البرلمان القادم الأهم فى تاريخ مصر

أحمد مبارك عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين
أحمد مبارك عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين

أيام قليلة ويبدأ البرلمان المصرى الجديد دورة جديدة مدتها خمس سنوات وفى رأيى هذا البرلمان سيكون الأهم فى تاريخ مصر لسببين:
الأول لأننا نعيش فى مرحلة فى غاية الحساسية فى إقليم شديد الاضطراب، وتعانى الدولة المصرية من مخاطر على كافة الجبهات لا تهدأ سواء من الغرب ومحاولة توطين الإرهاب على حدود مصر فى ليبيا أو من الشرق ومحاولة زراعة الإرهاب فى سيناء أو من الجنوب واستمرار تعثر المفاوضات فى سد النهضة واستدعاء أزمة حلايب وشلاتين من حين لآخر.
أو من الشمال ومحاولات تهديد ثروات مصر فى المتوسط، أو من الداخل أو جبهة خامسة هى الإعلام ومحاولة زعزعة الاستقرار من خلال إعلام موجه يصرف عليه المليارات كما لم يحدث من قبل..
ونضيف على ذلك محاولات النيل من سمعة مصر دوليًا باستدعاء نبرات حقوق الإنسان للضغط السياسى على مصر بسبب توسع نفوذها فى الإقليم وهو ما يتعارض مع الكثير من الصالح لدول كبرى.
وهو ما يحتاج برلمانا مدركا لهذه المخاطر وواعيا لهذه التهديدات ليتعامل معها بحكمة تساعد باقى أجهزة الدولة على تخطيها.
أما السبب الثانى أن الدولة المصرية بكل الحسابات والأرقام والتقارير فى مرحلة تأسيس لنهضة مصرية حديثة، أو إن شئت قل فى مرحلة إقلاع للنهضة، وكما الطائرة تحتاج لقوتها الكاملة خلال الإقلاع فتحتاج مصر لقوتها الكاملة لإكمال هذه النهضة الإنشائية والاقتصادية والتطويرية فى أغلب القطاعات والخدمات من الطاقة إلى المدن الجديدة إلى التحول الرقمى إلى إصلاح الاقتصاد وغيره.
فهى فعليًا فى مرحلة تحول كبرى من الفوضى أو اللا دولة إلى الدولة الرقمية الحديثة،
وهو ما يحتاج برلمانا لديه رؤية للمستقبل، قادر أن يواكب تلك النهضة التى تدفعها القيادة السياسية.
كل تلك الأسباب تقول إن البرلمان القادم هو الأهم فى تاريخ مصر، وسيكون عليه مسئوليات كبيرة ربما لم يحملها برلمان من قبله.
ولكن الجانب الآخر من الصورة أن هذه البرلمان يتميز عن غيره من مجالس الشعب أو النواب السابقة:
أولها: وجود أكبر نسبة شباب فى البرلمان كما لم يحدث من قبل سواء أحزابا أو مستقلين، فتنسيقية شباب الأحزاب وحدها لها 26 مقعدا من الشباب المحترف الواعى فيمكننا أن نقول إننا أمام برلمان شاب كما لم يحدث من قبل.
ثانيًا: وجود أكبر نسبة امرأة فى تاريخ المجالس النيابية فى مصر إذ يتجاوز 25%، وهو مؤشر قوة فى رأيى فالمرأة المصرية دوما فى مقدمة الاهتمام بقضايا بلدها وتمثيلها الكبير دليل على إحداث تطورات تشريعية كبيرة تخص المرأة وسلامة المجتمع خلال الفترة المقبلة.
ثالثًا: وجود مجلس شيوخ كمجلس استشارى أو مركز أبحاث كبير أو بيت خبرة مصر لمعاونة المجلس الأول على التشريع ما يساعد على إسراع عملية التشريع بجودة أعلى فى وقت أقل.
رابعًا: وجود تنوع كبير بين عدد كبير من الأحزاب والمستقلين ما يمنع سيطرة لون واحد أو فصيل بعينه على البرلمان سواء فصيلا سياسيا أو حزبيا أو فئويا.
كل تلك الأسباب تجعلنا نتفاءل أو تدعونا للأمل والتعويل عليه أن يكون له دور كبير فى تنمية الحياة السياسية وبناء الدولة المدنية الحديثة وحماية الدولة من التهديدات الكبيرة غير العادية، وأن يكون على قدر خطوة اللحظة التى أتى فيها. ولكن البرلمان وحده بدون دعم شعبى وجماهيرى لن يستطيع عمل شيء.
صحيح البرلمان المقبل هو الأهم فى تاريخ مصر، لكن الأهم منه من أجل تجاوز هذه المخاطر واستكمال النهضة هو وحدة الشعب، وتماسك الجبهة الداخلية، ووعيه بما يحيط به من مخاطر.