رؤية شخصية

مصر فى المؤشر العالمى للذكاء الاصطناعى

جميل چورچ
جميل چورچ

يعيش العالم هذه الأيام وباء كورونا الذى يفرض نظاما عالميا جديداً.. عالما تحل فيه الآلة محل الانسان، عالم يؤمن بشعار "إذا لم نستطيع توجيه الرياح فإنه يمكنك ضبط الشراع".. ونحن فى مصر نعيش الآن مرحلة التعليم عن بعد فى مختلف مراحل التعليم والجامعات، ونسدد قيمة المشتريات ونتسلم المرتبات والمعاشات بالكروت الذكية من آلات البنوك، بل ويستخدم الاطباء كبسولة يقومون بتوجيهها إلى البؤرة السرطانية مباشرة وليس للجسم كله لتحقيق الشفاء.. واليوم أصبحت معاملاتنا بالفاتورة والاقرار الضريبى الالكترونى ايضا، كما نقوم بالابلاغ عن استهلاك الكهرباء والغاز بالمحمول دون انتظار الكشاف.. والآن يتحدث العالم عن المعجزة التى حققها ابن محافظة الغربية محمود الكومى المتخصص فى الذكاء الاصطناعى عن اختراع روبوت لتشخيص الكورونا وتحقيق الدعم النفسى للمريض.

وفى ظل هذه المتغيرات العالمية جاءت دعوتى من الدكتور علاء الدين محمود زهران رئيس معهد التخطيط والدكتورة عزيزة عبدالرازق المشرف العلمى بالمعهد لحضور ندوة مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعى كما جاءت فى التقرير العالمى الثالث الذى اصدرته مؤسسة اكسفورد ومركز ابحاث التنمية الدولية وقد قام بعرضه للدكتور محمد ماجد خشبة الاستاذ بمركز الاساليب التخصصية بالمعهد..

يقول الدكتور ماجد ان القطاع التكنولوجى فى مصر صغير لكنه ينمو بسرعة تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى لمواكبة التطورات المتسارعة عالميا ومن هنا جاءت جامعة القاهرة ضمن أفضل ٢٠٠ جامعة فى العالم فى الهندسة التكنولوجية كما طالب بالاهتمام بالذكاء الاصطناعى فى كليات الحاسبات والمعلومات لتخريج قوى بشرية قادرة على قيادة هذا الاتجاه العالمى لمواجهة النقص فى مواقع الخدمات الحكومية التى تتعامل على شبكات on line.. وفى الوقت نفسه تجرى الدراسات للاستفادة بالعمالة بعد التوسع فى استخدام التكنولوجيا..

واليوم أصبحنا نعيش ثورة المدن والعاصمة الذكية، والتوسع فى انشاء الجامعات والكليات المتخصصة فى الذكاء الاصطناعى والابتكار الذى أصبح له جوائز من الدولة، وقمنا هذا العام باصدار القانون ١٥١ لسنة ٢٠٢٠ الذى يقضى بانشاء هيئة اقتصادية متخصصة لتحقيق الحماية للبيانات الشخصية ويطلق عليها مركز حماية البيانات الشخصية، وتم تأسيس حاضنة أعمال للذكاء الاصطناعى عام ٢٠٢٠ ضمن مشروع رواد ٢٠٣٠ بوزارة التخطيط.. وترتب على هذا النحو ان جاءت مصر رقم ٥٦ عالميا من بين ١٧٢ دولة.. والامارات الاولى التى تخلت عن استعمال العملات النقدية الورقية واصبح لديها وزير للذكاء الاصطناعى.. ولكن يحسب لمصر ايضا اطلاقها الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى.

والأهم أن المطلوب الآن مواجهة تحديات الامية وبناء مركز للبيانات البشرية بالتركيز على دور الشركات فى التدريب، وقيام معهد التخطيط القومى بدوره فى هذا الاتجاه والتأكيد على ضرورة التكامل بين الذكاء الاصطناعى، والتحول الرقمى وحماية المعلومات، وقد جاءت الولايات المتحدة الاولى فى هذا الاتجاه. وتظل الدول فى السباق

> > >

< شكراً لهيئة الدواء المصرية استجابتها لما طالبت به فى مقالى السابق بالدعوة لاختصار إجراءات منح توكيلات تراخيص الدواء.