شىء من الأمل

عام بلا مفاجآت !

عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب

على عكس عام ٢٠٢٠ الذى يستعد الآن للرحيل بعد بضعة أيام فإن العام الذى نتأهب لاستقباله ٢٠٢١ سيكون عاما بلا مفاجآت !.. أو بالأصح لأننا عانينا كثيرا من المفاجآت الصادمة جدا فى عام ٢٠٢٠ والتى كانت ذروتها صدمة جائحة كورونا فإننا صرنا مستعدين لأية مفاجآت غير سارة وصادمة قد يحملها معه لنا العام الجديد ٢٠٢١ !
فقد بدأ عام ٢٠٢٠ بهجوم فيروس كورونا على الصين ومنها قام بغزو العالم كله وأصاب الحياة الطبيعية بالشلل، حيث أغلقت الحدود والمنشآت الاقتصادية والترفيهية وفرض الحجر الصحى على مدن ومقاطعات بأكملها وحظر التجول على ملايين من البشر، وتوقفت تقريبا حركة الطيران والسفر بين الدول لعدة شهور، ونتيجة لذلك تعرض الاقتصاد العالمى لأزمة ركود شديدة نتج عنها زيادة فى أعداد العاطلين وارتفاع فى أعداد الفقراء بعد انخفاض معدلات النمو الاقتصادى فى كل بلاد العالم، حتى أن نحو ١٧٠ دولة حققت معدلات نمو اقتصادى بالسالب..
وقبل أن يرحل عامنا الحالى ( ٢٠٢٠ ) آثر أن يقوم بتطعيمنا ضد أية مفاجآت صادمة قد يأتى بها لنا العام الجديد ( ٢٠٢١ )، حينما شهدنا معه ظهور موجة ثانية من فيروس كورونا المستجد، مع تحذيرات بموجة ثالثة بعد انتهاء الموجة الثانية، ثم شاهدنا تمحور ذلك الفيروس وظهور سلالة جديدة له أشد إصابة وأكثر انتشارا فى جنوب بريطانيا، وهو ما دفع عددا من البلاد الأوروبية لإغلاق حدودها مع بريطانيا ووقف حركة الطيران معها.. كما شاهدنا أيضا نجاح تطوير عدة لقاحات تقى من هذا الفيروس السريع الانتشار الذى أصاب فى عام واحد أكثر من سبعين مليونا من البشر وأودى بحياة عدة مئات الآلاف من الناس.. وقبل ذلك شهدنا إخفاق الرئيس الأمريكى ترامب فى الاحتفاظ بالبيت الأبيض لفترة رئاسية ثانية، وهو ما فتح الباب على مصراعيه أمام توقعات حدوث تغيرات فى السياسة الخارجية الأمريكية سيكون لها تأثيرها المؤكد على عالمنا.
وهكذا كل احتمالات المفاجآت ومنها الصادمة صارت مطروحة ومتوقعة فى العام الجديد الذى نستقبله بعد أيام قليلة. أو بالأصح عامنا الحالى الذى يستعد للرحيل بمفاجأته الصادمة جدا جعلنا مستعدين أو جاهزين لأية مفاجآت قد يحملها لنا العام الجديد، وبالتالى مهما حمل لنا العام الجديد معه فلن يصدمنا ذلك أو يفاجئنا مثلما صدمنا وفاجأنا العام الحالى.. لقد اعتبرت مجلة تايم الأمريكية ان عام ٢٠٢٠ هو أسوأ الأعوام، وهذا يعنى أن ما سوف يتلوه من أعوام لن يكون أسوأ منه !..
فلن يكون مفاجئا لنا أن يتعرض العالم فى العام الجديد لموجة أو موجات جديدة تالية من هجوم فيروس كورونا، أو أن تفيدنا اللقاحات الجديدة له فى السيطرة عليه وبدء عودة مظاهر الحياة الطبيعية فى عالمنا.. ولن يكون مفاجئا أيضا لنا أن تبدأ الأزمة التى أصابت الاقتصاد العالمى فى الانحسار، أو أن تطول هذه الأزمة بسبب اضطرار دول لاتخاذ قرارات إغلاق جديدة لمواجهة موجات جديدة من الفيروس.. كما لن يكون مفاجئا لنا أن يتصاعد الصدام والصراع التجارى بين أمريكا والصين ليتحول إلى حرب تجارية سيعانى منها العالم كله، أو أن ينجح البلدان فى تخفيف حدة خلافاتهما.. كذلك لن يكون مفاجئا لنا أن يمضى قدما الرئيس الامريكى بايدن فى تنفيذ وعوده الانتخابية فى تغيير سياسات بلاده الداخلية والخارجية بشكل كامل، أو ألا يتمكن من التخلص من تركة ترامب، او حتى لا يستطيع ان يكمل فترته الرءاسية.. فكل ذلك طرحه المحللون فى عامنا الحالى، بل وأكثر منه لدرجة توقع ظهور فيروس جديد غير كورونا وأكثر شراسة وخطرا منه !.. وهكذا صار عامنا الجديد بلا مفاجآت !