خاص من الإفتاء| بعد مشهد «ده هاني».. هل تجوز الصداقة بين المرأة والرجل؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

حالة من الجدل تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي، بعد مشهد من مسلسل «هذا المساء»، تتحدث فيه البطلة عن صديقها بشكل غير مقبول مجتمعيا ودينيا.

وتصدر محركات البحث تريند بعنوان «ده هاني» مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تساؤلات من البعض عن سره، وسخرية عدد آخر، حيث ظهرت الفنانة أروى جودة، في المشهد، وهي قادمة من الدور العلوي بالمنزل مع صديقها، وعاد زوجها من خارج المنزل ليجدها قادمة مع صديقها، وحين سألها عن سبب قدومهما من غرفة النوم معه منفعلا، ردت باستنكار «ده هاني».

وأجابت دار الإفتاء المصرية، لـ«بوابة أخبار اليوم» عن سؤال «هل توجد صداقة بين المرأة المرأة والرجل زي الإخوات؟» بأن الصداقة بين الرجل والمرأة أمر غريب عن هوية الإسلام وآدابه، فلم يعرف في الشريعة الإسلامية صداقة بين الولد والبنت، ومع ذلك لم يمنع الإسلام المعاملة والاختلاط المشروع بين الرجل والمرأة.

 وأضافت أنه لا يجوز شرعا الصداقة بين الرجل والمرأة لغرض غير مشروع، أما الاختلاط بين الرجال والنساء في المدارس والجامعات والعمل وغيرها، لا مانع منه شرعاً إذا كان ذلك في حدود الآداب والتعاليم الإسلامية، ولم تكن هناك خلوة محرمة.

اقرأ أيضا| بعد 3 سنوات.. هاني يعيد مسلسل «هذا المساء» لقائمة «التريند»

واستدلت بما ورد عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ سَلْمَانَ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً، فَقَالَ لَهَا: مَا شَأْنُكِ؟ قَالَتْ: أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا، فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا، فَقَالَ: كُلْ؟ قَالَ: فَإِنِّي صَائِمٌ، قَالَ: مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأْكُلَ، قَالَ: فَأَكَلَ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَقُومُ، قَالَ: نَمْ، فَنَامَ، ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ فَقَالَ: نَمْ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ قَالَ: سَلْمَانُ قُمِ الآنَ، فَصَلَّيَا فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَدَقَ سَلْمَانُ» أخرجه البخاري في صحيحه.

وأوضحت أن هذا الحديث يدل على جواز الاختلاط بالمرأة الأجنبية ما دام ذلك في حدود الآداب الإسلامية، ويجب على المرأة التي تتعرض لمخالطة الرجال الالتزام بالحشمة في ملابسها، فعليها أن ترتدي ملابس فضفاضة لا تصف ولا تشف عما تحتها ولا تظهر جسدها، ويجب على الرجل والمرأة أن يلتزما بغض البصر عن العورات.

واستشهدت بما قاله الله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 30، 31].

وقالت الإفتاء إن لم يلتزم كل من الرجل والمرأة بآداب وتعاليم الإسلام، وكان اختلاطهما مثار فتنة ومؤديًا إلى المحرمات فإن الاختلاط يكون حرامًا شرعًا.

وعن المحادثة بين الرجل والمرأة الأجنبيين، أوضحت أنها جائزة إذا التزم الطرفان بالآداب والتعاليم الإسلامية، ولم تكن هناك خلوة محرمة أو أي مخالفة شرعية، والدليل على ذلك ما يلي: فمن القرآن الكريم قول تعالي في قصة سيدنا موسى مع البنتين: {قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ} [القصص: 23].

 

 

 ومن السنة النبوية الشريفة، ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ سَلْمَانَ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً، فَقَالَ لَهَا: مَا شَأْنُكِ؟ قَالَتْ: أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا، فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا، فَقَالَ: كُلْ؟ قَالَ: فَإِنِّي صَائِمٌ، قَالَ: مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأْكُلَ، قَالَ: فَأَكَلَ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَقُومُ، قَالَ: نَمْ، فَنَامَ، ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ فَقَالَ: نَمْ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ قَالَ: سَلْمَانُ قُمِ الآنَ، فَصَلَّيَا فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَدَقَ سَلْمَانُ».