«سفهاء».. خالد الجندي يرد على تعرضه للتنمر بسبب «نيولوك» جديد

الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

نشرت صفحة الشيخ خالد الجندي على موقع «فيسبوك»، أمس السبت، صورة للداعية الإسلامي بـ«قميص وبنطلون وقبعة»، قبيل انطلاق حلقة برنامج «لعلهم يفقهون»، وهو ما تصدر الـ«سوشيال ميديا» وسط سخرية الكثيرين منه سبب الـ«نيولوك».​

 

وعلق الداعية الإسلامي الشيخ خالد الجندي، إن الحديث عن المظهر يعد من باب حديث السفهاء، والذين يعرفون بحديثهم عن الأشياء التي لا قيمة لها بدليل قول الله تعالى {‬سَيَقُولُ‮ ‬السُّفَهَاءُ‮ ‬مِنَ‮ ‬النَّاسِ‮ ‬مَا وَلَّاهُمْ‮ ‬عَنْ‮ ‬قِبْلَتِهِمُ‮ ‬الَّتِي‮ ‬كَانُوا عَلَيْهَا}، ومن السفاهة هى أن تتحدث في الأمور التافهة وأن تتكلم فيما لا فائدة منه، وأن تتسائل عن الأمور التي لا فائدة منها أو تخص الشخص.

 

وأضاف الجندي في تصريحات صحفية، أن الإنسان مدام يسعى لرضا الله سبحانه وتعالى فلا يجب أن ينظر أراء العباد، لأن العباد لن ترضى أو تجمع على أحد، وقد أختلفوا فيما سبق على الأنبياء وعلى الكتب السماوية وعلى كل العلماء وعلى الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، لذلك فإن مسألة الحرص على إرضاء الناس هو نوع من أنواع الحماقة لأن الناس لن يصيبهم الرضاء مهما فعلت.


ورأى «الجندي» أن الملبس الذي يلبسه الرجل طالما يغطي عورته، ولا يتعارض مع الشرع فليس من حق أحد أن يتدخل فيه كائنًا من كان، لافتا إلى أنه لا يوجد لدينا في الإسلام ملابس «كهنوتية» خاصة وأننا نعتبر أنفسنا علماء دين وليس بـ«رجال دين»، لأن الإسلام لايوجد فيه «رجال دين» لأنهم يكتسبون قداستهم من الدين، أما في الإسلام والأزهر فلا قداسة لأحد وكل إنسان يؤخد منه ويرد.

وتابع: «كنا نتمنى أن تقوم هذه الثورة على السوشيال ميديا بدعوة الناس إلى ارتداء الكمامة والحفاظ على قواعد الصحة، لأنه لو قامت هذه الحملة بالدعوة إلى الالتزام بالإجراءات الاحترازية لنتهت كورونا من مصر إلى الأبد، وكنت أتمنى أن تتوجه هذه الحملة إلى محو الأمية أو ترشيد الإنجاب أو الدعوة إلى الإنتاج والمزيد من العمل، خاصة وأن هناك من يجرجرون المجتمع إلى الجدال والنقاش في الأشياء التي لا فائدة منها».

وأكد «الجندي» أن من يقف وراء تلك الحملات هم أصحاب دعوات تيار الإسلام السياسي من الإخوان والسلفيين، الذين يريدون «تكريس» محاكم التفتيش والإقصاء، والذين يريدن التكفير والتخوين، ومحاربة أصحاب الفكر الحر المستنير، وكانوا يريدون أن تظل مصر في تلك السنة التي اختطفوها فيها، ليظل هذا الطاغوت جاسميًا على قلب المصريين لكن وعي الشعب المصري وفهمه لهذه الخدع هو من أفضل مخططاتهم.

وشدد الداعية الإسلامي أن ما يحدث من تلك الحملات هو حالة من حالات «التنمر» بامتياز والذي يجب أن أن تكاتف جميعًا للتصدى لتلك الظاهرة لأنه لا يجب أن تتنمر بغيرك لاختلافه في الملبس أو المعتقد أو اللون فيجب أن نتثم جميعًا بالتسامح والمحبة لأن هذه هى طباع الشعب المصري الذي استوعب كافة الحضارات وفتحت أبوابها للجميع.

واستطرد «الجندي»: «إننا نرفض تلك الملابس الصحراوية التي تتمثل في " اللحلية والطرحة والجلباب" والتي تريد أن تفرض سيطرتها على عقول المصريين، فهذه معركة يجب أن يشترك فيها كافة أطياف الشعب المصري من مثقفين ووطنيين مخلصين».

وعن السر في كونه دائما مثيرًا للجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أوضح: « أن الإنسان من السهل أن يكون صالحًا، لكن أن يكون مصلحًا تلك هي المهمة التي يجب أن يقوم بها أصحاب النوايا الخالصة لهذا الوطن»، مستشهدًا بقوله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ}، ولم يقل صالحون، فالصالح لايحارب ولا يقاتل، بخلاف المصلح الذي يحارب ويقاتل بالفكر والموعظة الحسنة والانتماء، فهذه البلد تستوعبنا جميعًا ولا يمكن أن نتركها لفصيل يعانى من التقدم والتهميش ومن اٌلأحقاد التي لا يعلمها إلا الله.