عبير موسى.. «المرأة الحديدية» في تونس

عبير موسى
عبير موسى

ذاع صيتها بصورةٍ كبيرةٍ خلال السنوات القليلة الماضية، وباتت اسمًا ورقمًا صعبًا في المعادلة السياسية في بلادها، محققةً نقلة نوعية لمشاركة المرأة في الحياة السياسية في العالم العربي.

تقف في منصات البرلمان تدافع عن قضيتها، وتتزعم حزبًا سياسيًا في بلادها، وتنافس بقوة في الاستحقاقات الانتخابية، إنها عبير موسى، زعيمة الحزب الدستوري الحر في تونس.

صراع مع «إخوان تونس»

تخوض عبير موسى حروبًا في عدة اتجاهات بدايةً من الدفاع عن قضية المرأة، وانتهاءً بصراعها المستمر مع حركة النهضة، التي تصنفها على إنها "الإخوان" في بلادها، حيث تخوض معارك مع رئيس مجلس نواب الشعب (البرلمان) راشد الغنوشي، وهو زعيم حركة النهضة.

آخر تصريحاتها القوية ضد حركة النهضة، كانت لقناة العربية الإخبارية، حيث قالت: "جماعة الإخوان المسلمين في تونس لا يريدون دولة مؤسسات".

وأضافت: "الإخوان وضعوا منظومة سياسية مغلقة في تونس"، مستطردة بالقول: "لن نخضع للأمر الواقع الذي فرضه الإخوان في تونس".

وشددت موسى على أنه "لا إصلاحات في تونس دون قطع العلاقة مع الإخوان، ولا فائدة من الحوار مع الجهات التي دمرت الدولة التونسية".

وعبير موسى (45 عامًا) هي محامية تونسية تترأس الحزب الدستوري الحر منذ عام 2016، وقد نالت ثقة حزبها في أن تكون مرشحته في الانتخابات الرئاسية الماضية.

اقرأ أيضًا: عبير موسي تتهم «الإخوان» بالسعي لإشعال حرب أهلية في تونس

ثاني امرأة تترشح للرئاسة

وعبير موسى هي ثاني امرأة في تاريخ تونس تترشح للانتخابات الرئاسية في البلاد، بعد القاضية كلثوم كنو، التي ترشحت في الانتخابات الماضية، التي جرت عام 2014، وفاز بها حينها الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي.

ولكن كلثوم كنو لم تنجح وقتها في تحقيق نتيجةٍ لافتةٍ، فقد تحصلت فقط على 18 ألفًا و287 صوتًا، وبلغت نسبة تلك الأصوات أقل من 1% وتحديدًا 0.56%، واحتلت كلثوم كنو حينها المركز الحادي عشر في السباق الانتخابي، الذي شمل 27 مرشحًا آنذاك.

لكن عبير موسى ظهرت بصورةٍ مغايرةٍ، وحققت نسبة أصوات مقبولة، وتعتبر جديدةً في العالم العربي على مرشحةٍ في السباق الرئاسي، وحصلت على أكثر من 135 ألف صوت انتخابي، بنسبة أصواتٍ بلغت 4% تقريبًا.

واقتحمت عبير موسى العشرة الأوائل في نتائج الانتخابات، فجاءت في المركز التاسع، متفوقةً على مرشحين من الوزن الثقيل كالرئيس الأسبق المنصف المرزوقي ورئيس الوزراء الأسبق مهدي جمعة.

لم تقبل عبير موسى أن تكون امرأة على الهامش، ولا أن تكون ضيفة شرف في جميع المعتركات التي خاضتها، لتستحق أن تنال لقب المرأة الحديدة في تونس، ذلك اللقب، الذي تُصف به الزعيمات في أوروبا، وعلى رأسهن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.