«القربان».. حكاية طقوس تشكيل «الخبز المقدس» بالكنائس

القربان
القربان

أينما تذهب أي كنيسة أو دير قبطي تجد دائما الخبز المقدس وهو يسمى بـ" القربان" المقدس، حيث يتم خبزه في الكنائس ويختم في وسطه بختم الكنيسة بالصلبان، ويسمى أحيانا بـ"حمل القداس".

ويرتبط القربان بأحد الأسرار الكنسية، ويسمى بسر الافخارستيا أو التناول، الذي أسسه المسيح في العشاء الأخير ليلة خميس العهد، حين أمسك بالخبز وقسمه ومنحه لتلاميذه قائلا: "خُذوا، هذا هُوَ جسدي".

ويخبز "القربان" شخص متخصص لدية معرفة تامة بطقوس تخبيز "القربان"، ومن خلال ذلك التقرير نعرض طقوس تخبيز "القربان":

ويتكون "القربان" من عجين، حيث تذاب الخميرة في مقدار من الماء حسب الكمية المطلوبة، ويضاف إليها الدقيق ويعجن بدقة، ويضاف الماء على مراحل حتى يتحكم في صلابة العجين وليونته، ولا يكون العجين جافًا أكثر من المطلوب بل يكون متوسط الليونة.

اقرأ أيضا: مع اقتراب عيد الغطاس.. طقوس «المعمودية» بين الكنائس 

يقطع العجين حسب الحجم المطلوب لتشكيل القربانة، وكل حجم له ختم خاص به، فمثلًا القربانة صغيرة الحجم له ختم يختلف عن ختم قربان الحمل الكبير في الحجم، ويوضع القربان في "طوايل" ويغطى بقطع من القماش ويستحسن أن يكون الغطاء من الستور الخاصة بالكنيسة حتى يكون الغطاء مكرسًا للقربان، ولا يستعمل في شيء آخر غير القربان، ويكون الغطاء محكمًا حتى لا يجف وجه العجين ويعمل قشرة على القربان مما يغير من شكل القربانة ويجعلها غير صالحة أن تكون حملًا.

يدق القربان بترتيب التقطيع ويختمه بختم مناسب للحجم المطلوب، مثلاً لا يختم القربان صغير الحجم ويختم الكبير، ويختم قربان الحمل بختم صغير حتى يكون واضحا ومناسبا مع حجم القربانة ويكون واضحا بالنسبة إلى الأب الكاهن أثناء التقسيم في صلاة القسمة، على أن تكون حروف الختم بارزة والصلبان والكلمات بارزة وواضحة، مما يسهل على صانع القربان أثناء ختم القربان أن تطبع ويكون شكل الختم ظاهرًا على القربان، ويوضع بعد ذلك في طوايل بالترتيب من حيث الدق ويترك ليختمر.

يثقب القربان بعد التخمير ولا يثقب قبل ذلك، لأن الثقوب تؤثر على الخميرة وتؤثر على سرعة نشاط الخميرة وأن تكون آلة الثقب مناسبة للحجم، فلا تكون غليظة مما ينتج عنها ثقوب كبيرة الحجم ولا تكون صغيرة غير ظاهرة، وخاصة بعد دخول القربان النار، حيث أن الثقوب تضيق نسبيًا بعد دخول القربان في الفرن وإذا حدث ضيق كبير في الثقوب أثناء التسوية على النار يمكن توسيع الثقوب مرة أخرى ويكون عدد الثقوب خمسة ثقوب ثلاثة على اليمين وإثنين على اليسار

الخبيز الجيد للقربان يكون على نار هادئة، لأن النار الشديدة تجعل القربان يتمزق من كل ناحية ويصبح غير صالح لتقديمه حملًا، لأن الحمل لابد أن يكون بلا عيب، والنار الشديدة تجعل القربانة محمصة أي جافة عن الخارج وتتخلف عنها جواهر في الصينية.