«ريهام» من «الفلزات» لميكانيكي ومقاول معمار.. أزمات صعنت فتاة حديدية

"ريهام" مهندسة تعمل ميكانيكي
"ريهام" مهندسة تعمل ميكانيكي

عمر يوسف

لم يستحوذ الرجال على الأعمال الشاقة بمفردهم، وذلك لأن هناك الكثير من النساء ضربن أكبر مثال على التحدي والقدرة على العمل في أكثر المهن شقاءًا.. لم يهتموا بعدم قدرتهم العضلية على تحمل تلك الأعمال، ولكن كان كل اهتمامهم منصب على أنها مصدر رزق لهم ولأبنائهم.

إحدى هذه الفتيات ريهام أشرف البارودي، البالغة من العمر 32 عاما، ابنة محافظة أسيوط، خريجة كلية الهندسة، قسم تعدين وفلزات.

تخرجت في الجامعة فتفاجأت بجميع فرص العمل مغلقة أمامها، خاصة وأن القسم الذي تخرجت فيه يقبل العاملين من الرجال فقط، إلا أن اليأس لم يتملكها وقررت البحث عن فرصة عمل أخرى.


 وبعد بحث طويل وجدت فرصة عمل كمهندس مبيعات، في مكتب استشارات هندسية، واستمرت به لمدة 3 سنوات، ساعداها على اكتساب مهارة التعامل مع الآخرين والثقة بالنفس، والقدرة على إدارة الحوار.

وفي الوقت ذاته بحثت عن فرصة عمل أخرى براتب أعلى يناسب قدرتها ومهاراتها قائلة:"مبقولش للشغل لأ حتى لو كان بعيد عن دراستي، المهم إنه كويس وحلال، ورغبة النجاح تسير في دمي".

وجدت فرصة عمل جديدة في شركة ناشيونال موتورز، مركز صيانة نيسان لموظفي خدمة عملاء، فتقدمت للوظيفة وتم قبولها، وبعدها قدمت طلب للإدارة للنزول للورشة كي تتعامل مباشرة مع السيارات، وتفهم بشكل عملي وتستوعب شكاوى العملاء.

رُفض الأمر من قِبل الأهل وإدارتها في البداية خوفا عليها، وقد يتسبب ذلك في تعرضها لمضايقات، لأنها ستكون الفتاة الوحيدة وسط العمال، إلا أن إصرار ريهام كان أكبر، حتى إنها كانت تنزل إلى الورشة خِلسة، وفجأة تبدل الحال ومنحها مديرها استثناء، ووافق على نزولها، لكن بشرط وجود مهندس مشرف معها.

اقرأ أيضا|صلاة تعادل أجر حجة أو عمرة.. وهذا وقتها


كانت تسابق الوقت للتعلم والفهم ليكتشف المدير تميزها في العمل، فتقدم بطلب للإدارة العليا في القاهرة لكي تعمل مهندس استقبال، بعد ثلاث أشهر من نزولها الورشة.

بعدها عملت كمهندس قطع غيار بالشركة، فتقول:" أصبح تعاملي مباشرة مع المصنع الأم ومع المهندسين الذين هم ذوي قدر ومكانة كبيرة ليس بمصر فقط، بل على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبكده انتقلت أحلامي وطموحاتي لحاجة تانية، بعدها مش بس بقيت بحل مشاكل العميل ده أنا بقيت بحل مشاكل المركز نفسه".

تزوجت من زميل لها في العمل وتوقفت تمامًا عن هذه المهنة، إلا أنها تعرضت لحادث سير، تسبب في مقتل زوجها ورضيعها ابن 45 يوما.

حاولت ريهام العودة لعملها ولكن رائحة زوجها تُعبأ المكان وصوته يصدح حولها في الأرجاء، فلم تستطع الاستمرار وتركت العمل مرة أخرى.

وبحثت عن مهنة جديدة في مكان آخر تكون مصدر رزقها، فعملت في مجال المقاولات، وأعمال الديكور والتنسيقات، واستطاعت النجاح، رغم أنها لم يكن لديها خبرة سابقة.