حكايات| الترفاس المدفون.. سر السعادة الزوجية بمطروح

الترفاس المدفون بمطروح .. فياجرا طبيعية
الترفاس المدفون بمطروح .. فياجرا طبيعية

ما إن تحل بشائر شهر يناير على أرض مطروح، حتى تبدأ في الكشف عن أسرارها، وتحديدًا مدينتي سيدي براني والنجيلة غرب مدينة مرسى مطروح، حيث يبدأ موسم جمع الترفاس أو الفقع أو الكمأة بصحراء مصر الغربية، ويتميز بأهمية كبرى نظرًا لتهافت الخليجيين من الدول العربية على شرائه لقيمته الغذائية العالية، بالإضافة إلى دخوله في العديد من الأدوية والعقاقير الطبية.
 
ويرتبط نمو فطر الترفاس بغزارة الأمطار دون تدخل من الإنسان، فكلما زادت كمية الأمطار خاصة في شهري أكتوبر ونوفمبر، كلما توفرت كمية كبيرة منه في المناطق الصحراوية بينما تقل كميات الإنتاج في حالة قلة الأمطار.

اقرأ أيضا| حكايات| خميرة الفجرية.. «الرغفان» عيش شمسي حصري في الصعيد 

ويتوقع أهل البادية بصحراء مصر الغربية، أن يكون هناك وفرة في فطر الترفاس هذا العام لمحصول الترفاس لغزارة الأمطار خلال شهري نوفمبر وديسمبر؛ إذ يقول الحاج مستور كيلاني من أبناء البادية بمنطقة سيدي براني التي تبعد حوالي ١٢٠ كيلو مترا غرب مدينة مرسى مطروح، إن الترفاس من فطر يشبه حبة البطاطس.

وينمو الترفاس تحت سطح الأرض في الصحاري، على أعماق متفاوتة تصل إلى ما بين 2 سم و50 سم، ولا تظهر لها أجزاء فوق سطح الأرض على الإطلاق، فلا ورق ولا زهر ولا جذر لها، بحسب "كيلاني".

ويتمتع الترفاس بسمعة كبيرة في جميع الدول العربية خاصة الكويت والإمارات والسعودية ولكن تختلف أسماؤها، فتعرف في السعودية بالفقع وفي بعض البلاد بالترفاس وبشجرة الأرض أو بيضة الأرض أو بيضة البلد أو العسقل، لكن أول منطقة ظهر بها في صحراء العلمين بالساحل الشمالي في نهايات القرن قبل الماضي.

وتتحدث الدراسات عن أن الكمأة أو الترفاس له قيمة طبية كبيرة، فعندما تم تحليل مادته تبين أنه يحتوي على نسبة بروتين تقدر بـ9% ومواد نشوية بنسبة 13% ودهون بنسبة 1%، كما يحتوي على نسب من الفيتامينات والحديد والفوسفور والكالسيوم وجميع هذه المكونات تجعله مقويا طبيعيا خاليا من المواد الكيميائية.

وتبين أن ماء الترفاس أو الكمأة تعد مضادا حيويا مهما ضد البكتيريا، وتعالج العديد من أمراض العيون، وكان العرب قديما يستخدمونه في علاج المياه البيضاء والزرقاء والرمد الربيعي.

وهنا يشير منعم بشير المحفوظي - تاجر الترفاس - إلى أن هناك زيادة في الطلب على هذا الفطر الذي ينمو في مطروح وفي العديد من المناطق الصحراوية بالقرب من جذور الأشجار الضخمة، كشجر ويختلف لونه من الأبيض إلى الأسود ويكون في أحجام تتفاوت وتختلف وقد يصغر بعضُها حتى يكونَ في حجم حبَّة البندق أو يكبر ليصل إلى حجم البرتقالة، ويتمتع الترفاس بطعم مميز، وهو لذيذ الطعم وله رائحة عطرية، ففي الأعوام الخمس الأخيرة قل وجود هذا الفطر نتيجة لقلة سقوط الأمطار، بالإضافة إلى زيادة البحث عنه وإخراجه من الأرض بشكل عشوائي، ما قلل وجوده عاما بعد الآخر.

والترفاس منه عدة أنواع مثل الزيدي ولونه يميل إلى البياض وحجمه كبير، والخلاسي لونه أحمر وهو أصغر من الزيدي، وهو في بعض المناطق ألذ وأغلى في القيمة من الزيدي، والجبى ولونه أسود وهو صغير جدا، ومنه الأحمر وهو فقع نادر مرتفع الثمن، ومنه الهوبر ولونه أسود وداخله أبيض وهو أردأ أنواع الكمأة، ويظهر قبل ظهور الكمأة الأصلية وهو يدل على أن الكمأة ستظهر قريبا.

ويصل سعر ثمرة فطر الترفاس الصحراوية بالأسواق إلى 600 جنيه للكيلو، حيث يقبل عليها فقط التجار والعرب، ويتم تصديره للخارج فور استخراجه من الأرض.

ويؤكد "المحفوظي"، أن دول أوروبا تستخدمه في بعض العقاقير الطبية، بينما يستخدم في البلاد العربية كمقوٍ عام ويعد فياجرا طبيعية للرجال.