غادة والي: «نشأت» فى بيت يقدس العلم والوطن.. وهذه وصفتي للنجاح

د‭.‬غادة‭ ‬والي
د‭.‬غادة‭ ‬والي

ذكية‭.. ‬مثقفة‭.. ‬سريعة‭ ‬البديهة‭.. ‬متعددة‭ ‬المواهب‭ ‬والثقافات‭..‬ مؤهلات‭ ‬كثيرة‭ ‬أهلتها‭ ‬لتصبح‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أنجح‭ ‬النماذج‭ ‬فى‭ ‬2020‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المحلى‭ ‬ولكنها‭ ‬انطلقت‭ ‬للعالمية‭ ‬فبعد‭ ‬نجاحها‭ ‬فى‭ ‬أداء‭ ‬واجبات‭ ‬منصبها‭ ‬وزيرة‭ ‬للتضامن‭ ‬الاجتماعى‭ ‬حظيت‭ ‬بترشيح‭ ‬ومساندة‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬لها‭ ‬لشغل‭ ‬منصب‭ ‬وكيل‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والمدير‭ ‬التنفيذى‭ ‬لمكتب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المعنى‭ ‬بالمخدرات‭ ‬والجريمة‭ ‬لتصبح‭ ‬أول‭ ‬امراة‭ ‬مصرية‭ ‬عربية‭ ‬إفريقية‭ ‬تتقلد‭ ‬هذا‭ ‬المنصب‭ ‬الدولى‭ ‬الرفيع‭..‬ د‭.‬غادة‭ ‬والى‭ ‬فتحت‭ ‬قلبها‭ ‬كالعادة‭ ‬لـ«الأخبار»،‭ ‬وتحدثت‭ ‬عن‭ ‬أسرار‭ ‬جديدة‭ ‬فى‭ ‬حياتها‭ ‬وأهم‭ ‬نجاحاتها‭ ‬فى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ونظرتها‭ ‬لعام‭ ‬2020‭ ‬وأمنياتها‭ ‬للعام‭ ‬الجديد‭.. ‬إلى‭ ‬نص‭ ‬الحوار‭ ‬مع‭ ‬سيدة‭ ‬العام‭ ‬غادة‭ ‬والى‭.‬

محظوظة‭ ‬بزوج‭ ‬داعم‭ ‬لى‭ ‬طيلة‭ ‬مسيرتى‭.. ‬ووصول‭ ‬حفيدى‭ ‬الثانى‭ ‬أسعد‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬2020

كورونا‭ ‬كارثة‭ ‬إنسانية‭ ‬كبرى‭ ‬وحياة‭ ‬البشر‭ ‬أهم‭ ‬من‭ ‬اقتصاد‭ ‬الدول

أدعو‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يرفع‭ ‬البلاء‭.. ‬وأمنيتى‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬قدوة‭ ‬حسنة‭ ‬لبنات‭ ‬بلدى

الوصول إلى النجاح طريق طويل.. كيف كانت رحلتك؟

− رحلتى مع النجاح بدأت منذ الطفولة فقد ولدت فى بيت يقدس العلم ويعلى من قيمة الوطن، إتقان العمل كانت ولا تزال وصية أبى التى تربيت عليها وإخوتى من بعدى فأنا كبيرتهم، الكفاح والمثابرة قيم تعلمتها من والدى الدكتور فتحى والى، أستاذ المرافعات وعميد كلية الحقوق ونائب رئيس جامعة القاهرة الأسبق، حب العمل صفة ورثتها عن أبى فلم يتوقف عن العمل بالمحاماة حتى الآن وما زال يؤلف الكتب والمراجع العلمية.

تعلمت فى مدرسة راهبات وتشربت المباديء وأدركت أهمية خدمة المجتمع واحترام التنوع والاختلاف وكنت دائما من الأوائل، درست لمدة عام بالجامعه الأمريكيه ثم سافرت للولايات المتحدة حيث أنهيت دراستى الجامعية وحصلت على الماجستير، تاريخ الوطن محفور فى وجدانى وجغرافيته تعلمتها عمليا فقد جبت أنحاء مصر كلها.

من المثل الأعلى لغادة والى؟

− والدتى ووالدى هما المثل الأعلى والقدوة وأيضا جدى لأمى الاستاذ الدكتور محمد هلال أستاذ الخرسانة الإنشائية الذى درس فى سويسرا وعاد فى مطلع الثلاثينات ليكون من مؤسسى كلية الهندسة جامعة فؤاد الأول وهو المهندس المصرى الذى عمل على تطوير وتوسعة الحرمين الشريفين من الخمسينيات حتى الثمانينات من خلال مكتبه الهندسى فى القاهرة وكان دائما يحثنى على التفوق، وكنت محظوظة بزوج داعم طوال مسيرتى ، ورسالتى لكل الشباب، أن النجاح والاستمرار فى التعلم والاطلاع والاخلاص فى العمل وبناء علاقات طيبة مع كل من نعمل معهم من رؤساء ومرؤوسين مبنية على الحب والاحترام وروح الفريق.

