينا جميعا أن حفظ المواد الغذائية في هذا النوع من الأكياس والتي تصنف من المواد المسرطنة قد يرفع خطر الإصابة بالأمراض السرطانية، وهناك نوع آخر من الأكياس متعددة الاستخدامات اتجهت إليه معظم دول العالم والتي تصنع من القماش أو الورق أو مواد عضوية أخري ومن الممكن أن يدخل في مكوناتها البلاستيك بنسب ضئيلة .. والتي تعتبر بديل أفضل من  الأكياس البلاستيكية على صحة الإنسان والبيئة

أكياس بيئية
ويضيف علي صبحي، مفتش شؤون بيئة المحافظات الساحلية والسياحية أن مثل محافظة جنوب سيناء  تتمتع بأهمية خاصة للتنوع البيئى وبها محميات طبيعية وبيئة بحرية غنية بالشعاب المرجانية والأحياء البحرية والتى تتأثر بشدة من أى ملوثات ومنها الأكياس البلاستيكية التى تقاوم التحلل لعشرات السنوات ولذلك فقد استبقت المحافظة لمواجهة مخاطر انتشار الأكياس البلاستيكية، وصدر القرار رقم 216 لسنة 2008 بمنع استخدام تلك الأكياس منخفضة الكثافة المستخدمة فى التعبئة والتغليف بكافة المحلات العامة والتجارية بمدينة شرم الشيخ وقامت المحافظة أيضا بإصدار قرار آخر برقم 172 لسنة 2019 تنفيذاً لمبادرة رئيس الجمهورية بشان منع استخدام الأكياس البلاستيكية بكافة المحال التجارية والمنشآت الفندقية بكافة مدن المحافظة وتكليف إدارة الإرشاد وحماية المستهلك من متابعة التزام المحال التجارية والمنشآت الفندقية بالتحول إلى استخدام ( الاكياس البيئية ) سواء الورقية أو أكياس بلاستيكية صديقة للبيئة وقابلة للتحلل بفعل آشعة الشمس Biodegradable وتم ترتيب عدة اجتماعات تنسيق مع جهاز شؤن البيئة للتعريف بأسماء المنشآت التى تقوم بإنتاج وتوريد الأكياس البيئية .

 

جدير بالذكر أن فرق سعر وزن الكيلوجرام بين الأكياس البيئية والأكياس البلاستيكية لايتجاوز 30 % على الأكثر، وقد تم إدراج مادة خاصة برقم(27) بشان الضوابط والاشتراطات والمواصفات الفنية الخاصة بتصنيع واستيراد وتصدير والتخلص من الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام بقانون إدارة المخلفات الجديد الصادر برقم 202 لسنة2019.