زواج الملك فاروق الأول من الملكة «فريدة» |صور

زواج الملك فاروق الأول من الملكة "فريدة "
زواج الملك فاروق الأول من الملكة "فريدة "

تزوج الملك فاروق وهو في سن التاسعة عشرة، إيمانا بحكمة الشرائع كلها التي جعلت الزواج أساسا للعمران، ونظاما شُيدت به الدنيا وعُمر به العالم، ولأن زواج الملوك يخص الشعب كله، كان زواج الملك فاروق الأول من الملكة "فريدة" حدثاً تاريخياً سعيداً، لم تشهد مصر مثله منذ سنوات طويلة ولما لا؟.

 

فقد كان عرس فاروق عرس الأمة كلها وفرحِه هو فرح البلاد ، اهتز قصري عابدين والقبة سروراً وطرباً ، وعمت البهجة كل إقليم وكل قرية في هذا الوطن سعيدة بسعادة مليكها فاروق مصر، كما أكده الدكتور ولاء بدوى، مدير عام متحف قصر المنيل.

 

وأضاف مدير عام متحف قصر المنيل، أن في ٢٠ يناير ١٩٣٨، ازدحمت شوارع القاهرة و شرفاتها بعشرات الآلاف من المصريين و الأجانب في انتظار موكب الزهور الى سرايا القبة ، أخذت إحدى عرباته تمر إمام السرايا في شكل استعراضي و ظلت تطوف هذه المواكب حتى ساعة متأخرة من الليل .

 

 كانت أيام الاحتفال عيدا للفقراء ، إذ انتهزت الجمعيات والأندية الخيرية هذه المناسبة وقاموا بتوزيع الصدقات و إطعام الفقراء .


 وقد تجلت مظاهر الابتهاج على الشعب بمختلف طوائفه وطبقاته قبيل حفل عقد القران ، وبعده بعدة أيام فقد عم السرور أنحاء القطر وقصد القاهرة وفود الأقاليم حتى امتلأت بهم الفنادق والدور والشوارع وكان لفرسان العرب قسط كبير في الاحتفال بزواج الملك ، إذ كانوا يجولون بخيولهم فى طرقات القاهرة ويجتمعون في الميادين فيقيمون حفلات الرقص وألعاب الفروسية .

 

أما القصور الملكية فكانت خلال ليالي الاحتفال تلمع مثل قطع الماس ، فقد تم إنارة القصور ودور الوزارات .


فتحولت الليالي إلى نهار مشرق متلألأ وتم إنارة مجرى النيل وتجمع النبلاء والأمراء والوزراء ورجال الدولة للمشاركة في الاحتفال بعقد القران ، وبعد عقد القران تم توزيع علب ملبس ثمينة على المدعوين .

 

وقد وصلت العروس برفقة الأميرة نعمت مختار و كان الملك باستقبالها حيث كان بانتظارها في إحدى شرفات سرايا القبة و بعد عدة دقائق خرج العروسان إلى الحديقة .

 

 ونستعرض سويا مجموعة كبيرة ومتميزة لمظاهر احتفال الشعب المصري بالزفاف الملكي والتي عمت أرجاء القطر المصري بأكمله.


ولدت صافيناز ذو الفقار التي صارت بعد زواجها من الملك فاروق الملكة فريدة، في 5 سبتمبر 1921 في الإسكندرية بمنطقة جاناكليس، وتنتمي لعائلة ذو الفقار المصرية العريقة، وكانت قد شاركت في الرحلة الملكية التي قام بها الملك فاروق ووالدته الملكة نازلي وأخواته إلى أوروبا في 1937، وخلال تلك الرحلة تعرفت على الملك فاروق، وتم إعلان الخطبة رسميا بعد عودة الأسرة المالكة إلى مصر في صيف 1937.

 

وتم الزواج في 20 يناير 1938 وسط احتفالات شعبية لم يسبق لها مثيل، وكان فاروق يبلغ من العمر 18 سنة وكانت هي تبلغ من العمر آنذاك 16 عاما، وقد شهدت حياتهما الزوجية الكثير من التوترات بسبب الغيرة والهجر، وقد تحملت كثيرا من أجل ترميم العلاقة بعد أن أنجبت منه 3 بنات هن الأميرة فريال والأميرة فوزية والأميرة فادية، وحاولت بكل السبل احتواءه وعودته إليها مرة أخرى دون جدوى وأصرت على الطلاق، فكان لها ما أرادت.

 

فرض «فاروق» شروطا للطلاق، منها إعادة الهدايا التي كان أهداها إليها وإعادة التاج الذي أهدته لها الملكة نازلي يوم عقد قرانها، وحين طلب من شيخ الأزهر المراغي أن يكتب في وثيقة الطلاق شرطا وهو عدم إمكانية زواجها مرة أخرى من أي شخص غيره رفض الشيخ لمخالفته الشريعة الإسلامية وتم الطلاق في 1948، بعد 10 سنوات من الزواج وبعد أن تنازلت الملكة عن حضانة بناتها ماعدا البنت الصغرى (الأميرة فادية) حتى تتم عامها التاسع.

 

بعد قيام الثورة وخروج الملك إلى منفاه بإيطاليا أخذ بناته معه ولم تحتمل الملكة فراقهن وحرمانها منهن فلجأت للكاتب علي أمين وطلبت منه أن يكتب خطابا للرئيس جمال عبد الناصر ليسمح لها بالسفر لتعيش مع بناتها، وكان الخطاب مؤثرا وموجعا فوافق عبدالناصر على الفور، وسافرت فريدة لبناتها ولكنها أصيبت بخيبة أمل؛ فقد وجدت جفاء ونفورا وعدم ترحاب من البنات، ولم تحتمل وعادت إلى مصر، وطلبت مكانا تعيش فيه ويؤويها ويحميها وهي في هذه السن ولجأت إلى الرئيس الراحل محمد أنور السادات تطلب منه المأوى فأمر بدوره بتخصيص شقة لها على نيل القاهرة ولم ينفذ الأمر.

 

وفي عهد الرئيس السابق حسني مبارك خصص لها شقة بحي المعادي وتفرغت للرسم الذي تجيده إلى أن توفيت في 18 أكتوبر 1988.

 

 

اقرأ أيضا| «قصة صورة| «تَاج الزُهور» للملكة فريدة