نبض السطور

المنتدى العربي الاستخباري فى مواجهة صناعة الفوضى

خـالد مـيري
خـالد مـيري

عالمنا العربي مازال يواجه تحديات وتهديدات غير مسبوقة، تلقى بظلالها الخطيرة على الواقع والمستقبل ويظل النجاح فى مواجهتها وردعها مرهوناً بعمل عربي جماعي يعي طبيعة المخاطر وجذور المشاكل ويضع رؤى متكاملة للمواجهة.

ولأن القاهرة كانت ومازالت قلب العرب النابض.. فكان طبيعيا أن تخرج منها دعوات لم الشمل والعمل الجماعي التى تستهدف فقط الحفاظ على أمن واستقرار الدول العربية وشعوبها، ويدعم الرئيس عبدالفتاح السيسى بوضوح كل مبادرة تهدف لتعزيز التضامن العربى وتوحيد الصفوف.

فى فبراير من العام الماضي وبدعوة من المخابرات العامة المصرية، احتضنت القاهرة الاجتماع الأول للمنتدى العربى الاستخبارى بمشاركة رؤساء أجهزة المخابرات العربية، الأجهزة التى تملك المعلومات الكاملة عن طبيعة المخاطر التى تحيط بعالمنا العربى، من إرهاب وتطرف مازالت جذوره ممتدة وهو يجد من يموله ويدعمه إلى مخططات لتقسيم وتفكيك الدول العربية على أسس عرقية وطائفية، ومن تدخلات خارجية فى أزمات المنطقة تهدد وحدة وسلامة الدول العربية وشعوبها إلى استهداف واضح لكل خصوصية اجتماعية وثقافية وتنموية لدولنا العربية.

الاجتماع الأول كان ناجحاً وشهد  مناقشات جادة واضحة على مدار يومين حول طبيعة التهديدات، وأهمية توحيد الجهود والرؤى وتبادل الخبرات فى عمل عربى مشترك قادر على ردع كل تهديد ووضع أسس مراجعة حقيقية لتجاوز الأزمات والانطلاقة للمستقبل، وكان الرئيس السيسى داعماً لهذا التحرك الجماعى الذى لايستهدف إلا مصلحة الدول والشعوب العربية.. فاستقبل رؤساء أجهزة المخابرات العربية بحضور الوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة المصرية، وأكد الرئيس السيسى دعم المبادرات التى تهدف لحفظ أمن واستقرار دولنا العربية مع تزايد حدة الأزمات اقليميا ودوليا.

نجاح المنتدى العربي الاستخباري الأول بالقاهرة كان حجر الأساس لانطلاق العمل واستكمال البنيان، مع إيمان كامل بأن العمل الجماعى الجاد هو سبيلنا الوحيد لمواجهة التحديات الوجودية والحفاظ على دولنا الوطنية.

لهذا فتحت القاهرة أبوابها لاستقبال رؤساء أجهزة المخابرات العربية من جديد، لينطلق عمل جاد وجماعى ومتكامل للمنتدى الاستخبارى العربى، وبالأمس افتتح الرئيس السيسى ورؤساء أجهزة المخابرات العربية مقراً دائما للمنتدى بالقاهرة، لينطلق العمل يوماً بيوم وساعة بساعة فى تعاون غير مسبوق.. هدفه توحيد الرؤى وتبادل المعلومات وتكامل الخبرات.. بما ينتهى إلى سياسات عربية موحدة لمواجهة التدخلات الخارجية والإرهاب، وإجهاض دعوات الفتنة ومخططات التقسيم.

وقد وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى كلمة مهمة لرؤساء أجهزة المخابرات العربية خلال الافتتاح، أكد فيها على أهمية العمل الجماعى فى إطار الاخوة العربية لاستعادة الاستقرار بكل دول المنطقة، لاسيما الدول التى تشهد حالة من السيولة وتعصف بها الأزمات، ويسعى الإرهاب للاستقرار والتمدد فيها، مدعوما بقوى خارجية اقليمية ودولية تستهدف صناعة الفوضى للسيطرة على مقدرات أوطاننا العزيزة.

من مصر تخرج دعوات توحيد الصف والعمل العربى الجماعى، فهو سبيلنا الوحيد لمواجهة تحديات جسيمة تطل برأسها من الداخل والخارج.. سبيلنا لتحقيق أحلام وطموحات الشعوب العربية للحياة فى دول آمنة مستقرة توفر لهم مايستحقونه من تنمية مستدامة وحياة كريمة.

يموج عالمنا المعاصر بموجات متتابعة لدعاوى الفتن والإرهاب، وتظل أجهزة المخابرات العربية حصنا منيعا تتحطم على جدرانه الصلبة سهام المؤامرات لتنطلق دولنا العربية إلى المستقبل الأفضل الذى تستحقه شعوبها.