بعد صدور ديوانه العشرين..

الشاعر محمد الشحات: أرفض الولادة القيصرية في عالم القصائد

محمد الشحات
محمد الشحات

على طريق المثابرة والإخلاص لذلك الصوت الهادر فى داخله، استطاع شاعرنا المتميز الرقيق أن يحفر اسمه عميقا فى المشهد الإبداعى المصرى، ومنحت غزارة انتاجه تجربته عمقا وصيتا حمل اسمه بعيدا حيث جماهير الشعر فى مختلف أنحاء عالمنا العربى، وبمناسبة صدور أحدث دواوينه "متى ينتهى؟"، أجاب الشاعر المتميز محمد الشحات عن أسئلتنا، قد تبدو مستفزة وشائكة فى محاولة لكشف الحقائق.

- أنت عاجز عن شرح كيفية كتابة قصائدك.. فكيف يصف شعرك أدق خلجات النفوس؟

هذا سؤال بالغ الصعوبة على أى شاعر، وفى رأيى لا يمكن لأى شاعر الإجابة عنه، لأنه إذا وعى للحظة الكتابة دخل إلى منطقة الشعور والوعى، وهنا تخرج القصيدة عن القبس الذى تستمد منه شرعيتها، وتخرج جنينا مشوها وعملا فى رأى يكون بعيدا عن الشعر، وقد يستطيع الروائى ان يكشف لنا كيف تتكون لديه روايته، أما الشاعر فمن الصعب ان يقول كيف تتكون القصيدة لديه، لأنه إذا كان شاعرا حقيقيا، فهو يعيش لحظة تجل ومكاشفة وإلهام، تتفاعل بداخله تجاربه الشخصية وتجارب الآخرين ثم تنصهر فى بوتقة خاصة، ومعها وما يدور من حوله وما يعيش فيه، لتبدأ عملية الكتابة، وهى عملية بالغة الصعوبة، حيث تحدث عملية اعتصار داخلى، وتخرج القصيدة مشحونة بالكثير من التجلى والمكاشفة، وتصبح فى تلك اللحظة عملا متكاملا يترك أثره عند متلقيه، ويدخل إليه ويؤثر عليه بسهولة ويسر.

- القصيدة عندك متعسرة وتعانى كثيرا وأنت تكتبها؟

أكتب فى كل وقت، وفى أى وقت، فى أى زمان مكان، لا يوجد وقت محدد للكتابة، هناك حالة شعرية أعيش فيها، تتكون خلالها القصيدة فى لاوعى الشاعر ويصبح هناك مناخ وظروف مهيأة للإبداع، فتخرج القصيدة، دون إجبار او تدخل من الشاعر، لأن الشعراء الذين يجبرون أنفسهم على الكتابة يبدعون أعمالا شعرية مشوهة، وتكون ولادة قيصرية للنص، مما يشوهه أو يقتله فى مهده، والملتقى لديه أجهزة رادار بالغة الحساسية يستطيع ان يلتقط إذا كان هذا الشاعر مطبوعا أو شاعرا مصنوعا، فهناك ملايين القصائد كتبها ملايين الشعراء، ولكن لا يتقبلها القارئ بنفس الدرجة، ولا تبقى فى الذاكرة، وتضيع فى الهواء وأنا لم أجبر نفسى مطلقا على الكتابة خلال رحلتى الشعرية التى اقتربت من نصف قرن، وهو ما يفسر توقفى تماما عن الكتابة ما يقرب من العشرين سنة، فالقصيدة عندما امتلئ بها هى التى تقوم بطلب الخروج دون أى تدخل منى، وعلى فكرة الشاعر يشعر بذلك. ويكون واعيا لذلك.

- يقولون أن معينك قد نضب بعد صدور هذا الديوان العشرين؟

هناك ديوان "ملامح ظلى" فى هيئة الكتاب، مخطوط آخر، ومسرحيتان شعريتان الأولى بعنوان "هموم شاعر" وأخرى بعنوان صالة التحرير، أقوم بمراجعتهما،وهما مسرحيتان شعريتان من فصل واحد، وقد كنت مرعوبا بصدق من خوض تجربة المسرح الشعرى، لأننى مؤمن بأنه إذا ما أردت خوض تلك التجربة فلابد من أن تقدم عملا مميزا يقف على قدم المساواة مع التجارب السابقة، خاصة ما قدمه الشاعر الراحل صلاح عبدالصبور وأتمنى أن أكون عند حسن ظن القارىء والناقد من خلال هاتين المحاولتين، وهناك الجزء الثانى من المرايا النقدية ويضم أيضا ما يقرب من ثلاثين دراسة نقدية وانا سعيد لوجود عدد من النقاد المغاربة والعرب فى الجزء الثانى إلى جانب عدد من أبرز النقاد المصريين.

- يرددون أنك ساخط على النقاد بسبب تجاهلهم لأعمالك فما ردك؟

بالطبع أشعر بالرضا، فقد يكون من الأسباب الخفية التى دفعتنى إلى هجر الشعر التجاهل النقدى بعد إصدار ستة دواوين، إلا أنه فى العامين الأخيرين وبالتحديد مع إصدار أعمالى الكاملة فى جزءين التفت إلى تجربتى الشعرية عدد من النقاد: د.محمد زيدان، د.احمد فرحات، د.عادل درغام، د.ايمن حماد د.أحمد صلاح كامل، د.مصطفى عطية، د.أحمد عفيفى د.نادر عبد الخالق د.محمد سمير عبد السلام، د.محمد السيد اسماعيل د.كاميليا عبد الفتاح د.عبد الناصر عيسوى، ود.طارق محمد عبد المجيد واشرف قاسم، عاطف عبد المجيد، فرج مجاهد عبدالوهاب، محمود حسن محمد عيد إبراهيم، أشرف دسوقى على ومصطفى زكى ومن النقاد العرب الجزائريان د.نعيمة سعدية ود.محمد الحبيب بن طاهر منادى، ود.عصام شرتح من سوريا، وعلى لفتة سعيد من العراق ويشارك فى الجزء الثانى الذى يحمل عنوان مرايا الشعر : مرايا النقد تحولات التجربة الشعرية لدى محمد الشحات د.ايمن تعيلب، د.عادل درغام، د.احمد فرحات، د.محمد زيدان، د.أحمد الصغير،د.ماجد قائد "اليمن"، د.فطنة بن ضالى "المغرب"، بهاء جاهين، حاتم عبدالهادى السيد، د.بهاء درويش، د.أيمن حماد، سفيان صلاح هلال، محمد صالح محمد تقى، أحمد فاضل "العراق"، هبة السهيت، د.عبد الله كراز "فلسطين"، عصمت محمد أحمد رضوان، خالد البوهى، د.أبو المعاطى الرمادى منوبية الغضبانى "تونس"، أصيل الشابى "تونس" محمد الكفراوى د.عزة بدر د.احمد الباسوسى بالإضافة إلى عدد من النقاد يجهزون دراساتهم النقدية.