«كشف وأدوية وطعام وملابس مجانية».. إبداعات مصرية فى الخير 

مطعم بالشرقية يقدم 100 وجبه مجاناً
مطعم بالشرقية يقدم 100 وجبه مجاناً

◄صيدلية مجاناً لتوزيع الأدوية على مصابى الكورونا بإحدى القرى أسهمت فى علاج 5 آلاف أسرة
◄"تلاجة الخير" تجوب المحافظات لتصل لـ150 ثلاجة تقدم وجبات للمحتاجين
◄مطعم بالشرقية يقدم 100 وجبه مجاناً.. وطبيب: الكشف مجانى لغير القادرين

 

تحقيق :هاجر زين العابدين
 

لم تكن مجرد نماذج للخير بل هى نموذج مصغر للرحمة المتجسدة فى أشخاص تنتقل على الأرض، لتجد فى سبيلها بسطاء ومحتاجين لترفق بحالهم الذى لا حول له ولاقوة، لتجد نماذج مضيئة فى المجتمع المصرى، فالجميع يتكاتف لتقديم العون من خلال مهنته أو تقديم العون للمساهمة فى اكتمال دائرة الخير.
(الأخبار المسائى) ترصد نماذج خير لتسليط الضوء عليها باعتبارها جنودًا للخير قدمت المساعدة فى عز الأزمة الاقتصادية  التى يمر بها العالم ولم تكن عائقاً أمامهم.

صيدلية مجانية
أحمد عز الدين (35 عامًا) أحد متطوعي الصيدلية المجانية بمنطقة مشتول السوق التابعة لمحافظة الشرقية, كشف لنا تفاصيل مبادرة الخير لتوفير أدوية مجانية، أن المبادرة بدأت منذ أبريل الماضى بعدما اجتاح وباء  كورونا القرية، تم تشكيل فريق من الأطباء المتطوعين كطبيب باطنة وصدر وأطفال وتوفير مركز للأشعة وآخر للتحاليل المجانية.
تم جمع ما يقرب من (900 ألف جنيه) للمساهمة فى التشخيص وكذلك جلب جميع الأدوية لعلاج مرضى الكورونا وتم توفيرها فى صيدلية بالقرية، ونظراً لأن أهالى القرية يعرفون بعضهم البعض، لذا كان من السهل التواصل مع المحتاجين، وتقسيم فريق المتطوعين لفريقين، سبعة من الشباب، و40 فتاة وتم إمدادهم بأجهزة "حرارة وضغط وسكر".
تم صرف 300 ألف جنيه لبند العلاج، و100 ألف جنيه للأشعة  و20 ألفًا للتحاليل الطبية، منوهاً بأنه تم علاج ما يزيد على خمسة آلاف أسرة ومازالت المبادرة مستمرة ويتم توفير أى علاج مجاناً للمرضى سواء لمرضى الكورونا أو غيرهم.

ملابس مجانية لغير القادرين
ومن الأدوية والطعام يستمر قطار الخير للمبادرات الشعبية فى السير على القضبان لدعم المحتاجين.. وفى هذه المحطة انتقل إلي مبادرات فردية لتوفير الملابس مجاناً لأهل قرية، حيث أكد حسام عز الدين أنهم استطاعوا توفير 10 آلاف قطعة ملابس بدار المناسبات بالقرية, وتم عمل معرض للملابس مجاناً لأهالى القرية، فأسهم جميع الأهالى بملابسهم الجيدة التى لم يكونوا بحاجة إليها، كما أسهم أصحاب محلات الملابس الجاهزة بملابس جديدة لمختلف الأعمار مجاناً.

الكشف مجانى 
ولم يتوقف الخير عند هذه المبادرة لدعم المتعففين والمحتاجين للأدوية فقط، ولكن امتد ليشمل عروضًا خيرية للكشف  المجاني.. « إذا كنت لا تمتلك النقود، لا تخجل أن تطلب الكشف مجاناً، فهذا حقك وهذا واجبى، فالله فى عون العبد ما دام العبد فى عون أخيه «لافته إنسانية معلقة على حائط داخل عيادة طبيب تحمل معانى كثيرة للرحمة المتجسدة فى شخص طبيب، يلتمس ظروف المرضى الاقتصادية التى توقف منهم عن المتابعة الصحية لعدم امتلاكه حق الكشف. 
يوضح وحيد جودة، إخصائى الأمراض الصدرية, بمستشفى العباسية، أنه يتعامل مع المرضى بشكل يومى ويلتمس ظروفهم الاقتصادية فقرر ألا يكون حق الكشف الذى يدفعه مريض بسيط هو حمل ثقيل عليه فقرر إعفاء جميع المرضى غير القادرين على دفع ثمن الكشف.

