قرنٌ من الزمن يفصل بين الجائحتين.. واحدة كان لا مثيل لها في القرن العشرين، والثانية لم تعرف الكرة الأرضية في تفشيها منذ مطلع القرن الحادي والعشرين.
الأمر هنا يتعلق بالحديث عن جائحة فيروس كورونا، التي تضرب العالم منذ مطلع عام 2020، بعد اكتشافها أواخر عام 2019 في مدينة ووهان الصينية، وجائحة الإنفلونزا الإسبانية، التي عرفها العالم قبل أكثر من قرنٍ من الزمن.
ومع تزايد معدل الإصابات بفيروس كورونا حول العالم بصورةٍ لافتةٍ، نعقد مقارنةً بين الجائحة الحالية، والأخرى التي ضربت العالم قبل أكثر من مائة عام.
أكثر من 100 مليون إصابة بكورونا
ففي الخامس والعشرين من يناير الماضي، عرف العالم وصول إصابات فيروس كورونا إلى مائة مليون إصابة، في رقمٍ ضخمٍ لم يكن أكثر المتشائمين من تفشي الوباء يتوقع الوصول إليه بعد أكثر من عامٍ بقليلٍ على انتشار الفيروس.
للمزيد طالع: إصابات فيروس كورونا حول العالم تكسر حاجز الـ«100 مليون» )
وإلى غاية اليوم الخميس 4 فبراير، شهد العالم تسجيل أكثر من 105 ملايين إصابة بفيروس كورونا، وفقًا لإحصاءات موقع "ورلد ميتر"، من بينها ما يربو على مليونين و280 ألف حالة وفاة بمرض "كوفيد-19"، بنسبة وفيات بلغت 2.2% تقريبًا.
ومع ذلك، لا تزال أرقام إصابات فيروس كورونا بعيدة كل البعد عن الوصول لأرقام إصابات الإنفلونزا الإسبانية وكذلك الوفيات.
ضحايا الإنفلونزا الإسبانية
وتفشت جائحة الإنفلونزا الإسبانية خلال الفترة ما بين عامي 1918 و1920، في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وانتقلت من أوروبا إلى سائر أنحاء العالم.
ولم تكن وقتها الإحصائيات دقيقة مثل الآن فيما يتعلق بالإصابات والوفيات، بيد أن أحدث الإحصائيات أشارت إلى أن فيروس "الإنفلونزا أ H1N1"، الذي عُرف بالإنفلونزا الإسبانية أصاب نحو 500 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم (نصف مليار)، ظهرت عليه أعراض واضحة للإصابة بالعدوى.
وفيما يتعلق بالوفيات الناجمة عن عدوى الإنفلونزا الدقيقة، لا توجد إحصائية دقيقة حول العدد الفعلي للوفيات، غير أن التقارير آنذاك أشارت إلى أن عدد الوفيات تراوح بين 50 مليونًا و100 مليون حالة وفاة بالمرض، ما يعادل نسبة تتراوح بين 10% و20%، وهي نسبة مرتفعة للغاية مقارنةً بنسبة وفيات فيروس كورونا.
ووفقًا للمعطيات الحالية، فإن جائحة فيروس كورونا قد تكون مرشحةً لبلوغ عدد الإصابات المسجل بالإنفلونزا الإسبانية، خاصةً أن العالم يضيف نحو مليون إصابة جديدة بالفيروس كل يومين.
لكن مع ذلك، يبدون أن الوصول إلى رقم وفيات الإنفلونزا الإسبانية غير مرجحٍ بالمرة، خاصةً في ظل التفاوت الواضح في نسب الوفيات بين وباء كورونا والإنفلونزا الإسبانية.
