إنها مصر

تخاريف القرضاوي !

كرم جبر
كرم جبر

يعيش القرضاوى مرحلة متقدمة من الخرف، وفى آخر تغريداته يقول: حين تتحرك الرياح فى اتجاه الإسلام سنرى عبيد الغرب قد خلعوا "البرنيطة" الغربية ولبسوا "العمامة" الإسلامية.. وكأن المسألة عنده فقط هى استبدال غطاء الرأس.

لا تمتلئ العقول بالبرنيطة أو العمامة وإنما بالأفكار السامة التى ظل القرضاوي يبعثرها، فتريق دماء وتفرق شعوباً وتبث فتناً، واستفادت منها جحافل الغرب التى جاءت إلى المنطقة فى إشعال الحروب والصراعات.

لو فكر القرضاوي قليلاً ومر على تاريخه الأسود، فلن يجد إلا أشلاء الفتاوى، وإذا كانت ذاكرة الناس تنسى، فالقرضاوى عاش حياته بندقية فتاوى للإيجار، يمتدح الحكام وهم فى السلطة، ثم ينقلب عليهم إذا قبض الثمن من خصومهم، فهو من قال قصائد شعر فى صدام حسين، ووصفه بأنه حامى حمى العروبة والإسلام، وهو الذى أشاد ببطولات بشار الأسد، ثم انقلب على الاثنين، وهاجم العراق وشعبها، وقاد حملة دعائية إجرامية ضد الشعب السورى، والدعوة إلى سفك دماء السوريين.

أما الحسرة التى خيمت فى فتاوى القرضاوى، فسببها استرداد مصر من الإخوان، وظل يوجه بيانات إرهابية يلبسها عباءة دينية يدعو فيها المصريين إلى الخروج والتظاهر، من أجل أوهام نصرة جماعته الإرهابية، وأفتى قبل ذلك بقتل أفراد الشرطة والجيش، فى الوقت الذى حرّم فيه العمليات الاستشهادية ضد إسرائيل، وهل نسينا يوم جاء من قطر فاتحاً لمصر فى عام حكم الإخوان، من المطار إلى الأزهر الشريف، معتلياً منبره فى خطبة الجمعة، وأتباعه ينشدون "طلع البدر علينا"، لكنه لم يكن بدراً على مصر، بل ظلمة وكابوساً.

على منبر الأزهر وقف جمال عبد الناصر، يدعو المصريين للجهاد ضد العدوان الثلاثى عام 1956، وكان مشهداً تاريخياً رائعاً للجهاد ضد المحتل الأجنبي، ووقف القرضاوى على نفس المنبر يدعو المصريين إلى الاقتتال ضد بعضهم البعض، ويحرضهم على العنف، وسخر فتاويه لأطماعه السياسية.

ليت العصر الذهبى لتعاليم الإسلام الوسطية يعود بسرعة للتخلص من توظيف الأديان لصالح المطامع السياسية والسلطة والحكم، وكان الأزهر منبراً للوعى والتنوير، يأتى إليه طلاب العلم من مختلف دول العالم لتعاليم الإسلام الصحيحة، فيعودون إلى بلادهم حاملين لمصر وشعبها أسمى آيات التقدير والإعزاز.. القرضاوى لا يريد ذلك، فقد عاش من أجل جماعته الإرهابية وسيموت كذلك.

ورب ضارة نافعة فى عام حكم الإخوان لمصر ليعرف المصريين حقيقتهم، وإدمانهم الكذب والعنف والإرهاب كأساس ثابت فى منهج الجماعة، ولو أقسمت للناس أنهم لا يعتبرون مصر وطناً بل محطة وصولاً للخلافة، ما كانوا يصدقون إلا بعد أن جربوا بأنفسهم وشاهدوا بأعينهم حجم المخاطر والأهوال التى أحاطت بوطنهم.