تعرف على أول معاهدة سلام فى التاريخ | صور

الآثار المصرية القديمة
الآثار المصرية القديمة

تقول مى عبد المنصف، باحثة فى الآثار المصرية القديمة ، إن فى عام ١٢٧٤ ق.م ، قامت معركة قوية فى مدينة قادش بسوريا وكانت تلك المعركة بين المصريين القدماء والحيثيين ، المصريين بقيادة الملك العظيم "رمسيس الثانى"، والحيثيين بقيادة الملك "مواتللى الثانى".

وأضافت «عبد المنصف» أن هذه المعركة استمرت لمدة طويلة ولم يتمكن أى منهما من حسمها ، ولأن المصريين يُؤثرون السلم على الحرب ؛ فدفعهم ذلك لتوقيع معاهدة سلام وكانت أول معاهدة سلام تُعهد فى التاريخ ، وسُميت بمعاهدة "قادش" نسبةً للمكان الذى وقعت فيه ، ولكن حدثت المعاهدة بعد أن خسر كلا الجيشين الكثير من الخسائر للأرواح.

وأشارت الباحثة الأثرية إلى أن تفاصيل هذه المعاهدة مسجلة على جدران معبد الكرنك ، سُجلت تلك المعاهدة بخطين «الحيثى والهيروغليفى» ، الخط الحيثى تم تسجيله على لوح من الفضة باسم الملك "خاتوشيلى" ، بينما سُجل الخط الهيروغليفى على جدران كل من معبدى الكرنك والرامسيوم فى طيبة "الأقصر"، كان من وراء هذه المعاهدة مصلحة للطرفين ، ماهى مصلحة كل منهم لتوقيع هذه المعاهدة ؟

وأوضحت الباحثة ، أنه بعد وفاة الملك "مواتللى" حاكماً للحيثيين ، تولى ابنه الحكم ولكن بعد عدة سنوات من الحكم حلّ محله عمه الملك "خاتوشيلى الثالث" ومن هنا انتهز الملك "رمسيس الثانى" تلك الفرصة ، فتقدم نحو تونيب أو توشب وقام بالاستيلاء عليها.

ومن هنا تمكن الأشوريين من تهديد المناطق المصرية والحيثية وظهرت قوتهم فى ذلك ؛ وذلك ما دفع الجيشين (المصرى ، الحيثى) إلى توقيع معاهدة سلام بينهما ، كانت فى العام الـ٢١ من حكم الملك رمسيس الثانى (حوالى ١٢٥٨ ق.م).

يوجد نسخة من الطين لتلك المعاهدة ، وهى الآن معروضة فى متحف الآثار فى إسطنبول وهناك نسخة أخرى طبق الأصل موجودة فى المقر الدائم للأمم المتحدة الأمريكية، يتبين منها أن النسخ "الحيثية" منقوشة على ألواح الطين، والنسخ "المصرية" مكتوبة على أوراق البردى.

كان لتلك المعاهدة العديد من البنود :-

بناءً على كتابات الملك العظيم "رمسيس الثانى" ، فيقول فى كتاباته أن "مواتللى الثانى" ملك الحيثيين هو من طلب الصلح مع المصريين، وإن كان هذا أو ذاك من بادر بالصلح فكان الصلح مرهون ببعض من البنود الهامة وأهم بنود المعاهدة هى إقامة علاقات جيدة بين الدولتين (المصرية، الحيثية)، وسعى الطرفين لإحداث السلام بينهم واحترام كل منهما سيادة أراضى الآخر.

وكل منهما تعهد بإنهاء الصراعات العسكرية ، وألا يخدع أحدهم الآخر ويُعد الجيوش لمهاجمته، وإقامة تحالف وقوة دفاعية مشتركة، واحترام الرُسل والمبعوثين بين الدولتين؛ لأهمية دورهم لتفعيل السياسة الخارجية، وليس ذلك فقط فقد لجأوا للعنة الآلهة حتى لا يُخالف أو يخون أحد من الطرفين هذه المعاهدة، ومن يفعل ذلك فهو معاقب من الآلهة.

نحن نعرف أن الملك "رمسيس الثانى" هو أول بطل للحرب والسلام، وكلانا يعرف أن "الجيش المصرى" حقق الكثير من الانتصارات على الحيثيين، وأن الملك "رمسيس الثانى" قبَل بمعاهدة السلام بـ"رأس مرفوعة"، وسُجل فى مدخل معبد الأقصر البطولات التى حققها الجيش "المصرى" ضد "الحيثيين" ، وعلى معبد أبوسمبل.

اقرأ أيضا : ورشة نجارة بمقبرة أثرية.. كيف صنع المصري القديم التماثيل الخشبية؟