كل سبت

صدام بايدن وإيران

محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب

ملفات خارجية شائكة تواجه الرئيس بايدن وتحتاج إلى مراجعة وتدخل سريع ومباشر ولعلها أكبر أزمات تواجه أى رئيس أمريكى منذ الحرب العالمية الثانية تضاف إلى أوضاع داخلية أكثر سوءاً تركها الرئيس السابق ترامب تجعل من الرئيس بايدن لا يمتلك رفاهية تضييع الوقت لحسمها جميعاً، فهناك أزمات قديمة يسلمها كل رئيس راحل إلى ساكن البيت الأبيض الجديد منها كوبا وفنزويلا وإيران وصراع النفوذ مع الصين وروسيا فضلاً عن أزمة الملف النووى مع إيران تلك الملفات التى أحدثت قرارات واتجاهات ترامب نحوها أزمات أكثر وخلافات متسعة ومعقدة إضافة إلى خلافات وشقاق مع الحلفاء مثل الاتحاد الأوروبى والناتو وتركيا وصولاً إلى اتفاقية باريس للمناخ وغيرها من القضايا على طاولة الرئيس الأمريكى.

ويقف الاتفاق الشامل مع إيران المعروف بالاتفاق النووى قنبلة مشتعل فتيلها وقد سارعت إدارة بايدن إلى التعامل معها وحتى تتضح الأمور يبقى الاتفاق أو الخلاف مع إيران أحد أهم القضايا التى تنتظرها المنطقة العربية والخليج العربى تحديداً، حيث ستدفع الأمور باتجاهات حاسمة فى العراق وسوريا ولبنان واليمن وفلسطين وكلها قضايا رهينة فى يد طهران تستطيع إشعالها بيد وكلائها من التنظيمات المسلحة المحلية من أجل مساومة واشنطن عليها.

هل الرئيس بايدن سيقف بالصلابة نفسها التى وقف بها سلفه ترامب فى وجه النظام الإيراني؟ من الواضح أن طهران بدأت تمتحنه فقط بعد أسبوع من دخوله البيت الأبيض باستفزازات فى بغداد ونحو السعودية.

وستكرر طهران استفزازاتها لتعرف حدود الصبر وردود الفعل فالنظام فى طهران لم يستقبل بايدن بالورود بل صرح بأن بايدن ليس قادراً أو ليس راغباً فى مواجهة طهران ووزارة الخارجية الأمريكية نددت باستهداف الرياض تم تفجيره مبكراً فى ردة فعل سريعة ضد إيران تلاها تحريك القوات الأمريكية فى المنطقة.

ويبقى السؤال ماذا سيفعل بايدن مع عدوانية إيران؟ هل سيقدم تنازلات ويرفع العقوبات الاقتصادية قبل الاتفاق؟ وإن تراجعت واشنطن عن عقوباتها فلن يبقى فى يد بايدن ما يساوم عليه لتعديل الاتفاق مع طهران لذلك سيبقى ملف إيران الأكثر تعقيداً.