«الزخارف النباتية» في العمارة المصرية القديمة

صورة موضوعية
صورة موضوعية

كثرت الأشكال النباتية المستخدمة كزخارف معمارية فى المبانى المصرية وترجع فى أصولها إلى عصور ما قبل الأسرات عندما كانت المساكن تشيد من أعواد النبات كما وجدت سبيلها إلى العمارة الحجرية وهذه الأشكال تدل على مدى تأثر المصرى ببيئته، مثلما أكدت هبة مجدي، باحثة فى التاريخ المصرى القديم.. ومن أمثلة ذلك:

 

الكورنيش المصرى:

يتوج جدران المعابد وينحنى إلى الأمام وينتهى فى أعلاه بشريط مستوى وكثيراً ما تظهر فيه الخطوط الرأسية التى تمثل فى الأصل نهايات سيقان النبات وأسفل الكورنيش تمتد "الخيزرانة" وهى بروز إسطوانية عليها خطوط متعارضة مائلة تمثل الأربطة وترجع أصل الخيزرانة إلى حزم من أعواد النبات كانت تقوى بها أعالى الأكواخ وأركانها.

 

الأساطين ذات القنوات:

وتكون تلك القنوات إما محدبة أو مقعرة، وترجع فى أصلها إلى حزم الغاب التى كانت تستخدم فى رفع سقف الكوخ وقد ظهرت هذه الأشكال فى مجموعة هرم زوسر المدرج بسقارة وأيضاً كان تشكيل أسقف المبانى فى الأسرة الثالثة على هيئة أنصاف أساطين ، وتلوينها باللون الأحمر لكى تحاكى جذوع النخيل التى كانت تسقف بها المبانى المشيدة من اللبن وتمثل الأطراف العليا لأغصان البردى والتى تتخذ شكلاً خاصاً عنصراً من العناصر الهامة للزخرفة فى العمارة المصرية فى كافة عصورها وقد أطلق المصريون على هذا الشكل إسم "خكر" أى "زينة".

وفى عصر الأسرة الخامسة ظهرت أغلب الأساطين ذات التيجان النباتية التى أصبحت من مميزات العمارة المصرية، كما أنها تضفى على البناء حياة وجمالاً ومن النباتات التى كانت تستخدم فى التزيين أعالى الأساطين نبات البردى واللوتس والنخيل كما شيد المصرى القديم الأعمدة على هيئات نباتية فنجد الأعمدة ثلاثية المقطع التى تشبه سيقان البردى بتيجانها وأوراقها كما ظهرت أعمدة شُكلت تيجانها على هيئة براعم اللوتس المقفلة، وأخرى على هيئة زهور اللوتس المتفتحة فى معبدى الأقصر والكرنك، كما وُجِد المزج بين هيئة نبات البردى وهيئة زهرة اللوتس فى تشكيل تيجان الأعمدة ويظهر ذلك فى معابد ملوك الأسرة الخامسة.

تابعت الباحثة الأثرية، أنه لا جدال في أن الثروة النباتية قد أمدت الإنسان المصري القديم بكثير من الوحى والتصور والعناصر التى إستخدمها فى تزيين وتجميل منازله ومقابره ومطالب حياته المختلفة.

 

 

اقرأ أيضا

الجيش المصرى عبر العصور «١»