«جنايات القاهرة» ترد بتوافر نية القتل لدى «قتلة فتاة المعادي»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

سطرت محكمة جنايات القاهرة، في حيثيات حكمها التي حصلت «بوابة أخبار اليوم» على نسخة منها بإعدام المتهمين وليد عبد الرحمن فكرى عبد الرحمن ومحمد أسامة محمد جلال السيد وشهرته «محمد الصغير» في القضية المعروفة إعلاميا بـ «مقتل فتاة المعادي» بعد موافقة مفتي الجمهورية على إعدامهما، وبراءة المتهم الثالث محمد عبد العزيز محمد أمين وشهرته «حماصة»، وقضت المحكمة بحبس المتهم الأول وليد عبد الرحمن فكري عبد الرحمن سنة مع الشغل عن تهمة تعاطي المواد المخدرة وغرامة 10 آلاف جنيه، وإحالة الدعوى المدنية المقامة من محمد علي أمين قبل المتهمين للمحكمة المدنية المختصة لتحديد جلسة لنظرها وأرجأت الفصل في المصاريف الجنائية.

صدرت الحكم برئاسة المستشار وجيه حمزة شقوير، رئيس المحكمة وعضوية المستشارين مجدي عبد المجيد عبد اللطيف وأشرف عبد الوهاب العشماوي وبحضور محمد إسماعيل أحمد وكيل النيابة وأمانة سر سعيد عبد الستار ومحمود عبد الرشيد.

اقرأ أيضا |بالصور.. حيثيات إعدام المتهمين بـ«قتل فتاة المعادي»

وردت المحكمة في حيثيات حكمها على الدفع بعدم توافر نية القتل للمجني عليها فتاة المعادي بأن المستقر عليه أن تلك النية أمر خفي لا يدرك بالحس الظاهر وإنما يدرك بالظروف المحيطة بالدعوى والأمارات والمظاهر الخارجية التي يأتيها الجاني وتنم عما يضمره في نفسه وكانت ظروف الدعوى وملابساتها تؤكد توافر نية القتل العمد لدى المتهمان الأول والثاني وأن جريمة القتل العمد بالفعل نتيجة محتملة للجريمة الأصلية «السرقة» المتفق عليها من المتهمين إتيانها وقد توافر القصد الجنائي لدى المتهمين لجريمة القتل من علم وإرادة وثبت من تصميم المتهمين وعقدهما العزم واتجاه إرادتهما إلى استخدام القوة والعنف قبل المجني عليها من رطم رأسها بقوة بسيارة مرابطة بجانب الطريق.

قالت المحكمة في حيثيات حكمها أن الواقعة حسبما استقرت في يقينها وارتاح لها وجدانها مستخلصة من سائر أوراقها وما تم فيها من تحقيقات وما دار بشأنها بجلسة المحاكمة تتحصل في أن المتهمين وليد عبد الرحمن فكري عبد الرحمن ومحمد أسامة محمد جلال السيد قد اتفقت رغبتهما الجامحة في الحصول على المال الحرام أينما وجد بدلا من البحث عن طريق شريف يمكنهما من بلوغ مقصدهما فقد سلكا طريق الغواية والشر وبدأت محاور فكرهما تتلمس المال الحرام ولو عن طريق الغدر وسرقة الأبرياء وإزهاق أرواحهم لتحقيق غايتهما فاستأجرا سيارة أجرة «ميكروباص» لتنفيذ ما سبق وأن انتويا عليه وعقد العزم على ذلك وأعدا العدة لتنفيذ جرمهما فتسلح الأول بسلاح ناري «فرد خطروش» وتسلح الثاني بسلاح أبيض «مطواة» داخل طيات ملابسهما وأخفى الأول لوحتي السيارة الأمامية والخلفية بمادة لزجة «شحم» وهداهما تفكيرهما الآثم إلى اختيار دائرة المعادي الهادئة مكانًا لتنفيذ جرمهما وتوجها سويًا إلى هناك للبحث عن ضحية.

وأضافت الحيثيات أنه تصادف خروج المجني عليها مريم محمد علي أمين من عملها في هذا التوقيت لحظها العثر وأبصراها تسير لحال سبيلها بتقاطع شارع 86 مع شارع القناة فأعدا العدة للانقضاض على فريستهما وإذ هي حاملة لحقيبة على كتفيها خلف ظهرها وتسير في رحاب ربها في طريقها لمسكنها اندفع نحوها المتهم الأول حال قيادته للسيارة ودنا منها إلى أن أصبحت في متناول يد المتهم الثاني الجالس بالمقعد الخلفي لقائد السيارة حتى قام بجذب حقيبة ظهرها محاولا انتزاعها إلا أنها لم تبال وتمسكت بها مقاومة إياه بكل قوتها وعندئذ أخذت في الصياح والاستغاثة بالمارة لعل أحدًا ينقذها واستمر المتهم الثاني في جذب الحقيبة مع تشبث المجني عليها بها حتى صدمها متعمدًا بقوة بإحدى السيارات المرابطة على جانبي الطريق.

وأكدت الحيثيات أن الفتاة اختل توازنها وتم سحلها متعمدًا أرضا حتى استخلص منها الحقيبة ودهساها أسفل عجلات السيارة دون رحمة وفاضت روحها إلى بارئها وتمكنا من الفرار بالمسروق مرتكبين جرمهم الآثم مقابل حفنة قليلة من المال لم تجاوز 85 جنيها تناولا بها وجبة طعام وتمكن الضابط أيمن محمد من ضبط المتهمين لدى إحراز المتهم الأول سلاح ناري «فرد خرطوش» وطلقتين ناريتين وأرشد عن علبة بلاستيكية شفافة حوت بعض مستحضرات تجميل خاصة بالمجني عليها وأثبت تقرير الصفة التشريحية أن الوفاة تعزى إلى الإصابة الرضية الجسمية بالرأس وما أحدثته من كسور بعظام الجمجمة وإنزافه بالسحايا وتكدمات بسطح المخ أدى إلى ضغط على المراكز الحيوية والوفاة وأثبت تقرير الأدلة الجنائية أن السلاح الناري والذخيرة المضبوطين سليمان وصالحين للاستعمال وأثبت تقرير المعمل الكيماوي أن المتهم الأول متعاطيا لجوهر الحشيش المخدر، مشيرة إلى أن الواقعة ثبت صحتها وصحة إسنادها إلى المتهمين من جملة شهادات الشهود.