«قلب ولدي علي حجر»| «سحل أمه».. وباع البيت بعقد مزور !

عقوق الوالدين .. ظاهرة حديثة على مجتمعنا تحتاج إلى رادع
عقوق الوالدين .. ظاهرة حديثة على مجتمعنا تحتاج إلى رادع

" قلبى على ولدى انفطر.. وقلب ولدى علىَّ حجر".. مثل شعبى شهير يجسد مدى جحود الأبناء تجاه الآباء سبب وجودهم فى هذه الحياة.. فيقول الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم "وبالوالدين إحسانا".. ولكن هناك الكثير من الأبناء أصبحوا يرفعون شعار "وبالوالدين عقوقا"!.. هؤلاء الذين تجردت مشاعرهم من الرحمة والفطرة التى خلقنا عليها، فيخيل لهم أن هذا الفعل المشين شىء مباح لا تهتز له السماوات السبع ولا يتحرك له عرش الرحمن!.. فمع طلعة كل شمس أصبحنا نقرأ أو نسمع عن ابن يعتدى على أمه لأسباب واهية، واخر يضرب أباه من أجل 100 جنيه، وثالث يحاول طرد والدته من منزله ارضاء لزوجته، ورابع يحاول السطو على منزل تربى وكبر فيه فى مشهد يدمى القلوب وتخر له الأجساد.

ومع تعدد الحوادث المماثلة أصبح لزاما علينا جميعا التحرك لوقف هذه المهازل الغريبة على مجتمعنا وديننا المسلم والمسيحى.. "الأخبار" تستعرض فى السطور التالية عددا من القصص الانسانية كان فيها الآباء والأمهات ضحية لغدر أبنائهم فلذة أكبادهم قبل أن يكونوا ضحية لغدر الزمان، فى محاولة لهز ضمير المجتمع لعل وعسى نحدث شرخا فى جبروت ابن عاق أو نمس وتر اللين لدى ابنة تستقوى على أبويها.. وإلى نص القصص التى قد يجف عنها حبر القلم ولكن لا تجف عنها الدموع.

      الحاجة دولت عليها آثار ضرب وسحل

بين يوم وليلة أصبحت قرية شباس الشهداء التابعة لمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ تلك القرية الهادئة حديث الصباح والمساء فى كافة ربوع مصر، ليس بسبب تميزها فى التغلب على مشكلة القمامة أو الصرف الصحى او احرازها مركزا متقدما على مستوى قرى مصر فى محو الأمية، ولكن السبب هو اعتداء ابن على أمه السبعينية!

نعم اعتداء شاب يافع فى بداية الاربعينيات من عمره على أمه العجوز فى مشهد دراماتيكى يوحى بانعدام الرجولة والنخوة وذهاب البر بالوالدين فى خبر كان.. تطايرت الواقعة فى كل وسائل الاعلام بل وصلت إلى ساحات القضاء الذى قضى بحبس الابن العاق على ذمة القضية.

بدموع منهمرة، وقلب منكسر، ونظرات تتجه صوب الأرض خجلا بسبب ما فعله ابنها بها روت الحاجة دولت محمد الكومى تفاصيل الواقعة المؤسفة التى تعرضت لها على يد ابنها الذى سهرت الليالى تربيه وتداويه وتخفف عنه آلامه حتى أصبح شابا مفتول العضلات ليستعرضها على أمه وينكل بها بل يضربها ضربا مبرحا تسبب فى اصابتها بجروح وكدمات فى انحاء متفرقة من جسدها النحيف.

تقول الحاجة دولت: مثلى مثل أى أم، حلمت بأن يرزقنى الله بابن يكون سندا لى فى هذه الحياة القاسية ويكون عونا لنا بعد المشيب، وبالفعل رزقنى الله بابنى بعد أن رزقنى من قبل بشقيقتين له، وأصبح كل شىء فى حياتنا، نقتطع من أموالنا وقوتنا حتى يكون أفضل أقرانه وأصدقائه، لم نبخل عليه بشىء، كنا فى بعض الاوقات لا نأكل لنوفر له ثمن الدروس التى يأخذها، واختطف الموت والده، وتوسمت فى ابنى أن يحل محله فى الاعتماد عليه وأن يكون خير خلف لخير سلف، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن.

توقفت الحاجة دولت عن الكلام، وبدأت تذرف الدموع، وحاولت ابنتها الكبرى حنان أن تهدئ من روعها وألمها، ثم هدأت وبدأت تستعيد أنفاسها واستكملت حديثها قائلة: بعد وفاة زوجى منذ عدة سنوات، طلب ابنى الوحيد "محمد" أن يبيع البيت المتواضع المكون من دور واحد والذى أعيش فيه ولا أمتلك غيره حتى يذهب للعيش فى مدينة برج العرب بالاسكندرية، ولكنى رفضت خوفا من أن يكون مصيرى فى الشارع، فأنا لا أقدر على شراء منزل اخر او حتى غرفة واحدة، فمعاشى شهريا 420 جنيها فقط، وأمام رفضى المستمر لطلبه الغريب انهال علي بالضرب عدة مرات مما أحدث لى شرخا فى أحد ذراعىَّ وكدمات بالوجه والرأس والكتف والقدم.

محمد لم يكتف بضرب أمه وإهانتها وسبها لرغبته فى بيع بيتها الذى تقطن به بل قام بتزوير عقد المنزل وبيعه لأحد مواطنى القرية لتفاجأ − كما تقول الحاجة دولت − بأن هذا الشخص الذى اشترى البيت رفع قضية طرد للغصب ضدنا، والان انا مهددة بالفعل أن أكون من احدى قاطنى الشارع!

تتوقف المرأة السبعينية عن الحديث بضع ثوان ثم تعاود الحديث وصوتها مبحوح قائلة: للأسف أمام تعرضى للضرب على يد ابنى عدة مرات تداولت صفحات السوشيال ميديا ووسائل الاتصال الاجتماعى قصتى وقامت الهيئات الأمنية بالقاء القبض عليه وهو الان محبوس بتهمة الاعتداء عليّ، وأمام كل هذا لم يكتف بالضرب والتزوير ولكنه رفع قضيتين كيديتين هو الاخر ضدى مدعيا أننى ضربته!

حصل الابن العاق على حكمين غيابيين بسجن أمه كما تؤكد لنا الحاجة دولت كل حكم عبارة عن حبس 6 أشهر وغرامة 500 جنيه! والان القضايا الثلاث أمام القضاء فى انتظار الفصل فيها.

وبسؤال الحاجة دولت عن امكانية الصلح والعفو والصفح عن ابنها، بكت وجرت الدموع فى تشققات وجهها وقالت "لو خرج من السجن هيقتلنى، أنا نفسى أسامحه دا ابنى فى الأول والاخر، ولكنه أصبح عنيفا للغاية، انا فعلا خائفة".

الغريب فى الأمر ان الابن العاق كما تؤكد الحاجة دولت اعترف بضربها أمام جهات التحقيق بدلا من أن يبدى أسفه وندمه على فعلته الشنعاء بحقها.. مضيفة "لا اعرف من أين أتى بهذا الجحود.. هذا ليس ابنى الذى قمت بتربيته.. هذا شيطان فى صورة بشر".