بيني وبينك

أبو جالوم

زينب عفيفى
زينب عفيفى

بقلم: زينب‭ ‬عفيفى

هل سمعت عن "أبو جالوم"؟   

لم أسمع عنها إلا من ثلاثة أيام فقط !، فى زيارة خاطفة لمدينة دهب السياحية. فهى محمية طبيعية من أجمل محميات العالم، تطل على خليج العقبة وتبلغ مساحتها 500 كيلو متر منها 350 كيلومترا فى اليابسة و150 كيلومترا فى المياه، محمية متعددة الأغراض سباحة وغطس وتأمل، بعض الأساطير تتكلم عن ساحر يدعى جالوم أراد تكريم والده فقام بوضع سحره فى هذه المحمية البديعة ولكن الحقيقة كما قرأت عنها أن التسمية ترجع إلى وجود نبات القالوم بها، ولذا نسب اسمها إلى اسم هذا النبات، بعد ذلك تم  تحويره من قالوم إلى جالوم؛ ولكى تزور هذه المحمية من مدينة دهب لابد أن تركب قاربا صغيرا ينقلك إليها، وإذا كنت سيىء الحظ مثلى سوف تهاجمك الرياح العاتية التى تحول المركب إلى ريشة طائشة فى البحر.

وإذا طلبت من الصبى الصغير الذى يقود المركب بتقليل السرعة، يجيب بهدوء: إذا خفضنا من السرعة سوف ينقلب القارب لأننا نسير عكس الرياح، وتستمر الأمواج  فى الارتفاع والانخفاض  بعنف غير مبالية بالمركب الصغير، تارة تأخذك معه وهى ترتفع، وتارة تتركك ترتطم داخله بسطح البحر، ولا تملك من أمرك شيئا، تماما مثلما حدث لأبطال فيلم "ريفر وايلد" بطولة "ميريل استريب "، وبعد عشرين دقيقة من الصراع مع الأمواج العاتية تصل إلى شاطئ المحمية وأنت غارق  مذهول، كيف نجوت من الموت؟، ثم فجأة تجد نفسك فى جنة الله على الأرض.

 تجف فى لحظات.. وأنت فى ذهول من روعة وجمال المناظر الطبيعية من حولك، ومشاهدة العديد من الأنشطة "سباحة، غطس، شعاب مرجانية وأسماك ملونة". جعلت منها محمية طبيعية منذعام1992؛ غير النباتات النادرة والكائنات الحية من الطيور والحيوانات، والبحر الماثل أمامك بكل ألوان الزرقة، والجبال الملونة تحيطه بكل صنوف المعادن الغالية، ووجوه سمراء تدعوك لتناول كوب من الشاى البدوى بالمرمرية داخل خيام من الخوص وقعدة عربية على سجاد يدوى يفترش الأرضية بكل نعومة. فتنسى رحلة الموت التى خضتها منذ قليل.