يفخر التاريخ المصري بشخصيات نسائية عديدة ساهمت بشكل كبير في انجازات سياسية وثقافية واقتصادية وفنية.

وقد رصدت «بوابة أخبار اليوم» 7 شخصيات أثرن في تاريخ مصر على مختلف العصور ورفعن رأس مصر عاليًا.

- صفية زغلول: هي ابنة مصطفى فهمي باشا وهو من أوائل رؤساء وزراء مصر منذ عرف البلد نظام الوزارة في أوائل القرن التاسع عشر.

ولقبت باسم "صفية زغلول" نسبة إلي اسم زوجها سعد زغلول، كما لقبت بـ"أم المصريين" أثر مشاركتها في المظاهرات النسائية خلال ثورة 1919، وكان لها دور بارز في الحياة السياسية المصرية.

ولدت صفية زغلول عام 1878 وتوفيت في 12 يناير 1946 تاركة وراءها حياه غير تقليدية للفتاة المصرية والزوجة المخلصة المؤمنة بزوجها، فهي حرم سعد زغلول أحد أكبر وأقوى زعماء مصر وقائدة ثورة 1919 في مصر.

وقد حملت لواء الثورة عقب نفى زوجها الزعيم سعد زغلول إلى جزيرة سيشل، وساهمت بشكل مباشر وفعال في تحرير المرأة المصرية.

وبعد رحيل زوجها سعد زغلول عاشت عشرين عاما لم تتخل فيها عن نشاطها الوطني لدرجة أن رئيس الوزراء وقتها "إسماعيل باشا صدقي" وجه لها إنذارا بأن تتوقف عن العمل السياسي إلا أنها لم تتوقف عن العمل الوطني بالرغم من هذه المحاولات.

- هدى شعراوي: هى نور الهدى محمد سلطان، ولدت في مدينة المنيا في صعيد مصر في 23 يونيو 1879، وكانت من أبرز الناشطات المصريات في النشاط النسوي في نهايات القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين.

وهي ابنة محمد سلطان باشا، والذى نسب إليه تهم بخيانة عرابي والثورة وأنه كان سببا في دخول الإنجليز مصر بتلقيه أموالاً من الخديوي توفيق مقابل رفضه لمواقف عرابي ودفع رشاوى لعدد من العربان والقيادات العسكرية الذين خانوا عرابي، وكان رئيس مجلس النواب المصري الأول في عهد الخديوي توفيق، وأنعمت عليه بريطانيا بعد الإحتلال بنياشين مقابل خدماته.

وكانت هدى شعراوي من أبرز الشخصيات النسائية اللواتي تبنين تحرير المرأة، فمن خلال مذكراتها تسرد لنا المتغيرات والمواقف، أو بالأحرى الصدمات، التي كانت بمثابة نقط تحول في شخصيتها وتفكيرها وحياتها.

والتي كانت بداية نشاطها لتحرير المرأة، والذي بدأ أثناء رحلتها الاستشفائية بأوروبا بعد زواجها، وانبهارها بالمرأة الإنجليزية والفرنسية في تلك الفترة للحصول على امتيازات للمرأة الأوروبية، وهناك تعرفت على بعض الشخصيات المؤثرة التي كانت تطالب بتحرير المرأة، وعند عودتها أنشأت شعراوي مجلة " الإجيبسيان " والتي كانت تصدرها باللغة الفرنسية.

ومن أكثر المواقف التي يتذكرها التاريخ لها كانت عقب عودتها من مؤتمر نسائى في أوروبا عام 1923 عندما قامت هي وزميلاتها نبوية موسى وسيزا نبراوي بالنزول من القطار في محطة مصر وخلعن حجابهن فتملكت حشود النساء اللاتى كن في انتظارهن الدهشة، ليسود بعدها الصمت للحظات قبل أن يدوى الجميع بالتصفيق، وأقدمت بعض السيدات على خلع حجابهن أيضاً.

