إدارة بايدن تعيد النظر في سياستها باليمن

جو بايدن
جو بايدن

بعد ست سنوات من دعم التحالف العربى في اليمن، الذي تقوده الممكلة العربية السعودية، أعلنت واشنطن عن تغير مسار سياستها الخارجية في هذا البلد بشكل دراماتيكي.

جاءت البداية بوقف دعم العمليات العسكرية التي يقوم بها التحالف العربي، وبعد ذلك بساعات قليلة، خرجت تصريحات من الخارجية الامريكية تشير إلى تحرك الوزارة لإلغاء قرار إدارة ترامب الخاص بتصنيف جماعة الحوثيين منظمة إرهابية!

 وبالرغم من أن رفع الدعم الأمريكي عن التحالف العربي كانت خطوة متوقعة، بشكل ما، من إدارة بايدن، إلا أن إلغاء تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية ينبئ بأن الإدارة الأمريكية الجديدة تنوي أن تذهب لأبعد من ذلك فيما يتعلق بالحرب فى اليمن.

 وفى حالة لم تتمكن إدارة بايدن من معالجة الأزمة في اليمن باحترافية فستجد نفسها في مأزق دبلوماسي.

فمن ناحية، تعد السعودية، التي تقود التحالف، حليفا استراتيجيا قويا للولايات المتحدة. ويفرض ذلك على واشنطن أن تظل بجانب الرياض في الدفاع عن اراضيها ضد الهجمات الصاروخية، التى توجهها جماعة الحوثيين بين الحين والاخر.

من ناحية اخرى، تريد إدارة بايدن أن توقف نزيف الحرب الاهلية في اليمن، التي دمرت البلاد وتسببت في أزمة إنسانية غير مسبوقة. وهنا عليها أن توازن بين الحفاظ على تحالفها الاستراتيجي مع المملكة، وتحسين سمعة أمريكا عالميا من خلال إنهاء الأزمة الإنسانية فى اليمن.

ولعل ذلك ما جعل البيت الأبيض يؤكد أن الولايات المتحدة ستواصل الدفاع عن المملكة العربية السعودية ضد الهجمات على أراضيها. وهو الشيء نفسه الذي أكدته الخارجية الأمريكية بعدما أعلنت عن توجهها الجديد في اليمن.

جانب آخر سيظل يمثل تحديا أمام إدارة بايدن فى تعاملها مع هذه الأزمة الحساسة، هو علاقة طهران المشبوهة بالحوثيين.

فبرغم كل التكهنات التى خرجت حول الانفراجة المرتقبة فى علاقة واشنطن وطهران، سيظل على الإدارة الأمريكية أن تمسك بالعصا عندما تقدم لطهران قطعة من الجزر.

وبينما تجنبت الخارجية الأمريكية استخدام لفظ الحوثيين عندما أخبرت عن نيتها لرفع التصنيف الإرهابي عنهم، إلا أن ملامح السياسة الخارجية لبايدن نحو الشرق الاوسط بشكل عام بدأت تتشكل.. ويبدو أن السمة الغالبة في هذه السياسة هى تحويل المسار الذى شكله ترامب على مدار الاربع سنوات الماضية.

وكانت الخارجية الأمريكية قد صنفت الحوثيين كجماعة إرهابية فى 19 يناير الماضى، أي قبل يوم من مغادرة ترامب منصبه.

جدير بالذكر أن موقف واشنطن من الحرب في اليمن ظل محل جدل وانقسام كبيرين داخل الكونجرس، وحتى داخل الحزبين الديمقراطى والجمهوري.

واشتد ذلك الجدل خلال السنوات الأربع الماضية، حيث انهارت ملامح الدولة اليمنية تحت انقاض العمليات العسكرية والخلافات السياسية.