إذا كان لكِ أن تضعى روشتة نجاح فما هى عناصرها؟

− العلم والإخلاص وحسن المعاملة أعتقد أنها شروط أساسية لبلوغ النجاح، والعلم لا ينتهى مع مرحلة أو سن معين ولكن التعلم حالة مستمرة فرغم إجادتى 3 لغات بجانب العربية وهم الإنجليزية والفرنسية والإسبانية إلا أننى بدأت أتعلم الألمانية، وبدون الإخلاص فى العمل لن تحقق نجاحا ملموسا فى حياتك العملية وقد تكون شخصا متعلما ولكن فاشل على المستوى المهنى، أما بناء العلاقات الطيبة فهو الملح الذى يصبغ الطعم على النجاح فلا توجد لذة فى نجاح بدون حب واحترام رؤسائك ومرؤوسيك وزملائك.

ما أسوأ "حدث" فى رأيك؟

− فى هذا العام من مارس وحتى ديسمبر مات ١٫٧ مليون شخص جراء فيروس كوفيد ١٩ وأصيب ٧٧ مليون إنسان بالفيروس، وهى كارثة إنسانية كبرى بكل المقاييس. فإذا كان الاقتصاد يمكن أن يعاد بناؤه فحياة الانسان لا تعوض وآلام البشر لفقد الأحبة لا تشفى ده غير البطالة والمشروعات التى أفلست والتعليم الذى تأثر سلبا

كيف تعاملت مع كورونا؟

− عندما تقلدت منصبى الجديد فى العاصمة النمساوية فيينا اجتاحت تداعيات كورونا غير العادية العالم وكان لابد من وضع خطة استمرار الأعمال والانشطة مع تأمين الموظفين والعمل على تغيير الخطة لتحويل الأنشطة لخدمة الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، عملنا على دعم الدول من خلال جمع وتحليل المعلومات الخاصة بوضع كورونا وتقديم النصح والإرشاد للدول وصياغة برامج سريعة لمساعدة الدول وفى أكثر من 30 دولة قدمنا المعدات الواقية من العدوى، فى أماكن الإغاثة والاستضافة والإعاشة والسجون والحدود، وعملنا على رصد التغيرات الطارئة فى مجالات المخدرات والجريمة والفساد وتأثير جائحة كورونا عليها، وبخاصة أنها امتدت إلى دول العالم بعد شهرين أو 3 من بداية انتشارها فى الصين.

نودع عاماً ونبدأ عاماً فكيف تنظرين إلى 2020 وماذا تأملين من 2021؟

− بالتأكيد الحدث الأبرز فى 2020 هو جائحة كورونا وهى كارثة إنسانية كبرى، آثار الجائحة ليست على مستوى الدول فقط وما تكبدته من خسائر اقتصادية ولكن على مستوى كل فرد فقد تغير نمط الحياة وفقد كثيرون وظائفهم وعانى الملايين من مضاعفات المرض وذاقت آلاف الأسر مرارة فقد الأحباء، وإذا كان الاقتصاد يمكن أن يعاد بناؤه فحياة الإنسان لا تعوض وآلام البشر لفقد الأحبه لا تزول.

على المستوى الشخصى حققت نجاحات وانتهى 2020 نهاية سعيدة بوصول حفيدى الثانى إلى الدنيا، وأمنيتى أن يحفظ الله أسرتى وأصدقائى من الوباء ويحفظ وطنى وأهله من كل شر ويرفع عن العالم هذا الابتلاء العظيم، كما أتمنى مزيداً من التوفيق فى عملى وأن أساهم فى جعل العالم أكثر أمنا واستقرارا وأن أكون شريكاً فعالاً فى دفع جهود التنمية الدولية لأكون فى النهاية قدوة حسنة لفتيات بلدى.

 

 

علاقات مصر الخارجية شهدت تحسنا ملحوظا خلال عام ٢٠٢٠ ما هو تقييمك؟

− على مدى ٦ سنوات نجحت مصر فى إرساء واستعاده علاقاتها الدوليه وتطويرها بشكل ايجابى وخاصه استعاده مصر لدورها الأفريقى إبان رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى.

تقييمك للإنجازات التى تحققت للمرأة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى وبالاخص فى عام ٢٠٢٠؟

− على مدى ٦ سنوات أحرزت المرأة المصرية نجاحات غير عادية توجت بنسبة 26% للمرأة فى مجلس النواب وقاضية بالمحكمة الدستورية العليا وأعلى نسبة مشاركة للمرأة فى الحكومة بـ ٨ وزيرات ولأول مرة محافظ سيدة ونائبات محافظين ونائبات محافظين وأول برنامج دعم نقدى للنساء يستهدف الأسر الفقيرة واصدار كروت للمرأة "تكافل" وقد تم إقرار عيدا سنويا للمرأة تكرم فيه النساء النابهات وتكرم فيه الأمهات بمنحهن وسام الكمال ومنح مالية كبيرة وغير مسبوقة وذلك بالإضافة إلى أنه لم تخلو كلمة أو خطبة رئاسية من إشارات وتصريحات تشيد بالمرأة المصرية فى كل المجالات.