ملف خاص| رئيس وزراء مصر يلمع أظافره والقاهرة تحترق

رئيس وزراء مصر يلمع أظافره والقاهرة تحترق
رئيس وزراء مصر يلمع أظافره والقاهرة تحترق

بعد ساعة ونصف من حرق 28 محلا ومؤسسة ودار سينما في القاهرة، وذلك في تمام الساعة الثانية والنصف بعد عصر يوم السبت الموافق 26 من يناير 1952، أرسل رئيس الوزراء مصر مصطفى النحاس باشا، سيارات البوليس إلى محل «باتا» لإحضار عامل البيديكور، ومعه مدموازيل ألبيت، لتقليم وتلميع أظافر رئيس وزراء مصر فيما كان حريق القاهرة على أشده.

 

لكن فيكتور رفض مغادرة المحل خوفا على حياته، قبل أن يتحرك عندما جاءته سيارة فيها ضابط بوليس وجنود لنقله إلى دار الرئيس الجليل، بشرط أن يصحبه الضابط عند عودته إلى المحل.

 

وبعد ذلك استدعى رئيس وزراء مصر، مدموازيل ألبيت من محل جورج  للمانيكير، وأرسل لها سيارة أخرى لتقلها بصحبة ضابط بوليس إلي دار الرئيس، وقامت مدموازيل ألبيت بتليمع أظافر رئيس الوزراء والقاهرة تحترق.

 

في أثناء تقليم وتليمع أظافر قدمي رئيس الوزراء ويديه بالمانيكير والبيديكير، كان عشرات الآلاف من سكان القاهرة يفقدون أعملهم وكانت الحرائق تدمر أثاث بيوتهم وكانوا ينزلون من العمارات على سلالم المطافئ.

 

اقرأ أيضًا| ملف خاص| وثائق حريق القاهرة.. اعتقال شقيق رئيس الجمهورية

 

ولقد تلقت المطافئ في تمام الساعة الخامسة يوم السبت الموافق 26 يناير 1952 بلاغات عن حرائق في 38 محلا ومؤسسة، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في 26 فبراير 1952.

 

وحريق القاهرة هو حريق كبير اندلع في 26 يناير 1952 في عدة منشآت في مدينة القاهرة عاصمة مصر. في خلال ساعات قلائل التهمت النار نحو 700 محل وسينما وكازينو وفندق ومكتب ونادٍ في شوارع وميادين وسط المدينة.


ففي الفترة ما بين الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرًا والساعة الحادية عشرة مساءً التهمت النار نحو 300 محل بينها أكبر وأشهر المحلات التجارية في مصر مثل شيكوريل وعمر أفندي وصالون فيردي، و30 مكتبًا لشركات كبرى، و 117 مكتب أعمال وشققا سكنية، و 13 فندقًا كبيرًا منها: شبرد ومتروبوليتان وفيكتوريا، و40 دار سينما بينها ريفولي وراديو ومترو وديانا وميامي، و 8 محلات ومعارض كبرى للسيارات، و 10 متاجر للسلاح، و73 مقهى ومطعمًا وصالة منها جروبي والأمريكين، و 92 حانة، و 16 ناديًا. وقد أسفرت حوادث ذلك اليوم عن مقتل 26 شخصًا، وبلغ عدد المصابين بالحروق والكسور 552 شخصًا، وقد ذكر محمد نجيب في مذكراته أن القتلى كانوا 46 مصريًا و9 أجانب.

 

وفي نفس ليلة الحريق قدم رئيس الوزارة «النحاس باشا» استقالته، ولكن الملك رفضها، واجتمع مجلس الوزراء، وقرر مواجهة الموقف بإعلان الأحكام العرفية في جميع أنحاء البلاد، ووقف الدراسة في المدارس والجامعات إلى أجل غير مسمى.


وتم تعيين «النحاس باشا» حاكمًا عسكريًا عامًا في نفس الليلة، فأصدر قرارًا بمنع التجول في القاهرة والجيزة من السادسة مساءً حتى السادسة صباحًا، وأصدر أمرًا عسكريًا بمنع التجمهر، واعتبار كل تجمع مؤلف من خمسة أشخاص أوأكثر مهددًا للسلم والنظام العام يعاقب من يشترك فيه بالحبس.