وفي عام 1938 نظمت هدى شعراوي مؤتمر نسائي للدفاع عن فلسطين، كما دعت إلى تنظيم الجهود النسوية من جمع للمواد واللباس والتطوع في التمريض والإسعاف، في 29 نوفمبر 1947، صدر قرار التقسيم في فلسطين من قبل الأمم المتحدة، أرسلت شعراوي خطابًا شديد اللهجة للاحتجاج إلى الأمم المتحدة، وتوفيت بعد ذلك بحوالي أسبوعين في 12 ديسمبر 1947.


- حتشبسوت : من أبرز السيدات النبيلة التي حكمت مصر في عهد الفراعنة من 1508 إلى 1458 قبل الميلاد، وكانت الفرعون الخامس من عصر الأسرة الثامنة عشر في مصر القديمة، ويعتبرها علماء المصريات واحدة من أنجح الفراعنة، حامله للقب أطول من أي امرأة أخرى في الأسر المصرية وتميز عهدها بقوة الجيش ونشاط البناء والرحلات البحرية العظيمة التي أرسلتها للتجارة مع بلاد الجوار.

اشتهر حكم حتشبسوت بالسلام والازدهار حيث كانت تحاول أقصى وسعها لتنمية العلاقات وخاصة التجارية مع دول الشرق القديم لمنع أية حروب معهم.

واجهت حتشبسوت مشاكل عديدة في بداية حكمها بسبب وجود مشاكل مع الشعب حيث كان يرى أغلب الناس أنها امرأة ولا تستطيع حكم البلاد، إذ كان الملك طبقا للعرف ممثلا للإله حورس الحاكم على الأرض، لذلك كانت دائما تلبس وتتزين بملابس الرجال، وأشاعت أنها ابنة آمون لإقناع الشعب بأنها تستطيع الحكم.


- ملك حفني ناصف: ناشطة واديبة مصرية دعت لإنصاف وتحرير المرأة المصرية في أوائل القرن العشرين، ولقبت باسم "باحثة البادية"

ملك حفني ناصف هي أول امرأة مصرية جاهرت بدعوة عامة لتحرير المرأة، والمساواة بينها وبين الرجل، كما اعتبرت أول فتاة مصرية تحصل على الشهادة الابتدائية عام 1900 وحصلت على شهادة في التعليم العالي لاحقا.
عرفت بثقافتها الواسعة وكتاباتها في العديد من الدوريات والمطبوعات وكانت تجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية وتعرف شيئا من اللغات الأخرى، وهذا ما ساعدها في عملها.

وأسست باحثة البادية عدة جمعيات، منها: جمعية الاتحاد النسائي التهذيبي، وكان يضم كثيرات من نساء مصر والبلاد العربية وبعض الأجنبيات، وجمعية للتمريض التي كانت ترسل الأدوية والأغطية والملابس والأغذية إلى الجهات المنكوبة في مصر والبلاد العربية.

- سميرة موسى: هي أول عالمة ذرة مصرية ولقبت باسم "مس كوري الشرق" لكونها أول معيدة في كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول، جامعة القاهرة حاليا.

ولدت سميرة موسى في 3 مارس 1917 بقرية سنبو الكبرى مركز زفتى بمحافظة الغربية بمصر، كان لوالدها مكانة اجتماعية مرموقة بين أبناء قريته، وكان منزله بمثابة مجلس يلتقي فيه أهالي القرية ليتناقشوا في كافة الأمور السياسية والاجتماعية، تعلمت سميرة منذ الصغر القراءة والكتابة، وأتمت حفظ القرآن الكريم وكانت مهتمة بقراءة الصحف وكانت تتمتع بذاكرة فوتوغرافية تؤهلها لحفظ الشيء بمجرد قراءته.

حصدت سميرة الجوائز الأولي في جميع مراحل تعليمها، فقد كانت الأولي علي شهادة التوجيهية عام 1935، ولم يكن فوز الفتيات بهذا المركز مألوفا في ذلك الوقت حيث لم يكن يسمح لهن بدخول امتحانات التوجيهية إلا من المنازل حتي تغير هذا القرار عام 1925 بإنشاء مدرسة الأميرة فايزة، أول مدرسة ثانوية للبنات في مصر.

