هل انتصرت التعددية الحزبية لبرلمان ٢٠٢٠؟

 محمد السباعى عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين عضو مجلس الشيوخ
محمد السباعى عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين عضو مجلس الشيوخ

يبشر المشهد السياسى لبرلمان 2020، ببداية انتعاش الحياة السياسية فى مصر، ويعبر عن استمرار الدولة المصرية فى تنفيذ ما تصبو إليه من أهداف كانت موضوعة سلفا على أجندتها السياسية فى رسم استراتيجياتها التنموية والوطنية والقومية وتفعيل مؤسساتها وأجهزتها لتقوم بدور فعّال فى المحافل الإقليمية والدولية.
وهو ما يجعلنا نسعى إلى تحليل المشهد السياسى الحالى ونتساءل ما دور برلمان 2020 فى القضايا السياسية والاجتماعية وما تصبو إليه مصر من تحقيق الإصلاح السياسي؟...
وبنظرة تحليلية نجد أننا أمام مشهد ديموقراطى نيابى لم نشهده من قبل، حيث إن برلمان 2020 انتصر للتعددية الحزبية بشكل غير مسبوق بتمثيل ثلاثة عشر حزباً سياسياً يمثلون جميع الأيديولوجيات الحزبية الممثلة لفئات الشعب المصرى فضلاً عن تزايد نسبة التمثيل الشبابى خاصة من يمثلون تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين والذين أطلقوا مسبقاً شعار (سياسة بمفهوم جديد) ويؤكدون اليوم سعيهم الحثيث على تبنى ( برلمان بمفهوم جديد )، كما أنه يُحسب لهذا البرلمان مروره بأفضل تحالف انتخابى من خلال تشكيل القائمة الوطنية من أجل مصر والتى ضمت اثنى عشر حزباً.
ولا نتناسى تزايد نسبة تمثيل المرأة فى البرلمان بنسبة تتجاوز الـ ٢٥٪ والذى يعتبر من أهم المكاسب السياسية لهذا البرلمان بالإضافة إلى التمثيل المناسب للأقباط وذوى الإعاقة وكذلك المصريون بالخارج وغيرها من الفئات، ويدلل ذلك التحليل على أننا أمام تنوع سياسى يمثل كافة الأيديولوجيات والطوائف وله دور كبير فى تغيير السياسات العامة، بمعنى أن هذا البرلمان رغم ما يشهده من تعددية سياسية إلا أنه يقع على عاتقه مسئوليات وتحديات فى ظل مناخ سياسى إقليمى ودولى حرج.
ومما لا شك فيه أن الدولة المصرية بمختلف مؤسساتها وأجهزتها أمام تحديات داخلية وخارجية ليست بخفيّة على أحد وسيكون البرلمان المصرى بغرفتيه ( النواب، الشيوخ ) شريكاً أساسياً فى مواجهة تلك التحديات والعمل على مجابهتها بل ووضع الاستراتيجيات والأطر العامة لحلها بما يضمه من تنوع فكرى وثقافى ونخبوى.
ولا ننكر أن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين ساهمت بشكل كبير فى إثراء الحياة السياسية رغم عمرها القصير ذى الثلاث سنوات إلا أنها سيكون عليها دور قوى لترسيخ أسلوب جديد لأداء البرلمان والمشهد السياسى بشكل عام وتبنّى دور إصلاحى بفكر شبابى سواء بممثليهم بمجلسى النواب أو الشيوخ فى ضوء نجاحهم خلال الفترة السابقة بتحقيق التوافق بين أعضائها ذوى التنوع الأيديولوجى المختلف والتأكيد على أن مصر أقوى دائماً بأبنائها وخصوصاً الشباب وأن القادم-بإذن الله-أفضل.