هى طفلتى الصغيرة قبل أن تكون شقيقتى، أحبها، وأشاكسها، لكن عندما كبرت أصبحت أغار منها، وأتهمها سرًا أنها سبب عنوستى ومأساتى، ليس اعتباطياً، ولكن المواقف والظروف التى مررت بها، جعلتنى أتمنى أن تبعد شقيقتى عنى اليوم قبل الغد بأى طريقة.
أنا فتاة قاربت على الثلاثين من عمرى، أعيش فى أحد الأحياء المتوسطة بالجيزة، والدى موظف، ووالدتى موظفة، ليس لدى سوى شقيقتى التى تصغرنى بـ ٥ أعوام، تخرجت من إحدى الجامعات الحكومية، وعملت فى عدد من الشركات على مدار عام، ثم قررت الجلوس فى المنزل للبحث بهدوء عن عمل أستطيع الاستمرار فيه.
لست جميلة بالمعنى المعروف فى الأوساط المتوسطة فى مصر، لكن فى المقابل شقيقتى تحمل جمالاً أوروبيًا، عينان خضراوان، وجسد ممشوق، وشعر لامع طويل، فقد أخذت جينات جدتى الإيطالية من أمى، ليس هذا فقط بل إنها متكلمة، ومرحة، وشجاعة، وأنا على النقيض تمامًا.
منذ الصغر ووالدى حريص على عدم التفريق بيننا، دائمًا ما كان يتغزل فينا نحن الاثنتين، حتى والدتى كانت تنحاز لى، وتتهم شقيقتى بعدم المسئولية، لكن على الجانب الآخر، كان للمجتمع نظرة أخرى، فنظرات الشباب والجيران كانت تذهب كلها لشقيقتى منذ الصغر، وأنا لا أحظى باهتمام أحد، حتى فى الرحلات والمصايف والخروجات، كان الجميع يهتم بها ويتجاهلنى.. ليس هذا فقط، بل إنها حصلت على وظيفة فى الشركة التى يعمل بها والدى بسبب مهارات التواصل لديها واللغات التى تتقنها، وجمالها، بعد أن رشحها والدى بعد توافر مواصفات الوظيفة فيها..
هل تعلم يا سيدى أن كل هذه الأمور كانت تخلق فى نفسى غيرة مؤقتة، رغم دراستى علم الاجتماع، فإن هذه الغيرة كانت تذهب سريعاً كلما اجتمعت مع شقيقتى وتحدثنا سويًا عن أحلامها وطموحاتها، حتى يا سيدى جاء الموعد الذى جعلنى أتمنى أن تسافر شقيقتى بعيدًا، بعد أن تملكتنى الغيرة وكادت تقتلنى.
اتفقت والدتى مع صديقتها فى العمل، أن تحضر إلى منزلنا مع نجلها، لإتاحة الفرصة للجلوس معى كبداية لمرحلة ارتباط.. أخبرتنى والدتى على استحياء أن المقابلة ستكون فى أى وقت، ويجب أن أكون حاضرة.
حضر الضيوف، وجلسا يتسامران مع والدتى، إلا أننى تأخرت فى ارتداء ملابسى، فطلبت من أختى أن تقدم العصير للضيوف، حتى انتهى من ارتداء ملابسى.
قدمت شقيقتى العصير، وجلست مع الضيوف، فى انتظار حضورى، دقائق وحضرت، إلا أن ما لاحظته كاد يقتلنى، أصبح الحديث يدور حول شقيقتى، حتى الهمسات بين أمى وصديقتها كان بشأنها، ومال الشاب كذلك بنظراته إليها.
دقائق وانصرفت الأم ونجلها، دون أن يحددا موعدًا آخر للقاء، أدركت أن الشاب لا يرغب فى الارتباط بى.. تمر الأيام، واكتشفت أن هناك علاقة غرام بين شقيقتى والشاب، وأنه سيحضر للزواج بها رغم رفض والدتى بسبب أن الشاب كان يرغب فى البداية الارتباط بى.. إلا أننى تدخلت وأقنعت والدتى بالموافقة، وأخبرتها أن هذا الأمر لا يعنينى فى شىء.
لا أكذب عليك سيدى.. منذ هذه اللحظة وقبلها، بدأت الغيرة تسكن قلبى من شقيقتى، رغم أننى الأكبر سناً، والأنضج عقلاً، إلا أننى استسلمت للغيرة، وأتمنى أن أقضى عليها، لأن شقيقتى هى كل حياتى.. ابحثوا معى عن حل. م.م
مشكلتك من المشكلات التى كانت تحتاج إلى صاحب خبرة ودراية لكتابة الروشتة الشافية لها، ليس هذا فقط بل لتقديم نصيحة لكل من يعانى من مشكلة الغيرة.. الفنانة سماح أنور كانت صاحبة الرد على رسالتك..
إلى صاحبة الرسالة.. مشكلتك ببساطة هى الغيرة، ولو عدنا لأسبابها فهى تعبير عن عدم الأمان والخوف من ضياع الفرص، المشكلة أنك شايفة أن الشكل الخارجى هو الفرصة الوحيدة عشان يبقى عندك فى الحياة فرصة وده مش حقيقى.. صدقينى اللى بيعمر العلاقات الشخصية الناجحة مش الشكل الناجح، لأنه مهما كان عظيماً وجميلاً بعد شوية بنزهق منه.. لأن جمال الشكل غير دائم وليس ملكاً لصاحبه.. عزيزتى، إذا كنتى انتى وشقيقتك مستندين على الجمال الشخصى يبقى مرتكزين على سراب لا يستطيع أى حد أن يملكه على الإطلاق.. أنصحك دورى على شخصيتك على كيانك وذاتك وازاى يكون هو جميل، وازاى عشرتك هى اللى تبقى حلوة.. أول ما تحسى بالأمان جوه نفسك ومع نفسك عمرك ما هتحسى بالغيرة من اختك.
صدقينى، غيرتك هى مراية لعدم ثقتك فى أنك بتملكى أجمل وأحلى ما فى الكون وهو شخصك وكيانك، كل واحد فينا نسخة مميزة كاملة ليس لها أى بديل ولا أى مثيل ولا أى شبيه.. عزيزتى خليكى واثقة فى نفسك، واستغلى دراستك علم الاجتماع، عشان تشعرى بمزاياكى أكثر، ما تفكريش فى عيوبك الشكلية.. لو وصلتى للنقطة دى.. أعتقد أن الآية ستقلب وستكونين مثار اهتمام بيك.
أخيرا.. نصيحتى لك، حبى روحك ووريها للناس من خلال تصرفك، أما اختك خديها فى حضنك وخدى كل حاجة بتحصل انها خير.. صدقينى إلا مالكيش نصيب فيه حتى لو جالك حاتندمى انه جه.أهم حاجة الواحد يعرف قيمة نفسه عند نفسه.. المطلوب مننا كلنا اننا نضحك فى وجه بعض ونسيب كل حاجة بتحصل سواء كانت حلوة أو وحشة، بس بشرط نعتقد أنها خير لينا.
أتمنالك كل خير وكل سعادة.