التحقت سميرة موسى بكلية العلوم جامعة القاهرة، وحصلت علي بكالوريوس العلوم وكانت الأولي علي دفعتها وعينت كمعيدة بكلية العلوم وذلك بفضل جهود د.مصطفي مشرفة الذي دافع عن تعيينها بشدة وتجاهل احتجاجات الأساتذة الأجانب.

ثم حصلت علي شهادة الماجستير في موضوع التواصل الحراري للغازات، وسافرت في بعثة إلى بريطانيا درست فيها الإشعاع النووي، وحصلت علي الدكتوراة في الأشعة السينية وتأثيرها علي المواد المختلفة.
وكانت تأمل أن تسخر الذرة لخير الإنسان وتقتحم مجال العلاج الطبي حيث كانت تقول: «أمنيتي أن يكون علاج السرطان بالذرة مثل الأسبرين»، كما كانت عضوا في كثير من اللجان العلمية المتخصصة علي رأسها "لجنة الطاقة والوقاية من القنبلة الذرية التي شكلتها وزارة الصحة المصرية.


- شجرة الدرّ : كانت جارية اشتراها السلطان الصالح نجم الدين أيوب، وحظيت عنده بمكانة عالية حتى أعتقها وتزوجها، ثم تولت عرش مصر لمدة ثمانين يوماً بمبايعة من المماليك وأعيان الدولة بعد وفاة السلطان الصالح أيوب، ثم تنازلت عن العرش لزوجها المعز أيبك.

ولعبت دوراً تاريخياً هاماً أثناء الحملة الصليبية السابعة على مصر وخلال معركة المنصورة.

وعندما توفى الملك الصالح بعد أن حكم مصر 10 سنين، استدعت شجر الدر قائد الجيش المصري "الأمير فخر الدين يوسف" ورئيس القصر السلطاني "الطواشي جمال الدين محسن" وأبلغتهم ان الملك الصالح توفى وأن مصر الآن في موقف صعب من غير حاكم وهناك غزو خارجي متجمع في دمياط، فأتفق الثلاثة ان يخفوا الخبر حتى لا تضعف معنويات العساكر والناس ويتشجع الصليبيون.

و قبل أن يتوفى الصالح أيوب كان اعطى أوراق على بياض لشجر الدر حتى تستخدمها إذا توفى، فقامت شجرة الدر والأمير فخر الدين بإصدار الأوامر السلطانية على هذه الأوراق.


- فاطمة رشدي: نشأت وترعرعت في الفن منذ طفولتها وحتى شيخوختها، وهي من رائدات المسرح والسينما المصرية وقامت بالتأليف والإخراج والتمثيل، على المسرح والسينما.

كما كانت صاحبة فرقة مسرحية وهي فرقة فاطمة رشدي والتي تركت تراثًا فنيًا لا يمكن انكاره، وعاصرت عمالقة المسرح والسينما المصريين من جيل الرواد من عشاق الفن، وقد لقبت فاطمة رشدي باسم "سارة برنارالشرق" وكان لديها هوس وحب وولاء منقطع النظير لفن التمثيل في تلك الفترة المبكرة.

ولدت فاطمة رشدي في بالإسكندرية وبدأت حياتها الفنية مبكرًا جدًا عندما كانت في التاسعة أو العاشرة من عمرها، عندما زارت فرقة أمين عطاالله حيث كانت تغني أختها، وأسند إليها أمين عطا الله دورًا في إحدى مسرحياته، كما كانت تؤدي أدوار غنائية ثانوية في بدايتها، وظهرت على المسرح مع فرقة عبد الرحمن رشدي، ثم انضمت بعد ذلك إلى فرقة الجزايرلي.

وكانت أول تجربة سينمائية لها مع بدر لاما في فيلم «فاجعة فوق الهرم» عام 1928 والذي قوبل بهجوم كبير نالته من الصحافة لضعف مستواه من وجهة نظرالنقاد في ذلك الوقت، انصرفت بعدها إلى المسرح لعدة مواسم ثم زاوجت بينه وبين السينما، وكانت عودتها إلى الشاشة بفيلم «الزواج» والذي عرض عام 1933، كمؤلفة ومخرجة وممثلة، ومثل أمامها محمود المليجي في أول أدواره السينمائية.