خطط الدولة تحمى الصحة من الانهيار

«مواجهة وصمود» .. نظامنا الصحى ينجح فى «سنة أولى وباء»

عمليات التطهير في الشوارع والميادين المصرية
عمليات التطهير في الشوارع والميادين المصرية

عام من الوباء كان اختباراً قاسيا للعالم.. نجح من نجح وسقطت دول كثيرة فى "غزوة كورونا" والغريب أن أعتى القوى العالمية فشلت فى مواجهة الجائحة، النظام الصحى المصرى ورغم الانتقادات الكثيرة التى كانت تُوجَه إليه على مدار عقود نجح فى الصمود واجتاز "سنة أولى وباء" بأقل الخسائر الممكنة، "كورونا" فى موجته الأولى انهارت أمامه أنظمة صحية كانت تبدو قوية ومتطورة إلا أن نظامنا الصحى لم ينهار، والآن يواجه العالم موجة ثانية متحورة تحمل فى طياتها مخاطر كثيرة ولكن وبنفس الثبات والجاهزية استعدت مصر للتعامل معها.

خلال ما يقرب من عام استطاعت وزارة الصحة والسكان بقيادة الوزيرة النشيطة د. هالة زايد، فحص وعلاج المصابين بالفيروس فى مصر فى مستشفياتها مجاناً، ووضعت الوزارة بروتوكول علاج خاص بها حدثته للمرة الرابعة، وبدأت التجارب على لقاحات كورونا، بتجربتين على لقاحين من الصين، كما حجزت حصة مصر من اللقاحات التى تجاوزت المرحلة الثالثة بالإضافة إلى التعاقد على تصنيع لقاح صيني، والتعاقد مع هيئة(الكوفاكس) ومنظمة الصحة العالمية لتوفير عدد كاف من لقاحات فيروس كورونا المستجد، كما وضعت وزارة الصحة خطة لاتباع الإجراءات الاحترازية فى جميع مؤسسات الدولة، ووضع خطة جديدة للتصدى للموجة الثانية من الفيروس.

الموجة الأولى

فبراير 2020 كانت مصر على موعد مع الموجة الأولى للجائحة واستمرت المواجهة حتى منتصف سبتمبر الماضي، تعاملت وزارة الصحة بجدية منذ بداية ظهور الفيروس ونجحت فى استقبال المصريين العائدين من مدينة ووهان بالصين نقطة انطلاق كورونا للعالم، تم حجزهم فى الحجر الصحى بمطروح ثم البدء فى علاج أول حالة مصابة بالفيروس وتفعيل العزل بمستشفى النجيلة، وتلاها تشكيل غرفة الأزمات المركزية، وتطبيق إجراءات الحجر الصحى والتوعية بالفيروس.

وبعد ذلك اعتمدت وزارة الصحة عزل الحالات العائدة من الخارج بالمدن الجامعية ومراكز الشباب، و تدشين المنظومة الإلكترونية لمتابعة الحالات الإيجابية وحالات الاشتباه، ثم عزل جميع الحالات بالمستشفيات وترصد المخالطين، وتخصيص 10 عربات إسعاف مجهزة لكل محافظة لنقل المصابين، واطلاق تطبيق "صحة مصر"، مع اصدار اجراءات التعايش مع الجائحة.

وبالتزامن مع مواجهة الوباء بدأت وزارة الصحة رحلة البحث عن علاج للفيروس فأطلقت حملة التبرع بالبلازما فى 20 مركزاً، وتم تحديث بروتوكول العلاج فى مارس ثم مايو، وتفعيل العمل والعزل بـ320 مستشفى عاماً ومركزىاً و56 مستشفى صدر وحميات، وتخصيص 20 مستشفى للعزل و56 مستشفى صدر وحميات للفرز، وزيادة أعداد المعامل الى 40 معملاً وربطها الكترونيا، وتفعيل العزل المنزلي، والتحليل للسفر الكترونيا، ثم عودة العمل بالمبادرات الرئاسية للصحة العامة، وفتح دور العبادة والحضانات، وضمان إجراءات الحجر الصحى وعمل تحليل PCR

وعقب عودة الطيران وضعت وزارة الصحة خطة تأمين المدن الساحلية، وخطة التأمين الطبى للمطارات، وتنظيم إقامة الأفراح والمؤتمرات بنسبة 50% فى الأماكن المفتوحة، وانتقلت الى تأمين انتخابات مجلس الشيوخ، ووضع خطة عودة المدارس، وعودة العمل بجميع المستشفيات وتخصيص 20% من القوى لكورونا.

الموجة الثانية

ومع حلول نسائم الشتاء الباردة عاود الفيروس الهجوم بموجة ثانية متحورة.. تزايدت الإصابات عالميا وقفزت معدلات الوفيات من جديد فى اوروبا وامريكا.. شبح الإغلاق عاد من جديد وبدأ الحديث عن فقدان السيطرة على الفيروس فى دول اوروبية، لكن وزارة الصحة كانت على استعداد للتصدى للهجمة الجديدة.. بدأت عملها ثانية بتحديث وإصدار النسخة الرابعة من بروتوكول علاج كورونا ومتابعة الالتزام، وتطوير أكثر من 60% من مستشفيات الصدر والحميات وتطوير شبكة الغازات، وزيادة امداد المستشفيات بأجهزة الأشعة المقطعية، وتخصيص 263 مستشفى للفرز والعزل منها 80 مستشفى حميات وصدر تستقبل المشتبه فى اصابتهم، و27 مستشفى عزل، و61 معملًا فى المحافظات لإجراء تحاليل كورونا، وزيادة مقاعد الخط الساخن 105 من 500 وردية عمل الى 800 وردية عمل يوميا.

ورغم عدم الاستقرار فى الاصابات حرصت الوزارة على استمرار العمل بجميع مبادرات الصحة العامة والقوافل العلاجية، وتوزيع حقائب بروتوكولات علاج كورونا، وصرف الألبان الصناعية المدعمة لمدة 3 اشهر والتطعيمات الروتينية، واستمرار العمل بمنظومة انهاء قوائم الانتظار، وإصدار قرارات العلاج على نفقة الدولة والتأمين الصحى لمدة 3 أشهر لأصحاب الأمراض المزمنة، وتشغيل 27 غرفة عمليات فرعية مرتبطة بغرفة العمليات المركزية وسرعة الاستجابة للحالات، وزيادة المخزون الإستراتيجى للادوية الخاصة ببروتوكول العلاج وزيادة مخزون المستلزمات الوقائية، وتدريب القوى البشرية على اصدارات البروتوكولات العلمية.

الموجة الثانية من كورونا تبدو أشد شراسة ولكن يبقى الأمل سلاحنا فى مواجهة الوباء ويظل رصيد الثقة فى أداء وزارة الصحة بعد نجاحها فى مواجهة الموجة الاولى دافعا للانتصار على الفيروس فى هجمته الثانية.. مساع حثيثة تبذلها مصر لتوفير اللقاح من خلال التعاون مع منظمة الصحة العالمية والتحالف الدولى للقاحات "جافى"، وبدء تجهيز خط انتاج بشركة فاكسيرا بالتعاون مع الصين لنقل تكنولوجيا تصنيع اللقاح الصيني، وتوريد 50 الفاً من لقاح سينوفارم الصينى من اصل 20 مليون جرعة، وحجز 20 مليون جرعة من لقاح أكسفورد− استرازينكا، والتعاقد مع اى لقاح يظهر ويثبت الفاعلية والأمان.. وإذا كانت 2020 قد ابتلتنا بالفيروس فالأمل أن تهدينا 2021 اللقاح.