يعد الدكتور محمود حافظ أول مصري يحصل على درجة الدكتوراه في علم الحشرات، وأول علمي يشغل كرسي رئاسة مجمع اللغة العربية
وفي ذكرى مولده، نشر مركز الأزهر العالمي للفتوى، سيرته الذاتية في سطور كالتالي:
ولد الدكتور محمود حافظ دنيا في العاشر من يناير عام 1912م، في مدينة فارسكور، بمحافظة دمياط، ونشأ في أسرة عريقة عُرفت بمناضلتها ضد قوى الاحتلال في هذه الفترة من تاريخ الوطن.
اقرأ أيضا| زيارات ميدانية لأئمة ليبيا لمجمع البحوث الإسلامية ومكتبة جامعة الأزهر
بدأ حافظ مشواره العلمي في كُتَّاب «فارسكور»؛ حيث أتم حفظ القرآن الكريم، ثم انتقل إلى محافظة القاهرة لاستكمال تعليمه، فالتحق بمدرسة السعيدية الثانوية بالقسم الداخلي المجاني؛ نظرًا لتفوقه الشديد، ثم بدأ دراسته الجامعية في كلية العلوم جامعة القاهرة، والتي كان يطلق عليها جامعة فؤاد الأول آنذاك، وتخرج فيها عام 1935م.
ثم حصل على درجة الدكتوراه في علوم الحشرات عام 1940م، كأول مصري يحصل على الدكتوراه في هذا التخصص، ثم واصل بحوثه العلمية في جامعة لندن، وجامعة كامبريدج في انجلترا.
واللافت في مسيرة الدكتور محمود حافظ هو جمعه بين النشاط العلمي والنشاط الديني، وبين تميزه في علم الحشرات وتميزه في علوم اللغة العربية.
فهو وكيل المجلس الأعلى للبحث العلمي، ووكيل وزارة البحث العلمي عام 1968م، ونائب رئيس المجمع العلمي من عام 1996م حتى عام 2005م، ثم رئيس المجمع العلمي من عام 2005م، والمساهم في إنشاء قسم الحشرات ووقاية النبات بالمركز القومي للبحوث، وتطوير وحدة البحوث بهيئة الطاقة الذرية، والمركز الإقليمي للنظائر المُشعّة، وفي تطوير معهد بحوث ناقلات الأمراض في وزارة الصحة، والمشارك في أكثر من خمسين مؤتمرًا عالميًّا في العلوم البيولوجية وعلوم الحشرات ومكافحة الآفات.
ثم هو في الوقت نفسه الأمين العام لجمعية الهداية الإسلامية مع فضيلة الإمام محمد الخضر حسين شيخ الأزهر الأسبق طيلة سبعة عشر عامًا، والمشارك في العديد من لجان مجمع اللغة العربية، قبل أن يُنتخَب بالإجماع نائبًا لرئيسه عام 1996م، ثم رئيسًا له عام 2005م كثاني مصري يجمع بين رئاسة مجمع اللغة العربية والمجمع العلمي بعد الدكتور طه حسين.
وقد توفي هذا العالم الجليل الوضّاء صاحب التسعة وتسعين عامًا قبل أن يكمل المائة بأيام؛ تاركًا خلفة تاريخًا حافلًا بالأعمال والمُساهمات العلمية، والتُّراث المعرفي الضَّخم في علمي الحشرات واللغويات.
