«الغبار».. مُعضلة العودة إلى «القمر»

الغبار القمري
الغبار القمري

من أكثر جوانب استكشاف سطح القمر خطورة وتقييدًا، الغبار والتزامه بكل شيء بغض النظر عن نوع المادة، سواء كانت الجلد أو المادة المناسبة أو المعدن، وبغض النظر عن ماهيته وعمله المشابه للاحتكاك.

 

وتريد ناسا، وضع المرأة الأولى والرجل التالي في القطب الجنوبي للقمر في عام 2024، وهذا الموقع يُدعى كمعسكر قاعدة مستقبلية للبشر على سطح القمر، مع إمكانية الوصول إلى الجليد والموارد المعدنية الأخرى، ومع ذلك لا تزال الخصائص الفيزيائية الحقيقية لغبار القمر والثرى في المناطق القطبية غير معروفة.

 

قال خورخي نونيز، من مجموعة استكشاف الكواكب في مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوبكنز (APL) في لوريل بولاية ماريلاند، إن مجموعة من الأسئلة بحاجة إلى المعالجة، وقال: «يمكننا التقريب والاستقراء بناءً على البيانات التي لدينا بالفعل، لكننا لن نعرف حقًا حتى نصل إلى تلك المناطق».

 

وأضاف: «تعلمنا من بعثات أبولو، يمكن أن يتسبب الغبار القمري في مجموعة واسعة من المشكلات، بما في ذلك كونه خطرًا على صحة رواد الفضاء، والالتصاق بجميع أنواع الأسطح مثل بدلات الفضاء، والأقنعة والنوافذ، والألواح الشمسية، وأجهزة التدفئة».

 

ويعمل الغبار القمري أيضًا على تحطيم الأختام والأقمشة والآليات، مشيرا إلى أن التعامل مع الغبار سيتطلب إستراتيجية متكاملة لتخفيف الغبار، مثل استخدام حركات بطيئة ومنهجية وإتاحة الوقت الكافي لبروتوكولات تنظيف الغبار، بالإضافة إلى إبقاء بدلات الفضاء خارج الموطن المضغوط أو المركبة القمرية، للاستفادة من درع الغبار الكهروديناميكي لصد الغبار من المواد.

 

وتعد الطبيعة التفاعلية للغبار القمري للبشر مجالًا آخر أشار إليه كارل هيبيتس من APL، الميسر الرئيسي لمجموعة ISRU البؤرية لاتحاد ابتكارات سطح القمر، ومن المعروف أن الغبار القمري مزعج في هذه المنطقة منذ عصر أبولو.

 

وقال هيبيتس، إن الجسيمات شديدة التفاعل كيميائيًا، وهناك مخاوف صحية محتملة (على الرغم من استكشاف تقنيات التخميل المختلفة لجعلها أقل تفاعلًا).

 

وتابع نونيز، قائلا : «مبادرة ناسا للابتكار على سطح القمر تعمل على تسريع تطوير العديد من تقنيات التخفيف من الغبار والتي تعتبر مهمة لتمكين البعثات البشرية على سطح القمر، ولقد حاولنا دراسة تفاعل تربة القمر في المختبر، لكن الدراسات التي أعرفها كانت جميعها على عينات تم تغييرها بالفعل بسبب الغلاف الجوي للأرض، و نأمل أن تلقي الدراسات الجديدة حول تربة القمر المنسقة بعناية بعض الأفكار الجديدة».

 

واستطرد، قائلا: «ليس من الممكن إنشاء أطنان من التربة القمرية، أو ربما حتى كمية صغيرة، وما زال يتعين إعادة إنتاج الحديد النانوي المعدني الموجود في ثرى القمر».