د. محمد رضا عوض
استاذ بكلية طب الأزهر
الجيش المصرى فى معظم فترات التاريخ هو أقوى وأعرق جيش فى جنوب البحر المتوسط. ويعتبر الجيش المصرى هو اول جيش نظامى فى تاريخ البشرية فلقد⊇ تم انشاؤه⊇ فى عهد الملك مينا منذ فجر التاريخ عام 3200 ق م.
وقام بواسطته⊇بجمع شمل القطر الشمالى والقطر الجنوبى فى دولة واحدة⊇وأنشأ عاصمة لها هى مدينة ممفيس فى موقعها المتميز بين القطرين⊇ (البدرشين حاليا) واقام اول حكومة مركزية فى تاريخ⊇البشرية لترعى مصالح الشعب فأرسى بذلك اول لبنة فى تاريخ الحضارة الانسانية.⊇
ومن مصر نشأت كل العلوم والتخصصات المعروفة لدى العالم اجمع اليوم⊇كالطب والهندسة والفلك وغيرها ومن بداية العصر الفرعونى حرص ملوك مصر على تسجيل المعارك التى⊇ خاضوها فى سبيل الدفاع عن مصر، ونقشوا وصوروا على معابدهم ومسلاتهم معاركهم وانتصاراتهم مما ساعد على معرفة تاريخ هذه المعارك والتكتيكات والخطط الحربية التى اتبعت ونتائج هذه المعارك والتى تدرس الآن فى أعرق الاكاديميات العسكرية فى العالم واقدم نقش عسكرى عثر عليه هو نقش لوحة توحيد مصر فى عهد الملك مينا مؤسس الاسرة الفرعونية الاولى المعروفة بلوحة نارمر⊇وخلال تاريخه الطويل والذى استمر أكثر من خمسة آلاف عام قدم الفكر العسكرى المصرى ارقى مفاهيم وتقاليد الجندية وخاض مئات من المعارك دفاعا عن⊇ الدولة المصرية وايضا للحفاظ على الحضارة الانسانية فقد قام بدحر الغزو المغولى المدمر والذى كاد ان يقضى على كل مظاهر الحضارة فى الدول التى هزمها وآخرها دولة الخلافة العباسية⊇ولم يوقف هذا الزحف المدمر إلا الجيش المصرى الذى هزم⊇ المغول فى موقعة عين جالوت وقضى على وجودهم نهائيا فى المنطقة وبذلك حافظ على الحضارة الانسانية من الزوال فى هذه المنطقة ومن دواعى الفخر بهذا الجيش العظيم ان عدد المعارك التى خاضها هو 955 معركة فاز فيها جميعا عدا 12معركة فقط.
وكان اخر المعارك التى خاضها هى حرب العاشر من رمضان والتى انتهت بفوز ساحق للجيش المصرى وفى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى رائد⊇ عصر النهضة⊇ الحديثة لمصر وبعد ان تم تطويره على احدث النظم العالمية احتل الترتيب التاسع بين جيوش العالم اجمع فخرا لمصر وتحيا مصر.
⊇