ولفت قائلاً:90 يوماً لم أذق فيهم طعم النوم وكرست حياتى لعلاج مرضى الكورونا داخل مستشفى العزل, وكذلك متابعة مرضى العزل المنزلى من خلال تطبيق الواتس آب، أخذ على عاتقه أن يقدم خدمة طبية مجاناً داخل عيادته الخاصة، وكذلك متابعة المرضى وتقديم الاستشارات الطبية أونلاين، معبراً: كنت عامل كارت متابعة لكل مريض بيتواصل معى أونلاين، حتى لا يحدث خلط بين المرضى، ولكى أتمكن من التشخيص الدقيق لكل حالة ووصف ما يلزمها من عقاقير طبية وفقًا لحالاتهم الصحية وبما يتطابق مع بروتوكول العلاج وفقاً لوزارة الصحة.

ثلاجة الخير
وعلي جانب آخر حاول البعض من (أهل الخير) توفير الطعام بشكل آدمى للمتعففين، فكانت البداية  بثلاجة الخير.  

«خذ ما يكفيك واترك الباقى لغيرك، المال مال الله.. بهذه العبارات المدونة على ثلاجات الخير التى تنتشر فى شوارع المحروسة تمتلئ بوجبات من الطعام من فاعلى الخير للمارة بالشوارع للمحتاجين والغلابة, بالإضافة إلى توفير المعجنات المختلفة "باتيه بالجبنة والعجوى وعصائر وفاكهة".

يقول عصام الدندراوى، مسئول عن مشروع ثلاجات الخير، إن المبادرة بدأت فى شهر رمضان لعام 2017، وكان الهدف منها هو إطعام القادر وغير القادر.. كانت البداية بثلاث ثلاجات فى منطقة المعادى وعند نجاح التجربة وصلت لـ 5 ثلاجات، وأصبح هناك من يتواصل معه لتنفيذ الفكرة فى مناطق مختلفة.

وأضاف الدندراوي: انتشرت الفكرة لتعمم فى أماكن مختلفة لتصل لـ150 ثلاجة على مستوى الجمهورية بـ (قنا، سوهاج، أسيوط), وخمس ثلاجات بـ (الإسكندرية, والغربية, والزقازيق, وبورسعيد والعاشر من رمضان, والشروق, وأكتوبر, وفيصل, والمعادى والمطرية, والمقطم ) والعدد قابل للزيادة.

 من العجيب للأسف عندما تعرضت إحدى الثلاجات بمنطقة المعادى للسرقة وقمنا بتحرير محضر بقسم المعادى تم التعامل على الفور وتفريغ الكاميرات وإحضار الثلاجة فى نفس اليوم.

ولفت قائلاً: إن فاعلى الخير من ربات المنازل أو الشباب، يقومون  بملء الثلاجة بوجبات يعدونها بأيديهن ويتم تغليفها بأوراق الفويل ويتم وضع ملصق عليها يوضح نوع الطعام وتاريخ الصلاحية، كما أن أصحاب المحلات يتولون رعاية الثلاجة كجزء من مساهماتهم فى أعمال الخير، وفاتورة توصيل الكهرباء للثلاجة يتحملها أصحاب المحلات لمساهمة مشكورة فى عمل الخير.

وذكر مسئول المبادرة: فى رمضان الماضى كان يتم توصيل 50 وجبة على مصابى الكورونا يومياً عندما لوحظ أصحاب المحلات اختفاء وجوه بعينها اعتادت أن تأخذ قوت يومها من الثلاجة، وكذلك إعداد 250 كرتونة رمضانية.. وفى ظل جائحة كورونا كان هناك إلزام على المتطوعين بتعقيم الثلاجة من الخارج عند إحضارهم الوجبات.. فكل ساعتين يتم ملء الثلاجة والوجبات الرئيسية يتم ملؤها فى الحادية عشرة صباحاً والثالثة عصراً. 

طعام مجانى
"يوجد طعام مجانى لغير القادرين"، لافتة بشارع الإنتاج بمركز الطاووس التابع لمحافظة الشرقية أمام مطعم للمشويات يقدم وجبات لغير القادرين، ويوضح الشاب العشرينى زياد محمد، صاحب المحال، أنه توارث المهنة أباً عن جد، فهو يعمل بها منذ 8 سنوات ومنذ أربع سنوات يقدم وجبات مجانية لغير القادرين على مدار العام.

قائلاً: فى ناس بتيجى تاخد وجبة تيك أواى، وفى ناس بتيجى ومعاها أوانى نحطلها فيها الأكل علي عدد أفراد أسرتها.
"المصلحة"، هكذا يطلق عليها للحديث عن «وجبات الخير» كاتفاق ضمنى بين العاملين داخل المطعم  حتى لا يشعر المحتاج بحرج ويحفظ له عفته، ويصل متوسط عدد الوجبات التى يخرجها يومياً لوجه الله 100 وجبه والعدد يختلف وفقاً للبسطاء المترددين على المطعم، ولكن العدد زاد بعد أزمة فيروس كورونا المستجد.

 دا من خير ربنا اللى بيرزقنا بيه عشان نوزع من خيره على المحتاجين، وتحتوي الوجبه الواحدة على أرز وقطعتين من الدجاج ورغيف خبز وسلطة خضراء وسلطة طحينة.