مرصد الإفتاء يحذر من استغلال «بوكو حرام» للنساء

بوكو حرام
بوكو حرام

 حذر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية من استغلال الجماعات والتيارات الإرهابية للنساء؛ لتجنيدهن لشن هجمات انتحارية خلال الفترة المقبلة، لافتًا النظر إلى أن جماعة "بوكو حرام" الإرهابية تكثف هجماتها في شمال الكاميرون خلال الفترة الحالية في محاولة منها لتصدر المشهد ونشر منهجها وفكرها المتشدد بالقوة.

اقرأ أيضا|  مرصد الأزهر: «بوكو حرام» الجماعة الأكثر دمويةً بأفريقيا في ديسمبر 2020

وأدان مرصد الإفتاء الهجوم الانتحاري الذي نفذته امرأة وسط حشد من الفارين من هجوم مسلح شمال الكاميرون، ما أدى إلى مقتل 13 شخصًا على الأقل، بينهم أطفال.

 ووقع الهجوم الانتحاري في بلدة موزوجو بإقليم أقصى شمال الكاميرون بالقرب من الحدود مع نيجيريا، وذكر تقرير للأمم المتحدة أن مهاجمين نفذوا هجومهم في الصباح الباكر بإطلاق النار في الهواء، حيث "فر السكان المذعورون إلى الغابة، وفي ذلك الوقت انغمست امرأة تحمل عبوة ناسفة وسط حشد الفارين وفجرت العبوة".

 

 وكشف مرصد الإفتاء في بيانه الذي أصدره اليوم، السبت، عن أن جماعة "بوكو حرام" المتطرفة نشرت أكبر عدد من الانتحاريات في عدد هو الأكبر من أي جماعة مسلحة؛ حيث قامت الحركة بشن أكثر من 400 هجوم انتحاري بواسطة الانتحاريات التابعات للحركة المتطرفة منذ عام 2011 تركزت معظمها في شمال شرق نيجيريا بالإضافة إلى الدول المجاروة "النيجر - تشاد -الكاميرون".

 

وأشار مرصد الإفتاء إلى أن جماعة "بوكو حرام" المتطرفة تعمل على استغلال ضعف المعرفة الدينية لدى الكثير من سكان القرى والبلدات الأفريقية النائية لنشر المناهج المتطرفة، وتلقين أهل تلك البلدات المعتقدات المتشددة التي تحقق أهداف التنظيم، وتسهم في تزويد الجماعات والحركات بالكثير من العناصر الانتحارية، وتضمن للتنظيم استمرار الحاضنة الشعبية والإمداد البشري، بدعوى أن ما يقوم به العنصر الإرهابي هو نوع من الجهاد المشروع.

 

وجدد مرصد الإفتاء تأكيده تحريم الدين الإسلامي الحنيف لكل أشكال الاعتداء على النفس البشرية بالذبح أو القتل أو الخطف أو الترويع أو السرقة أو أي شكل من أشكال إيذائها باعتباره من أبشع أنواع الجرائم التي تستوجب أشد العقوبات في الدنيا والآخرة.

 

ودعا مرصد الإفتاء المجتمع الدولي وكافة دول العالم والأطراف والجهات الدولية الفاعلة لاتخاذ الإجراءات اللازمة للتصدي للإرهاب وموجات التطرف والتشدد، مؤكدًا على ضرورة توحيد الجهود لمواجهة الإرهاب واستئصال جذوره والقضاء عليه.

 

كما دعا المرصد إلى ضرورة تكثيف العمل الدعوي والتوعوي في الدول الأفريقية، وإيفاد العلماء إلى تلك الدول من أجل مقاومة الفكر المتطرف والمناهج المتشددة التي تزرعها الجماعات المتطرفة هناك.

 

وتشهد نيجيريا والدول المجاورة لها "النيجر - تشاد -الكاميرون" زيادة في الهجمات أو محاولات شن هجمات تحمل بصمات "بوكو حرام" في مناطق مزدحمة مثل الأسواق ومخيمات اللاجئين منذ أواخر عام 2016، كما تسعى الجماعة الإرهابية إلى استغلال الانتحاريات لتفجير أنفسهن في الأسواق والمناطق المزدحمة.

 

وامتدت محاولات "بوكو حرام" لإقامة دولتهم المزعومة في شمال نيجيريا إلى الكاميرون المجاورة وتشاد والنيجر؛ مما أدى إلى مقتل أكثر من 20 ألف شخص في منطقة بحيرة تشاد، وتشريد نحو ثلاثة ملايين شخص، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة.

 

يذكر أنه في أغسطس 2016، أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي الذي بايعته جماعة "بوكو حرام" أنه عيَّن أبا مصعب البرناوي، نجل مؤسس الجماعة محمد يوسف، زعيمًا لما أسماه "الولاية الإسلامية في غرب أفريقيا".

 

ووفق تقديرات الأمم المتحدة، فقد تسبب العنف في نيجيريا والدول المجاورة نتيجة العمليات الإرهابية لجماعة "بوكو حرام" في نزوح 1.7 مليون شخص، ومقتل 20 ألفًا منذ عام 2009 حتى الآن.