نظرة أمل

هل قالها سعد؟

محمد أمين
محمد أمين

عندما تجلس وتتحدث مع بعض الأصدقاء عن مستقبل مصر، خاصة بعد أن ولّت أسطورة الربيع العربي أو كادت، لترى هل يصل المصريون إلى مستقبلهم المنشود؟.

تجد الأفكار متعددة فيقول كل منكم ما عنده، هذا يبدو متفائلا والآخر متشائما، والثالث يعالج الأمر فى حذر والرابع يرى أن الحق لابد أن يفوز، وآخر لايخفى قلقه من أن يخدعنا السراب، ومتحدث آخر يؤكد وغيره ينفى ويتحمس فى المناقشة لرأيه.

وفيما أنتم تتحاورون إذ بأحدكم يقول:

ياعم سيبك! سعد باشا قال مفيش فايدة!

لتنزل الكلمة قاسية لا مهرب منها، فتنسون المستقبل وتنسون مصر وتتفرقون فى حسرة وكآبة!

مع كل نقاش يتناول مصر وأحوالها، نجد هذه الكلمة اليائسة تبرز على الشفاه، فتطاطأ لها الرءوس وتنحنى الهامات.

ولا أدرى كيف لمصر أن تنهض وتتقدم وتتحضر، وهى تصطدم بهذه الكلمة فأنت حين تحاول النهوض تجد من حولك يهتفون بك “مفيش فايدة” فكيف يتسنى لك أن تتقدم!

بل إن فى هذه الكلمة تجد العزاء عن الفشل والخيبة، بل فيها دعوة صريحة إلى السقوط!

والمهم فى ذلك كله.. أن سعد باشا لم يقل هذه الكلمة.. وما كان فى استطاعته أن يقولها وهو يقود شعبا طامحا ينشد المجد والخلود!

ويزعم البعض أن العبارة جاءت كرد فعل على طريقة التعامل الاستعمارى أثناء مفاوضاته بعد ثورة 1919، حين أدرك أن الكلام معهم لن يأتى بجديد.

 لكن هناك آراء تؤكد أن فى تلك الرواية مغالطة تاريخية، وأنها جاءت حين قدمت زوجته صفية زغلول له الدواء قبل لحظات من وفاته فقال لها العبارة لشعوره بقرب أجله، وطالبها بألاّ تعطيه مزيدًا من الدواء لأنه لن يأتى بنتيجة.

ورغم ذلك فإن هذه الجملة مازال يستخدمها المصريون للتعبير عن اليأس، وامتدت لليأس من أى موقف فى الحياة والسخرية والتهكم فى بعض الأحيان.

لكن يجب أن نعى بأننا لا نحيا إلا بالأمل، لنبتسم أمام هموم الحياة، ونتذكر أننا أقوياء رغم لحظات الضعف التى نمر بها فى بعض الأوقات، ونتذكر جيداً أن الغد قادم وسيكون مشرقاً، فالأمل طاقة النور التى تمنحنا القوة كى نظل أقوياء دائما فى مواجهة عواصف الحياة المختلفة.