زكي عثمان.. صانع نجوم الزمالك و«قاهر» الأهلي دوري وكأس

زكي عثمان
زكي عثمان

لو أن «زكي عثمان» يعلم أن التاريخ الكروي سيحتفظ له بمكانه متميزة عن سنواته القليلة داخل المستطيل الأخضر ربما لفكر كثيرًا قبل أن يوقف مسيرته مع الزمالك وهو في سن الـ28 عامًا.

يظل زكي عثمان المدير الفني الوحيد، الذي حطم عرش جيل النسور الأهلاوية الشهير في السبعينيات وتفوق على المجرى هيديكوتي وحرمه من اللقب الوحيد في الدوري الممتاز عندما قاد جيل المعلمين لإحراز لقب بطل الدوري الممتاز موسم 1977-1978.

آنذاك كان «عثمان» مدربا لجيل عمالقة القلعة البيضاء، حيث نجح في السيطرة عليهم، حيث كان الجيل الذهبي للزمالك يضم كلا من حسن شحاتة وطه بصري وعلي خليل وفاروق جعفر ومحمود سعد وعادل المأمور ومحمد صلاح والصاعد إبراهيم يوسف.

ولم يحصل الزمالك على لقب بطل الدوري الممتاز في وجود نسور الأهلي «محمود الخطيب ومصطفى عبده وعبد العزيز عبد الشافي (زيزو) ومصطفى يونس وإكرامي وثابت البطل وماهر همام وصفوت عبد الحليم ومختار مختار ومحسن صالح وطاهر الشيخ» حتى حل «عثمان» مديرًا فنيًا لنادي الفن والهندسة.

لم يكتف زكي عثمان بالفوز بالدوري فقط بل اقتنص بطولة كأس مصر عام 1977 وقبلها كان مدربًا مساعدًا للألماني بابي الحائز على اللقب نفسه عام 1975.

عمل «عثمان» مدربا للعديد من الفرق الخليجية في أواخر السبعينيات وعقد الثمانينيات، واعتزل التدريب نهائيا عام 1991، بعد أن بدأ مشواره الكروي في نادي السكة الحديد قبل أن ينتقل إلى الأهلي وفاز معه ببطولة الدوري الممتاز موسم 1951-1952 ثم فاجأ الجميع بانتقاله بعدها إلى الزمالك، ولعب له حتى اعتزاله المبكر وهو في الثامنة والعشرين من عمره.

البداية من المدارس

ظلت المدرسة البداية الطبيعية لأبناء الجيل الكروي في الخمسينيات والستينيات، وكان حوش المدرسة وقتها يمثل قرية أوليمبية مصغرة بها كل شيء من الأدوات والملاعب بجانب فصول الدراسة والمطابخ والمطاعم، ومن هنا بدأت موهبة زكي عثمان التي انتقلت بعدها إلى الشوارع ودوري الأحياء.

نصح أصدقاء والد الكابتن زكي بالحفاظ على موهبته وتنميتها، ما جعله يتقدم مع بعض زملائه بمنطقة بولاق التي كان يسكن بها بالحي الفرنساوي إلى أقرب ناد لي وكان نادي السكة الحديد، وبالفعل لعب ضمن فريق 16 سنة مع نادي السكة الحديد وعمره لم يتجاوز الرابعة عشر.

بين أحضان الأهلي

سعى الأهلي لضم الكابتن زكي عثمان، وبالفعل ذهب قبل بداية الدوري إلى عزبة فؤاد باشا سراج الدين وكيل النادي الأهلي بمنطقة الجرايدة بالدقهلية حتى لا يعرف أحد مكانه قبل فترة الانتقالات، وبعد 15 يومًا انضم رسميًا للأهلي ولعب في الفريق الثاني الذي كان يطلق عليه الفريق الأبيض أما الفريق الأحمر فهو فريق اللاعبين الكبار وهم 11 لاعبا فقط، لأن التبديلات داخل الملعب وأثناء اللعب لم تكن موجودة وقتها.

 

10 جنيهات مكافأة دوري وكأس

حصل عثمان مع النادي الأهلي على لقب الدوري والكأس موسم 51/1952 بجانب اختياره للسفر إلى سوريا ولبنان لإقامة بعض المباريات الودية والتنزه برفقة صالح سليم وحلمي أبو المعاطي وأبو حباجة ويكن ومكاوي ومنص خطاب وعبد الجليل وحسين مدكور وعبده صالح الوحش، وجميع من شارك في نهائي الكأس والدوري، إضافة إلى 10 جنيهات كانت مكافأة الحصول على لقبي الدوري والكأس.

حكايته مع الزمالك

إلا أن رغبة والده سرعت من انتقاله للزمالك، وبالفعل وبنفس طريقة انتقاله للأهلي من السكة، كان انتقاله إلى الزمالك، حيث أشارت الصحف وقتها إلى أن الأهلي سيرفع دعوى ضد الزمالك بدعوى خطف زكي عثمان إلا أن والده قدم بلاغا للنائب العام يفيد بانتقاله للزمالك برغبته.

الاعتزال المبكر

وفي عز مجده، اعتزل زكي عثمان الكرة وكان عمره 28 عامًا بسب الجلوس احتياطيا لأن هذا الشيء كان يغضبه جدًا ولأن فريق الزمالك كان مليئا بالنجوم، ورغم العروض الكثيرة من أندية عديدة منها الأهلي والاسماعيلي والاتحاد والترسانة إلا أنه فضل الاتجاه للتدريب.