وحيد حامد: لم أنسى أفضال الآخرين خلال مشواري

وحيد حامد
وحيد حامد

كتبت| إسراء النمر

سيطرت حالة من الحزن والحداد على الوسط الثقافي بعد وفاة الكاتب الكبير وحيد حامد اليوم السبت بعد الأزمة المرضية التي ألمت به حيث كان يعاني من قصور في عضلة القلب نقل إلى إثرها للمستشفي، حيث وافته المنية فيها.

وكان وحيد حامد قد اعترف في آخر تصريحاته بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي بنبرة تشي بالندم بأنه لم يستطع أن يسدد دينه ليوسف إدريس، وأنه يتمنى أن يسدده بدلاً عنه ابنه المخرج مروان حامد، الذي شكل معه ثنائية قوية فى فيلم «عمارة يعقوبيان/ 2006».

حيث كان وحيد حامد يحب أن يعدد أفضال الآخرين عليه، ليرسخ فى وجدان من حوله قيمتي الامتنان والتواضع، فيذكر دائماً أن الناقد يوسف شريف رزق الله كان أول من اصطحبه إلى مهرجان كان، وأن المخرج الإذاعي مصطفى أبو حطب أول من علمه كتابة جملة حوارية رشيقة وجذابة، وأن نجيب محفوظ وعبد الرحمن الشرقاوي أصقلا موهبته، وأنه لولا وجود فنانين مثل:« عادل إمام وأحمد زكى ويسرا ومخرجون مثل سمير سيف وشريف عرفة وعاطف الطيب» ما كان استطاع أن يترك بصمة، إنه يصر على أنه الذي عاش فى زمانهم، وليس هم الذين عاشوا فى زمانه.

لكن يظل الناس هم أصحاب الفضل الأكبر عليه، فقد كان حريصاً أن يحتك بهم طيلة الوقت، ليعرف قضاياهم ومشاكلهم، وليعرف أيضاً اللغة التي يستخدمونها، إن كثيراً من الحوارات التي جاءت فى أعماله حقيقية، وأصر على نقلها كما هي، فمهمة السيناريست هي هضم الواقع وإعادة طرحه بشكل فني مبهر، وربما لهذا تعامل النقاد مع أعماله باعتبارها نبوءات، لكنه يرى أن السينما ليس بإمكانها أن تتنبأ، إنما فقط أن تتوقع وتُلمح وتعري.

يُذكر أن وحيد حامد من مواليد يوليو 1944 فى مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، وأقام بالقاهرة منذ العام 1963 لتبدأ رحلته الفنية التي أضافت عشرات الأعمال المهمة إلى سجلات السينما والدراما، أبرزها أفلام: طائر الليل الحزين، وغريب فى بيتي، والبريء، والراقصة والسياسي، والغول، والهلفوت، والإرهاب والكباب، واللعب مع الكبار، واضحك الصورة تطلع حلوة، وسوق المتعة. ومسلسلات: البشاير، والعائلة، والدم والنار، وأوان الورد، والجماعة.

ولاقت أعمال المؤلف وحيد حامد إعجابًا من كافة المحافل المحلية، والدولية وحاز عنها على عدة جوائز، وآخرها فى 2020 حاز جائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي فى دورته الـ 42.

 بدأ بكتابة القصة القصيرة والمسرحية فى بداية مشواره الأدبي، ثم اتجه إلى الكتابة للإذاعة المصرية فقدم العديد من الأعمال الدرامية والمسلسلات، ومن الإذاعة إلى التليفزيون والسينما حيث قدم عشرات الأفلام والمسلسلات.