هدايا الشاعر الكبير «صالح جودت» لنجوم الزمن الجميل فى العام الجديد

نجوم الزمن الجميل
نجوم الزمن الجميل

كتب/ صالح جودة
شاعرنا الكبير صالح جودت،  صاحب القلم الصحفى الذى يمارس به النقد اللاذع والساخر بموضوعية احترافية، كتب مقالا لمجلة «الكواكب»، يقدم خلاله هداياه لنجوم ونجمات الزمن الجميل فى مطلع العام الجديد فماذا قدم لهم.. ولكى نعرف فإلى نص المقال الذى يقول فيه : وحش الشاشة وملك الترسو فريد شوقى الذى عاش سنوات على الشاشة يقتل الناس أو يهددهم بالقتل، قدم بلاغا إلى النيابة يقول فيه إن أحد المخرجين المعروفين قد هدده بالقتل، لنزاع بينهما على أحد الأفلام، وقد أصبح التهديد بالقتل بدعة شائعة فى الوسط السينمائى المصرى، ففى العام الماضى كان أحد المنتجين يسير دائما وفى جيبه المسدس، وكان المفروض أن يفرغ الرصاص الذى به فى جوف المخرج الذى يخرج له الفيلم، وهذا يؤكد أن أعصاب السينمائيين ثائرة ومرهفة جدا بشكل دائم !

ولهذا لهم عندى هدية أقدمها لهم فى مطلع العام الجديد عبارة عن زجاجة بها عقار عجيب يؤثر على الأعصاب وهو عقار «الكلسيبرونات»، وكان أستاذنا سعيد لطفى، مراقبا عاما للإذاعة فى فترة الحرب العالمية الثانية، وكنا يومها مذيعين صغارا فى أول الشباب، نحب الحماقات ونكثر من الأخطاء، وكان أستاذنا لا يعاقبنا على أخطائنا وحماقتنا، بل كان يستدعى المذيع الذى تبدو منه زلة ويعطيه زجاجة من العقار المهدئ للأعصاب وينصحه باستعمالها يوميا وشيئا فشيئا تعودناعلى استعمال « الكلسيبرونات» الذى أصبح جزء من حياتنا اليومية، فهدأت أعصابنا ولم نعد نعشق الحماقات أو نتعلق بالأخطاء !

زجاجة من عقار «الكلسيبرونات»، هى خير هدية لأهل صناعة السينما المتعبين الذين يحاولون قتل فريد شوقى وغيره من النجوم.

أما صديقنا الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب فيبدو لى أنه أصبح مغرما بالبيع والشراء والمكاييل والموازين فى أغانيه الأخيرة ومنها : «تراعينى قيراط أراعيك قراطين»، «وبايع اللى شارينى وشارى اللى بايعنى»، وأريد أن أقدم له هدية فى مطلع العام الجديد شيئا يتناسب مع روحه الجديدة فماذا أهديه ؟.. قد يرضيه دفتر حسابات لتقييد الصادر والوارد من عواطفه الفنية، ومهما يكن من عيب فى محمد عبد الوهاب فلا شك أنه أستاذ الموسيقى والموسيقيين فى هذا الجيل، ولكننا نشهد مأساة خلقية قاسية هذه الأيام، هى مأساة الملحنين الجدد، الذين لم تزد أعمارهم فى عالم الموسيقى والتلحين عن عامين أو ثلاثة ومع ذلك يتهجمون كل يوم على الموسيقار المخضرم محمد عبد الوهاب، ناسين أنهم من صنع يديه، ومن تلاميذ مدرسته، ومن طفيليات إنتاجه الفنى !.. يتهجمون عليه ويتهمونه بكذا وكذا.. وكيت وكيت.. وألف تهمة وتهمة، أسخفها أن يقول واحد أو أكثر من واحد منهم أن عبد الوهاب يسرق من ألحانهم، فأية هدية تصلح لهؤلاء فى مطلع العام الجديد ؟.. أننى أقدم لهم علبة من مسحوق «الدى دى تى» ليطهروا بها ألسنتهم المجرثمة !

المطرب الكبير صالح عبد الحى صاحب المدرسة الضخمة التى أسعدت مصر والشرق جيلا كاملا من الزمان، صاحب اللون الفريد الذى سعدت به ليالى آبائنا وأمهاتنا، إنه مريض، ويقولون أنه محتجز فى القصر العينى . ويقولون أيضا إن الإذاعة منعت عنه ما كانت تعطيه له بعدما أثرنا مأساته مع المرض على صفحات الصحف منذ فترة، فماذا أهدى صاحب هذا المجد القابع وراء زوايا النسيان ؟

أهديه فى مطلع العام الجديد دستة مناديل يبكى بها على الدنيا، وما فى الدنيا من جحود ونكران للجميل !

والفنانة صاحبة الصوت الحنون والوجه الجميل والعاطفة المرهفة ليلى مراد، أين هى وأين ذهبت، ولماذا صمتت طوال هذه السنين، هل يمنحنا الله المواهب لكى نستغلها ونسعد بها الدنيا، أم لنحجبها عن الناس، فلا هى تقدم فيلما، ولا أغنية، ولا حفلة، ولا تقدم أى شيء ! وأريد أن أهديها فى مطلع العام الجديد «بطارية ذرية» قوية الإضاءة، تبدد الظلام الذى يحيط بها، ليظهرها لعيون الناس فاتنة كما كانت، ويرهف إليها الأسماع ويسعد بها القلوب.

أما فاتنة الجمال، الفنانة ليلى فوزى، صاحبة الصورة التى كلما رأيتها خيل لى أنها أجمل من الجمال، فماذا يا ترى أهديها فى مطلع العام الجديد، هل أهديها علبة مكياج، أم زجاجة عطر، إن الله قد لونها بأجمل من كل لون فى الكون، فهى ليست فى حاجة إلى «مكياج»، وعطرها بسحره أقوى من كل العطور، ولكن مأساة هذه النجمة الفاتنة −كما أعتقد− لم تعرف الحب فى يوم من الأيام.. إنها فى حاجه إلى «حب»، حب حامى يوقظ الفتنة النائمة، ولهذا أهديها «علبة فلفل» فهى أجمل وأفضل هدية أقدمها لها فى مطلع العام الجديد، أفرغها فى قلبها ليتذوق لذة «الولعة» وحلاوة نار الحب !!.